> أعلنت فرنسا ومجموعة دول الساحل الخمس، مطلع العام الحالي، بعد قمة احتضنتها مدينة بو الفرنسية، أن تنظيم «داعش في منطقة الصحراء الكبرى» هو عدوهم الأول في منطقة الساحل الأفريقي، وذلك بعدما نجح التنظيم في الفترة الأخيرة أن يشن عمليات نوعية ضد الفرنسيين وحلفائهم في الساحل، خاصة في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
كانت تلك ضربة موجعة للجماعات المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، إذ بدأ كثير من مقاتلي هذه الجماعات الانشقاق عنها، والالتحاق بـ«داعش» الصاعد بقوة. وبطبيعة الحال، صار هذا الوضع يشكل خطراً على «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي تنشط في شمال مالي، خاصة بعد دخول «داعش» منطقة وسط مالي، ومحاولته تأسيس معسكرات تابعة له في الغابات والأحراش المحاذية لنهر النيجر والقريبة من الحدود الموريتانية.
وتتحدث مصادر كثيرة قريبة من هذه التنظيمات عن مفاوضات شاقة أجريت بين «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وتنظيم «داعش في منطقة الصحراء الكبرى»، من أجل تحديد ورسم الحدود بين مناطق نفوذهما في الساحل الأفريقي، وبالأخص في وسط مالي. إلا أن المفاوضات لم تسفر عن أي نتيجة، وهكذا اشتعلت حرب طاحنة بين الطرفين، سقط فيها كثير من القتلى، مطلع العام.
بعدها بدأت جولة ثانية من المفاوضات في شهر أبريل (نيسان) الماضي من أجل تبادل الأسرى بين التنظيمين، لكنها هي الأخرى لم تفضِ إلى نتيجة، لتدور معارك عنيفة في منطقة وسط مالي، كانت الغلبة فيها لـ«جبهة تحرير ماسينا» التابعة لتنظيم «القاعدة». غير أن المعارك أنهكت التنظيمين، حتى إن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، في حديث أمام البرلمان الفرنسي خلال الأسبوع الماضي، تحدثت عن هذه الحرب بين التنظيمات الإرهابية، وقالت: «يبدو أن الإرهابيين ينخرطون في حرب فيما بينهم، ونحن نتابع الوضع عن كثب وباهتمام كبير».
وبالإضافة إلى المواجهات المسلحة بين «داعش» و«القاعدة» في شمال مالي، كانت هنالك مواجهة إعلامية طاحنة بين التنظيمين. إذ صدرت فتاوى من موريتانيين ينشطون في «القاعدة» تصف «داعش» بأنهم «خوارج العصر» وتحذر المقاتلين من الالتحاق بهم، بينما أصدرت «داعش» فتاوى تكفّر «القاعدة».
ويفسر متخصصون هذه الحرب، التي تأتي بعد سنوات من التعايش، بمقتل قيادات في «القاعدة» كانت تلعب دوراً في تهدئة الوضع، وخاصة الجزائري «يحيى أبو الهمام». وهو القيادي الذي قتله الفرنسيون العام الماضي بالقرب من تمبكتو، بالإضافة إلى قيادات أخرى كان تستخدم قنوات قبلية واقتصادية ودينية لتفادي أي صدام بين «داعش» و«القاعدة» في مالي.
ويرجح بعض هؤلاء المتخصصين الآن أن دخول عبد المالك دروكدال إلى شمال مالي جاء من أجل تسوية الأزمة، وإعادة ترتيب الوضع المتوتر في المنطقة، بعدما فقد كثيراً من الرجال الذين كانوا يتولون عنه هذه المهام.
فرع «داعش} الصحراوي بات العدو الأول لفرنسا ودول الساحل
مع مشهد الانشقاقات وتصفية القيادات
فرع «داعش} الصحراوي بات العدو الأول لفرنسا ودول الساحل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة