«تأثيرات محدودة» مرجحة لجائحة «كورونا» على قطاع التأمين السعودي

تقرير حكومي أكد أن تغطية الدولة تكاليف علاج إصابات الفيروس عامل جوهري

قطاع التأمين يتماسك أمام «كورونا»... وفي الصورة عودة الطيران المحلي للتشغيل أمس (الشرق الأوسط)
قطاع التأمين يتماسك أمام «كورونا»... وفي الصورة عودة الطيران المحلي للتشغيل أمس (الشرق الأوسط)
TT

«تأثيرات محدودة» مرجحة لجائحة «كورونا» على قطاع التأمين السعودي

قطاع التأمين يتماسك أمام «كورونا»... وفي الصورة عودة الطيران المحلي للتشغيل أمس (الشرق الأوسط)
قطاع التأمين يتماسك أمام «كورونا»... وفي الصورة عودة الطيران المحلي للتشغيل أمس (الشرق الأوسط)

رجح تقرير مالي حكومي قدرة تخطي قطاع التأمين السعودية لجائحة كورونا المستجد بعد أن أفصح أن تأثيرات شركات التأمين العاملة في البلاد محدودة مقابل ظروف التداعي للشركات العالمية في ظل تفشي (كوفيد - 19)، مرجعا ذلك نتيجة عوامل ضآلة انكشاف المنشآت السعودية على الشركات العالمية وطبيعة ظروف التركيز التأميني بجانب تكفل الدولة بعلاج كامل لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد.
وكشف تقرير الاستقرار المالي للعام 2020 الصادر عن مؤسسة النقد العربي السعودي مؤخرا، أن تأثيرات تفشي الفيروس على شركات التأمين أقل بكثير عن الشركات العالمية، وذلك يعود لتدخل الحكومة وتكفلها بعلاج كامل حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لعموم السكان، كعامل جوهري خفف على القطاع تكاليف باهظة.
وبحسب خبراء أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن المرحلة القادمة تعد الفرصة الذهبية لشركات التأمين لإعادة هيكلتها والدخول في تحالفات مباشرة لضمان استمراريتها بعد تقوية مراكزها المالية في أعقاب الجائحة.
ويعمل في السعودية 34 شركة تأمين مرخصة لمزاولة نشاطات التأمين وإعادة التأمين، إضافة إلى 30 شركة مهن حرة مرخصة لمساندة خدمات التأمين، و88 شركة وساطة تأمين، و70 شركة وكالة، وهو ما يفوق حاجة السوق السعودية لتغطية كافة خدمات التأمين.
ولفت تقرير الاستقرار المالي للعام 2020 الصادر عن مؤسسة النقد العربي السعودي أول من أمس، إلى أن 97 في المائة من سوق التأمين يعتمد على التغطية التأمينية العام والصحية باستثمارات تتركز في أصول عالية السيولة قصيرة الأجل، على شكل نقد وودائع بنحو بنسبة 50 إلى 70 في المائة وأوراق مالية ذات دخل ثابت تشكل ما بين 20 إلى 25 في المائة.
وأوضح التقرير أن ذلك أسهم في تخفيف التأثيرات على الشركات السعودية ووسطاء التأمين مقارنة بالشركات الدولية في الأسواق العالمية التي تخضع لحد أعلى تنظيمي يقدر بنحو 20 في المائة من إجمالي الأصول المستثمرة.
وقال التقرير الذي يصدر بشكل سنوي عن البنك المركزي السعودي إن شركات التأمين السعودية تمتلك رؤوس مال عالية ولديها القدرة للانطلاق بقوة بعد الجائحة لاستيعاب أي خسائر محتملة في الأشهر القادمة، وستتمكن من تخطي الأزمة لعدم وجود مطالبات مالية، وهو ذات العامل الذي سيمكنها من الدخول في تحالفات لمواجهة الأخطار.
ويبلغ حجم رؤوس الأموال المستثمرة في شركات التأمين بنحو 11.8 مليار ريال (3 مليار دولار) حتى العام 2018. فيما بلغ إجمالي موجودات المؤمن لهم 41.2 مليار ريال (11 مليار دولار)، وإجمالي موجودات المساهمين 17.3 مليار ريال (4.6 مليار دولار).
وهنا يقول الدكتور فهد العنزي، عضو مجلس الشورى والخبير في قطاع التأمين أن تأثيرات الجائحة أقل بكثير عن باقي القطاعات خاصة ما يتعلق بتأمين المركبات الذي سجل انخفاضا كبيرا في الحوادث نتيجة منع التجول وبالتالي انخفاض في حجم التعويضات، كما سجلت هذه المرحلة تدني في عمليات التأمين ما جعل الشركات هي الرابح الأكبر.
وأضاف العنزي: «ذلك ينطبق على التأمين الصحي الذي تحملت الحكومة العبء الأكبر فيه بتحمل العلاج من الفيروس، بما في ذلك العاملين في القطاع الخاص والذي يقدر عددهم بقرابة 7 ملايين عامل مقيم مؤمن لهم، إضافة لتقلص النفقات المالية لعمليات المراجعة والكشف والفحوصات وغيرها من الخدمات الطبية.
وأشار العنزي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدد شركات التأمين كبير والسوق لا تحتاج هذا العدد الزائد الذي يضعف رؤوس أموال شركات التأمين، ومن هذا المنطلق لا بد من إعادة النظر في تقليص هذا العدد، من خلال تشجيع الشركات على الاندماج فيما بينها وهذه ظاهرة إيجابية تؤدي إلى تكتل رؤوس الأموال وتكتل الخبرات.
إلى ذلك، أكد مصدر تأميني في أحد الشركات العاملة في القطاع – لم يرغب الإشارة لاسمه - أن الشركات أخذت فرصتها في السوق وعرفت جيدا إمكانيتها في مواجهة الأزمات، وتمكنت من الخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار نتيجة دعم الحكومة، لكنه في الوقت ذاته حذر من أنها أن لم تستغل الفرصة القادمة وتأخرت في تقوية موقفها المالي وتعزيز قدرتها في خلق فرص استثمارية كبيرة من خلال الدخول في مشاريع كبرى فإنها ستخرج من السوق.
ولفت المصدر إلى أن أنظمة التأمين ودعم الحكومة أسهما في تخفيف التأثيرات على هذا القطاع، إضافة إلى عامل منع التجول، مقارنة بالشركات في دول عديدة تحملت فيه كامل الأعباء في ظل ظروف اقتصادية استثنائية عصفت بالعالم وتسببت في إغلاق النشاطات التجارية وفرض منع التجول وإجراءات الحجر الصحي، لذلك من المهم في ظل هذا الدعم الكبير من الدولة لجميع القطاعات أن تتجه الشركات إلى خيارات أكبر لضمان الاستمرارية.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.