ترمب يستأنف التجمّعات الانتخابية

رغم رفض المحكمة العليا في أوكلاهوما إلزام الحضور بارتداء الكمامات

المؤيدون لترمب يتوافدون على تلسا لسماع خطاباته الانتخابية (أ.ف.ب)
المؤيدون لترمب يتوافدون على تلسا لسماع خطاباته الانتخابية (أ.ف.ب)
TT

ترمب يستأنف التجمّعات الانتخابية

المؤيدون لترمب يتوافدون على تلسا لسماع خطاباته الانتخابية (أ.ف.ب)
المؤيدون لترمب يتوافدون على تلسا لسماع خطاباته الانتخابية (أ.ف.ب)

كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يسعى للفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) في تغريدة «حملتي لم تبدأ بعد. تنطلق السبت في أوكلاهوما».
ويواجه ترمب أزمات عميقة وانتقادات بينما تسجّل شعبيته تراجعاً في الاستطلاعات. وبالنسبة لترمب، فإن التجمعات الكبيرة هي دفعة جديدة له ولحظة تشارك مريحة مع قاعدته التي يشكل ولاؤها شبكة أمان انتخابية. ويعتمر مناصرو ترمب قبعات كُتب عليها «ترمب 2020» ويلوّحون بالأعلام الأميركية وينتظرون بحماسة منذ أيام تحت خيم في الشوارع، رؤية الرئيس الأميركي شخصياً في التجمع.
وأعرب معارضوه عن انزعاجهم أيضاً لاختياره تالسا، المدينة التي شهدت عام 1921 مجزرة راح ضحيتها 300 أميركي من أصل أفريقي على أيدي حشود من أصحاب البشرة البيضاء وكانت من بين أسوأ الاضطرابات العرقية في التاريخ الأميركي. ويعتبر هؤلاء أنه اختار من باب الاستفزاز أوكلاهوما لتنظيم أول مهرجان بعد استئناف الحملة الانتخابية، في حين يعتبر فوزه في هذه الولاية الجمهورية تحصيل حاصل.
ولهذا استأنف ترمب نشاطه أمس السبت عبر تجمّع انتخابي محفوف بالمخاطر إذ يحشد عشرات الآلاف من أنصاره داخل قاعة مغلقة لأول مرّة منذ تفشي وباء كورونا في وقت واحد، رغم رفض المحكمة العليا في ولاية أوكلاهوما محاولة إلزام جميع من سيحضرون في تولسا بارتداء قناع الوجه (الكمامة) والحفاظ على التباعد الاجتماعي داخل الساحة للحماية من انتشار الفيروس المستجد.
وحكمت المحكمة يوم الجمعة بأن اثنين من السكان المحليين يطلبان من الآلاف الذين يتوقع حضورهم في الاجتماع اتخاذ الاحتياطات لا يمكن أن يثبتا أن لديهما حقا قانونيا واضحا فيما يطلبانه. يذكر أن أوكلاهوما شهدت زيادة كبيرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، ولكن في رأي متفق عليه، لاحظ قاضيان أن خطة الولاية لإعادة فتح الاقتصاد «متساهلة وكاشفة وتقديرية». وقد تم تقديم الاستئناف نيابة عن شخصين تم وصفهما بأن لديهما جهاز مناعة ضعيفا، وأنهما عرضة بشكل خاص للإصابة بفيروس كورونا. ولم يكن تقريباً أي من مناصريه يرتدي كمامة الجمعة. وكان ينبغي على المشاركين في المهرجانات الانتخابية التي ينظمها ترمب، توقيع وثيقة يتعهدون فيها بعدم القيام بأي ملاحقات قانونية في حال إصابتهم بالفيروس بهذه المناسبة. وتظاهر نحو عشرات الآلاف بينهم مناصرون لترمب ومتظاهرون ضد العنصرية، في تالسا الواقعة في ولاية أوكلاهوما المحافظة في جنوب البلاد.
ويرخي التوتر بثقله على المدينة حيث ثمة خشية من هذا التجمع الذي يحيط به جدل مزدوج: أولاً خطر مفاقمة تفشي الوباء في البلد الأكثر تضرراً في العالم من الفيروس، بالإضافة إلى خيار الرئيس استئناف التجمعات الانتخابية في خضمّ فترة إحياء ذكرى إنهاء العبودية في البلاد، الأمر الذي اعتبره مسؤول محلي من حركة «حياة السود تهمّ»، «صفعة حقيقية».
وما فاقم الجدل هو التقلبات في المواقف بشأن حظر تجوّل فرضه رئيس بلدية المدينة الجمهوري ثم ألغاه.
