الهجرة والعضوية في الاتحاد الأوروبي نالتا حصة الأسد في التغطية الأسبوعية للصحافة البريطانية

أميركا: تراجع نسبة المالكين للمساكن إلى مستواها قبل 20 سنة

الهجرة والعضوية في الاتحاد الأوروبي نالتا حصة الأسد في التغطية الأسبوعية للصحافة البريطانية
TT

الهجرة والعضوية في الاتحاد الأوروبي نالتا حصة الأسد في التغطية الأسبوعية للصحافة البريطانية

الهجرة والعضوية في الاتحاد الأوروبي نالتا حصة الأسد في التغطية الأسبوعية للصحافة البريطانية

نالت القضايا الوطنية على حصة الأسد في التغطية الإعلامية للصحافة المكتوبة، وتراوحت بين النقاش الدائر حول تدفق المهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي وعضوية بريطانيا فيه، وبين وفاة الروائية البوليسية بي دي جيمس وتحذيرات وكالة مراقبة سلامة الأغذية في بريطانيا من أن نحو 3 أرباع الدواجن الطازجة التي تباع في متاجر التجزئة البريطانية، وجد فيها آثار بكتريا مسؤولة عن تسمم غذائي قد يؤدي إلى الوفاة. كما تناولت التغطية بإسهاب خسارة أحد الوزراء في القضية التي رفعها في المحاكم ضد رجال الشرطة المتهمين بالتآمر ضده لتدنيس سمعته.
قضية المهاجرين القادمين من الاتحاد الأوروبي والمنافع التي قد يحصلون عليها من نظام المعونات الاجتماعية والصحية بمجرد قدومهم إلى بريطانيا حسب قوانين الاتحاد الأوروبي شكل القضية الأولى في التغطية ولعدة أيام خلال الأسبوع الماضي، وتناولته الصحف الوطنية بإسهاب. وتحت عنوان «كاميرون يهدد بالخروج من الاتحاد الأوروبي إذا بقيت قوانينا لاتحاد كما هي» كتبت صحيفة «الغارديان» حول توجهات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الجديدة وتحذيراته بالخروج من الاتحاد إذا لم يحترم هذا الأخير السيادة الوطنية للدول الأعضاء.
وكتبت صحيفة «الديلي تلغراف المحافظة» تقول تحت عنوان: «أنا مستعد أن أقود بريطانيا إلى خارج الاتحاد إذا فشل في إصلاحاته»، أن كاميرون عرض إجراءات للحد من الهجرة، وأن «الخطة برمتها ستتطلب بعض التعديلات في المعاهدات.. وأنا واثق من قدراتنا على التفاوض حول ذلك». وبينت الصحيفة أن خطاب كاميرون جاء غداة نشر الأرقام الأخيرة للهجرة التي شكلت ضربة لحزب المحافظين قبل 6 أشهر من الانتخابات العامة، وأوضحت الصحيفة أن حزب المحافظين حدد سقف عدد المهاجرين بمائة ألف، لكن المكتب الوطني للإحصاءات كشف عن زيادة نسبتها 39 في المائة في عدد المهاجرين بين يونيو (حزيران) 2013 ويونيو 2014، وبلغت 260 ألف شخص، وأكثر من 583 ألف مهاجر وصلوا خلال هذه الفترة من مواطني دول في الاتحاد الأوروبي، خصوصا من الأعضاء الجدد مثل رومانيا وبلغاريا.
لكن صحف، مثل «الغارديان» و«الإندبندنت»، أظهرت التباين في الموقف. وتحت عنوان: «كاميرون أجبر على تغيير موقفه» كتبت الصحيفتان تقولان إن «المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حذرت كاميرون من عواقب تهديداته وذكرته بأنه لن يكون هناك أي تغييرات في سياسة الاتحاد اتجاه حركة العمال وسوق العمل في دول الاتحاد حسب القوانين المعمول بها».
وأظهرت بيانات اقتصادية زيادة أسعار المنازل في أغلب مناطق الولايات المتحدة بنسبة طفيفة خلال الربع الثالث من العام الحالي مع دخول المزيد من العقارات إلى السوق وتراجع مشتريات المستثمرين.
