طائرات تقصف مطار معيتيقة الليبي للمرة الثانية على التوالي لحرمان المتطرفين من استخدامه

وزير الإعلام والثقافة: الميليشيات تمنع رئيس حكومة طرابلس من دخول مقر عمله

عمر القويري وزير الإعلام والثقافة الليبي («الشرق الأوسط»)
عمر القويري وزير الإعلام والثقافة الليبي («الشرق الأوسط»)
TT

طائرات تقصف مطار معيتيقة الليبي للمرة الثانية على التوالي لحرمان المتطرفين من استخدامه

عمر القويري وزير الإعلام والثقافة الليبي («الشرق الأوسط»)
عمر القويري وزير الإعلام والثقافة الليبي («الشرق الأوسط»)

في تصعيد مفاجئ ضد الجماعات المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، شنت مقاتلات حربية تابعة لسلاح الجو الليبي غارة، أمس، لليوم الثاني على التوالي على مطار معيتيقة، لكن من دون سقوط أي ضحايا. وقال مصدر بجهاز حماية أمن قاعدة معيتيقة الجوية ومطارها، إن القصف الذي استهدف عدة أهداف داخل القاعدة لم يسفر عن أي خسائر، مشيرا إلى أن الصواريخ سقطت في مكان غير مأهول.
لكن الغارة أدت إلى إيقاف الرحلات الدولية والمحلية، وإصابة مهبط المطار وعدد من المنازل المجاورة، فيما أعلن العميد صقر الجروشي، قائد سلاح الجو الليبي، أن الغارة جاءت تنفيذا لأوامر رئاسة الأركان العامة التي أمرت مطلع الأسبوع بإغلاق مطاري مصراتة ومعيتيقة، إضافة إلى مرافئ سرت ومصراتة وزوارة. واعتبر أن «هذه المنافذ البحرية والجوية تسيطر عليها جماعات إرهابية تستخدمها في جلب الأسلحة والمقاتلين الأجانب لقتال الشعب الليبي».
وقال عبد الله الثني، رئيس الحكومة الانتقالية التي تتخذ من طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا لها، إنه تلقى أمس اتصالا هاتفيا من المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، طلب منه خلاله العمل على تهدئة الموقف ووقف الضربات الجوية على مطار معيتيقة والدعوة إلى بدء الحوار.
وأوضح الثني في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن المبعوث الأممي أكد أنه سيتواصل مع مجموعات ما يسمى فجر ليبيا التي استولت على مدينة طرابلس في وقت سابق بقوة السلاح وسيعمل على إقناعها بالدخول في مفاوضات مع المؤسسات الشرعية للدولة، واصفا هذه الجولة من الحوار بحوار «غدامس2».
وعد الثني أن القصف الذي قام به السلاح الجوي الليبي لمطار معيتيقة هو ضربة استباقية لمجموعات ما يسمى فجر ليبيا التي كانت تجهز الذخائر والآليات والطائرات المجهزة لضرب البنية التحتية للدولة ومنشآتها، كما سبق وأن فعلت بمطار طرابلس العالمي الذي تم تدمير منشآته وتدمير الطائرات المدنية الرابضة على أرضه، وتدمير المنازل والمنشآت العامة والخاصة في ورشفانة وفي قصر بن غشير، وأيضا قصف مطار الزنتان، مضيفا أن ما قامت به الحكومة الليبية هو جزء من تحمل مسؤولياتها المتمثلة في حماية مواطنيها المدنيين.
وأوضح أن الحكومة شروطا لقبول الحوار في 5 بنود تتضمن الاعتراف بشرعية مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه واحترام مبدأ التداول السلمي على السلطة وفق المسار الديمقراطي، والقبول بمؤسستي الجيش والشرطة ودعم جهود الحكومة لإنشائهما.
كما تضمنت هذه الشروط القبول بمبدأ محاربة الإرهاب وتقديم كل من ارتكب أعمالا إجرامية للعدالة وسحب كل المجموعات المسلحة من العاصمة طرابلس، علاوة على تمكين أجهزة الأمن الرسمية من بسط السيطرة على العاصمة ورجوع الحكومة الشرعية إليها. وأوضح الثني أنه يتعين على هذه المجموعات المسلحة الخارجة عن السلطة الشرعية، والتي استولت على مدينة طرابلس بقوة السلاح، أن تمتنع عن التصريحات الداعية إلى تأجيج الصراع وإلى الحرب، والتي تبث الإشاعات المغرضة بأن الطائرات التابعة للسلاح الجوي التي قامت بالإغارة على الأهداف العسكرية تتبع دولا أخرى من أجل السعي لتوريط دول الجوار في هذا الصراع. وأكد الثني للمبعوث الأممي، أن السلطات الشرعية ملتزمة بمبدأ الحوار وستعمل على إنجاحه بكل السبل الممكنة، وأن الجميع شركاء في الوطن وفي التداول السلمي على السلطة بشرط الالتزام بالوسائل السلمية واحترام الرأي الآخر، والامتناع عن محاولة فرض الرأي بقوة السلاح كما حدث خلال الأشهر الماضية.