ولتبرير قرار فرض حظر التجوّل، أعلن رئيس البلدية جورج تيرون بينام أنه تلقى معلومات تفيد بأن أشخاصاً مرتبطين بمجموعات «متورطة بسلوك عنيف ومدمّر» كانوا يعتزمون «التسبب باضطرابات». ورغم تفشي الوباء وتسجيل أوكلاهوما ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات بالفيروس، فإن اللقاء الانتخابي يُنظم في قاعة مغلقة. وأكد ترمب أن مليون شخص طلبوا بطاقات، مشيراً إلى أنه سيتمكن نحو أربعين ألفاً من حضور اللقاء في قاعة مجاورة.
وقال ستيفن كورلي البالغ 19 عاماً، لوكالة الصحافة الفرنسية إنه يشعر بالقلق إزاء المظاهرات التي ينظمها «يساريون متطرفون» و«مشاغبون» آخرون أكثر مما يشعر به حيال كوفيد - 19. وقام المنظمون بقياس درجات حرارة المشاركين، ووزعوا مواد معقمة لليدين وأقنعة واقية. حتى إن خبير الأمراض المعدية ومستشار البيت الأبيض لشؤون كوفيد - 19 أنطوني فاوتشي كان واضحاً عندما أجاب عن سؤال بشأن ما إذا كان يمكن أن يتوجّه إلى مثل هذا التجمع، فقال «بالطبع لا». وأكد السيناتور بيرني ساندرز المرشح السابق للانتخابات الرئاسية والذي يدعم حالياً جو بايدن، أن «ترمب مستعدّ لنشر الفيروس فقط ليسمع بعض الهتافات». ورغم توقف حملته الانتخابية بسبب العزل، سجّل المرشح الديمقراطي جو بايدن (77 عاماً) مؤخراً تقدماً في استطلاعات الرأي على دونالد ترمب (74 عاماً). إذ إن النائب السابق للرئيس باراك أوباما يحترم بشكل صارم توصيات السلطات الصحية ولم ينظم مهرجانات انتخابية منذ مطلع مارس (آذار) الأمر الذي يستخدمه ترمب ليسخر منه. ولقّبه الرئيس بـ«جو النائم» كما أنه يتّهمه بأنه يختبئ لأنه يفتقر إلى الطاقة. وفي خضمّ مظاهرات تاريخية ضد العنصرية وعنف الشرطة، اختار ترمب في البداية تنظيم مهرجانه في 19 يونيو (حزيران) في يوم الذكرى الـ155 لـ«يوم التحرير» الذي يطلق عليه «جونتينث»، وهو اليوم الذي أدرك خلاله «العبيد» في غالفستون في تكساس أنّهم صاروا أحراراً. إلا أنه بعد تعرّضه لوابل من الانتقادات، أرجأ ترمب اللقاء إلى اليوم التالي.


مقالات ذات صلة

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

الولايات المتحدة​ احتفل ترمب باختياره «شخصية العام» من قِبل مجلة «تايم» بقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك يوم 12 ديسمبر الحالي (أ.ب)

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

احتفى ترمب باختياره «شخصية العام» من مجلة «تايم»، وقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك على بُعد بضعة مبانٍ من المحكمة التي أدانته قبل 6 أشهر فقط.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجلة «تايم» تختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب «شخصية عام 2024»... (أ.ب)

ترمب: أدعم حل الدولتين لكن «هناك بدائل أخرى»

أجرى رئيس أميركا المنتخب، دونالد ترمب، حواراً مع مجلة «تايم» التي اختارته «شخصية عام 2024» وأكد أن «مشكلة الشرق الأوسط» أسهل في التعامل من «المشكلة الأوكرانية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال فعالية شخصية العام لمجلة تايم في بورصة نيويورك، 12 ديسمبر 2024 (أ.ب)

ترمب رداً على سؤال عن احتمالات الحرب مع إيران: «أي شيء يمكن أن يحدث»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ردا على سؤال في مقابلة مع مجلة «تايم» حول احتمالات الحرب مع إيران، إن «أي شيء يمكن أن يحدث».rnrn

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.