ووفقا لتقرير الاتحاد الوطني للعقاريين في الولايات المتحدة فإن متوسط سعر المنزل العائلي القائم ارتفع خلال الربع الثالث من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي في 73 في المائة من إجمالي 172 منطقة حضرية في الولايات المتحدة. وزادت الأسعار في 16 منطقة بنسبة 10 في المائة أو أكثر مقابل 54 منطقة زادت بهذه النسبة في الربع الثالث من العام الماضي.
في الوقت نفسه تراجعت الأسعار في 47 منطقة حضرية.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء الاقتصادية أن مشتري المنازل يواجهون منافسة أقل من جانب المستثمرين في السوق مع زيادة المعروض. ووفقا للبيانات بلغ عدد المنازل المبيعة من قبل والمعروضة للبيع مجددا حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي 3.‏2 مليون منزل بزيادة نسبتها 6 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. واستحوذ المستثمرون على نحو 14 في المائة من مشتريات المنازل الموجودة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي مقابل حصة قدرها 19 في المائة من مبيعات الشهر نفسه من العام الماضي.
ونقلت بلومبرغ عن باتريك نيوبورت المحلل الاقتصادي في مؤسسة آي.إتش.إس غلوبال إنسايت في ولاية ماساشوستس القول إن الأسعار معتدلة بسبب ابتعاد المستثمرين عن السوق، مضيفا: «السوق مدفوعة بالأسس الراسخة حيث كان المستثمرون يلعبون في السنوات الـ3 أو الـ4 الماضية دورا أكبر في رفع الأسعار، ولكن الآن السوق مدفوعة بمشترين غير مستثمرين وهو أمر صحي».
قفزت مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة لأعلى مستوياتها فيما يزيد عن عام في أكتوبر (تشرين الأول) وفاقت مستوى المبيعات قبل نحو عام وذلك للمرة الأولى في عام 2014 في دلالة جديدة على أن سوق الإسكان تمضي قدما على طريق التعافي.
وقالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أمس إن مبيعات المنازل القائمة ارتفعت 5.‏1 في المائة إلى معدل سنوي 26.‏5 مليون وحدة مسجلة أعلى معدلاتها منذ سبتمبر من العام الماضي. وزادت المبيعات 5.‏2 في المائة مقارنة معها قبل عام وذلك للمرة الأولى منذ أكتوبر 2013.
كان خبراء اقتصاديون توقعوا في استطلاع لـ«رويترز» انخفاض المبيعات إلى معدل 16.‏5 مليون وحدة من 18.‏5 مليون وحدة معدلة بالارتفاع في سبتمبر.
وتتعافى سوق الإسكان في البلاد ببطء بعدما توقف النشاط في النصف الثاني من عام 2013 في أعقاب صعود أسعار الرهن العقاري. لكن الهبوط مؤخرا في أسعار الرهن العقاري من المتوقع أن يدعم المبيعات.
ويثير النمو المتين للاقتصاد وسوق العمل في الولايات المتحدة الغيرة لدى بقية العالم لكن في داخل البلاد لا يشعر الكثير من الأميركيين بهذه التحسن وقد عاقبوا الديمقراطيين في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية.
ولفت إريك كانتور الزعيم السابق للغالبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي غداة الانتخابات وهو يشرح هزيمة الديمقراطيين في الكونغرس، إلى «مسألة الأجور».
وأكد هذا المسؤول لمحطة التلفزة الاقتصادية سي إن بي سي «إن الناس غاضبون لأن معاشاتهم لم تبدأ بالارتفاع كما يفترض».
وفي وقت خرجت فيه البلاد من فترة انكماش منذ 2009 وتقلص معدل البطالة إلى النصف تقريبا، يعتبر 70 في المائة من الأميركيين أن وضع الاقتصاد «سيئ» بحسب استطلاع للرأي أجري لدى الخروج من صناديق الاقتراع.
