حكام الولايات الجنوبية يحذرون من انتشار «كورونا» خلافاً لتفاؤل ترمب

عمال الرعاية الصحية في تكساس يحتجون على إعادة فتح الولاية في 25 أبريل (نيسان) الماضي (أ.ب)
عمال الرعاية الصحية في تكساس يحتجون على إعادة فتح الولاية في 25 أبريل (نيسان) الماضي (أ.ب)
TT

حكام الولايات الجنوبية يحذرون من انتشار «كورونا» خلافاً لتفاؤل ترمب

عمال الرعاية الصحية في تكساس يحتجون على إعادة فتح الولاية في 25 أبريل (نيسان) الماضي (أ.ب)
عمال الرعاية الصحية في تكساس يحتجون على إعادة فتح الولاية في 25 أبريل (نيسان) الماضي (أ.ب)

حذر حكام ولايات جنوب الولايات المتحدة، اليوم الأحد، من أن ولاياتهم تواجه خطر تزايد حالات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد بعد محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التقليل من خطورة انتشار الفيروس القاتل.
ويضرب وباء «كوفيد - 19» منذ أسابيع ولايات جنوب وغرب الولايات المتحدة. فسجلت فلوريدا عشرة آلاف حالة جديدة يومياً في بعض الأحيان، فيما سجلت أريزونا أعداداً قياسية داخل المستشفيات وتكاد وحدات العناية الفائقة في هيوستن بتكساس تستنفد طاقتها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومع استمرار ترمب في التقليل من الوباء، متجنباً وضع كمامة ومواصلاً مخاطبة تجمعات كبيرة، قائلاً إن التوصل إلى لقاح بات على بعد شهور فقط ومؤكداً أن «99 في المائة» من الحالات ليست خطيرة، بدأ سخط المسؤولين المحليين بالتصاعد، مع إثارة البعض فكرة فرض أوامر جديدة للحجر المنزلي.
وقالت كاتي غاليغو عمدة فينيكس في أريزونا لبرنامج «ذيس ويك» الذي تبثه شبكة «إيه بي سي» إن ترمب يرسل «رسائل مشوشة». وأضافت السياسية الديمقراطية: «كان الرئيس ترمب في مدينتي، اختار عدم وضع كمامة وينظم أحداثاً كبيرة بينما أحاول دفع الناس» للبقاء في المنزل وتجنب الازدحام. ولفت إلى إن أريزونا بدأت إعادة فتح اقتصادها «في وقت مبكر للغاية»، مضيفة «لدينا نواد ليلية ونوزع الشمبانيا مجاناً، في غياب الكمامات».
وتابعت أن عدم وجود إمكانات كافية لإجراء فحوص أدى إلى انتظار بعض الأشخاص، بينهم من لديهم أعراض، لمدة تصل إلى ثماني ساعات في سياراتهم. ومع ذلك، عندما طلبت من الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ المساعدة في ذلك «قيل لنا إنهم ينأون بأنفسهم، الأمر الذي يبدو كأنهم يعلنون النصر بينما نحن في الأزمة».
ووصل عدد المرضى في وحدات العناية الفائقة في مستشفيات أريزونا إلى مستويات قياسية، حسب ما ذكرت صحيفة «أريزونا ريبابليك». وسجلت الولاية أكثر من 1800 وفاة أي أكثر من ستة أضعاف عدد الوفيات في كوريا الجنوبية كلها.
وكان مدير إدارة الغذاء والدواء الأميركية الدكتور ستيفن هان أكثر حذراً من ترمب عندما سُئل عن التأكيدات المتفائلة الأخيرة للرئيس.
وفي ما يتعلق بتوقع ترمب بأن اللقاح سيكون متاحاً «قبل نهاية العام بوقت طويل»، قال هان إنه رغم «السرعة غير المسبوقة» لجهود البحث «لا يمكنني توقع موعد توفير اللقاح».
ويتوقع عدد قليل من الخبراء أن يكون اللقاح متاحاً على نطاق واسع قبل نهاية العام.
وفي ما يتعلق بتأكيد ترمب أن 99 في المائة من حالات كوفيد - 19 «غير ضارة تماماً»، قال هان لشبكة «إيه بي سي» إن «أي وفاة هي حالة مأساوية».
وأصدرت القاضية الديمقراطية لينا هيدالغو في منطقة تتضمن هيوستن، أمراً بالحجر المنزلي في وقت مبكر من انتشار الوباء، لكن الحاكم غريغ أبوت حظر فرض هذه القيود. ولكن مع انتشار الفيروس، أمر الحاكم الجمهوري بوضع الكمامات في معظم مناطق تكساس.
وقالت هيدالغو لشبكة «إيه بي سي»: «ما نراه أن الأمنيات ليست سياسة اقتصادية جيدة ولا سياسة صحة عامة جيدة». وتابعت: «ما نحتاج إليه الآن... أمر بالحجر المنزلي».
وأشارت هيدالغو إلى أن المستشفيات في هيوستن، التي تضم أكبر مجمع طبي في العالم، وعشرات مدن تكساس الأخرى «تعمل بأقصى قدراتها».
وكانت ولايات الجنوب الأكثر تضرراً من أولى الولايات التي أعادت فتح اقتصاداتها، بتشجيع كبير من ترمب، بعد أشهر من الإغلاق. وقاوم بعض رؤساء البلديات تدابير إعادة الفتح. وقال رئيس البلدية الجمهوري فرنسيس سواريز لمحطة «إيه بي سي» إن «مدينة ميامي كانت آخر مدينة في ولاية فلوريدا تعيد فتح اقتصادها». وأضاف: «تعرضت لانتقادات لأنني انتظرت طويلاً... عندما أعدنا فتح الاقتصاد، بدأ الناس بالاختلاط على أساس أن الفيروس غير موجود» أساساً.
وحذر توم بوسرت، مستشار الأمن الداخلي السابق لترمب، من أن الأمور يمكن أن تسوء أكثر. وقال إنه منذ 19 يونيو (حزيران) سجلت فلوريدا 100 ألف إصابة جديدة. وأضاف: «هناك سبب قوي للاعتقاد بوجود 500 ألف شخص في فلوريدا الآن يمكن أن ينقلوا العدوى»، لافتاً إلى أن «الكمامات وحدها لن توقف» انتقال العدوى.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».