وتعتبر الأسر أن وضعها المالي أسوأ (28 في المائة) أو بنفس المستوى (45 في المائة) الذي كان عليه قبل سنتين، وتخشى عائلة من اثنتين (48 في المائة) من أن تكون الحياة أصعب بالنسبة للجيل المقبل. وأفاد استطلاع آخر هذا الصيف للمعهد العام للأبحاث الدينية أن 72 في المائة من الأميركيين يعتقدون حتى أن البلاد ما زالت في حالة انكماش.
ولخص الخبير الاقتصادي المستقل جويل ناروف لوكالة الصحافة الفرنسية الوضع بقوله «في الواقع فإن معظم العمال المتوسطين لم يتلقوا أي زيادة منذ 7 سنوات». فالراتب الحقيقي الذي يتقاضاه معظم الأميركيين على ساعة العمل لم يتحرك بل تراجع قياسا لما كان عليه في 2007 أي مباشرة قبل الأزمة المالية بحسب مؤسسة السياسة الاقتصادية.
فالأجر الأدنى المحدد بـ7.25 دولار لساعة العمل - والذي لا يؤمن حدا أدنى من الراتب الشهري - لم يزد منذ 5 سنوات. ومع تراجع التضخم يكون الأجر بالساعة أقل بنسبة 25 في المائة مما كان عليه في 1968 بحسب مؤسسة السياسة الاقتصادية.
وأوضح ناروف «إن المشكلة الكبرى هي أنه فيما أصبح الاقتصاد أفضل بكثير فإن إعادة توزيع الموارد لا تذهب سوى إلى أولئك الذين هم في أعلى السلم». وهذا ما شددت عليه رئيسة الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) جانيت يلين في خطاب ألقته منتصف أكتوبر، معربة في الوقت نفسه عن «قلقها الشديد» من اتساع درجات التفاوت في الولايات المتحدة. علما بأن 5 في المائة من الأسر الأميركية فقط تستحوذ على 63 في المائة من ثروات البلاد في 2013. مقابل 54 في المائة في 1989.
أما في القطاع العقاري فلم تستعد أسعار العقارات مستواها الذي بلغ الذروة قبل الأزمة وتراجعت نسبة المالكين إلى مستواها قبل عشرين سنة.
لكن تسليف الأسر تحسن بشكل واضح لكن اقتراض الفئة العمرية الأصغر سنا سجل في المقابل تضخما في ظل القروض الممنوحة للطلاب.
ومع تسجيل نمو بمعدل 3.5 في المائة في الربع الثالث من هذا العام يرسخ الاقتصاد الأميركي نموه ما يسمح للبيت الأبيض بالتعبير عن ارتياحه لـ«القيادة» الاقتصادية الأميركية على مستوى النمو العالمي.
وقد سجل معدل البطالة الذي بلغ 5.8 في المائة في أكتوبر، أدنى مستوى له منذ 6 سنوات فيما تراجع العجز في الميزانية إلى ما دون عتبة الـ3 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي. أما في بورصة وول ستريت فتتوالى المستويات القياسية.
وأكد جويلناروف أنه في أثناء الحملة الانتخابية «لم يواجه الديمقراطيون اقتصادا رديئا لكنهم لم يعرفوا كيف يشرحون لماذا لم يحصل العاملون على مزيد من المال».
وفي الولايات الـ5 التي اقترحت ذلك صوت الناخبون لزيادة الحد الأدنى للأجور، وهو موضوع يركز عليه الرئيس باراك أوباما. لكن المفارقة الكبرى فقد انتخبت 4 من هذه الولايات الـ5 سيناتورا جمهوريا.
لكن هل سيكون هناك ثمة حل لدى الفريق الجمهوري؟ قال ناروف «لا شيء يمكن أن يفعله الجمهوريون. إن ما سيغير الأمور هو تضييق شروط سوق العمل». ومع انخفاض معدل البطالة توقع أن «ترتفع الرواتب في وقت قريب».
في الانتظار فإن تراجع أسعار البنزين - في أدنى مستوى لها منذ 4 سنوات - ستنعكس زيادة في الرواتب على ما يؤكد خبراء الاقتصاد. وقال الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة آي اتش إس دوغ هاندلر «إن الأسر ذات العائدات المتواضعة والمتوسطة ستستفيد فعلا من هذا الانخفاض لأسعار البنزين».



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.