وأضاف أن من يتولون الحكم في العاصمة الليبية طرابلس هددوا أمس في المقابل بمنع مبعوث الأمم المتحدة من دخول الأراضي الخاضعة لسيطرتها في خطوة من شأنها أن تزيد من صعوبة التفاوض على إنهاء الصراع المسلح على السلطة الذي يهدد بتمزيق البلاد.
وأعلن رئيس ما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني عمر الحاسي، المدعومة من البرلمان السابق وجماعة الإخوان المسلمين، أن «سياسته ستتحول إلى سياسة الحرب والمواجهة، ونحن من سينتصر بإذن الله». وقال الحاسي، إن سياسة حكومته منذ اليوم لن تعتمد على وعود الاعتراف بالحكومة المبطنة ورسائل الطمأنة التي تأتينا من الخارج. وأضاف: «نحن الثوار قد بدأنا الثورة في الداخل في ليبيا منذ زمن، ونحن من سيصنع المستقبل».
وبعدما أعلن أن الحكومة ستبدأ في تعديلات وزارية تتطلبها طبيعة هذه المرحلة، تابع: «ليعلم الليبيين أن الحكومة التي لم يزد عمرها على شهرين، لم تتسلم أي ميزانية حتى هذه اللحظة، وهي الآن وبعد أن أجبرتها الظروف أن تكون حكومة معالجة أزمة، وحكومة مواجهة».
وقالت حكومة الحاسي، إنها ستقيد دخول ليون إلى ليبيا لتقلص الدور الذي يمكن أن يلعبه في المحادثات إن لم يعترف بحكم أصدرته المحكمة العليا.
ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد الغيراني، وزير الخارجية قوله: «هذا السيد ليون أنا قلت فيه أكثر من مرة إنه شخص غير مرغوب فيه ويمنع من أن يدخل ليبيا بالكامل (لعدم) حياديته ولاتخاذه للجانب الآخر». وأضاف أن ليون أبدى عدم احترام للقانون الليبي برفضه الاعتراف بالحكم الذي قضى بعدم دستورية مجلس النواب الذي انتخب في يونيو (حزيران) الماضي ويعمل انطلاقا من شرق البلاد مثل الثني.
وزعم الغيراني أن القضاة لم يتعرضوا لأي ضغط في المحكمة التي أثنى عليها دبلوماسيون غربيون في السابق باعتبارها من أكفأ مؤسسات الدولة.
وردا على هذا التهديد، كشف عمر القويري، وزير الثقافة والإعلام الليبي، لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن رئيس ما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني عمر الحاسي نفسه ممنوع من دخول مقر رئاسة مجلس الوزراء في العاصمة الليبية طرابلس. وقال القويري الذي يزور القاهرة لإجراء محادثات تتعلق بتنشيط الإعلام الرسمي التابع للدولة الليبية مع الحكومة المصرية، إن الحاسي يمارس عمله من مبنى مؤسسة النفط، مضيفا أنه «الممنوع نفسه لا يستطيع منع غيره». وأبلغ القويري «الشرق الأوسط» أن آثار ليبيا ومتحف السراي مهددة بالتدمير من قبل المتطرفين، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل وممارسة ضغوطه على الجماعات المسيطرة على طرابلس عبر منظمة اليونيسكو لحماية الآثار الليبية.
كما اتهم القويري ما يسمى قوات فجر ليبيا والجماعات التكفيرية المتطرفة بإزالة تمثال أثري آخر يحمل اسم نصب الضواري في منطقة زاوية الدهماني بالعاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن ميليشيات المتطرفين تعتدي بمنهجية واضحة على الإرث التاريخي والثقافي للشعب الليبي على مرأى ومسمع من العالم. وأضاف: «هم أيضا المسؤولون عن إزالة تمثال الغزالة الشهر الماضي من قلب طرابلس، الفاعل في الحالتين واحد، إنهم المتطرفون ولا أحد غيرهم». وقال القويري: «إنه استمرارا لعدوانية هذه الميليشيات فقد تم أمس احتلال مبنى راديو وتلفزيون قناة ليبيا الرياضية في طرابلس وطرد العاملين فيه وإغلاق القناة من قبل ميليشيات فجر ليبيا»، مشيرا إلى أن المعلومات المتوافرة تؤكد أن هناك احتمالا لتحويل مقر القناة إلى مستودع سلاح ومقر عسكري لهذه الميليشيات.
وسبق لمجلس النواب الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية وسياسية في ليبيا، أن هدد الأسبوع الماضي بإغلاق المجال الجوي لأربعة مطارات تسيطر عليها قوات «فجر ليبيا» بعد محاولتها منع طائرة تقل عددا من نوابه من الهبوط في جنوب البلاد.
وتسيطر قوات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس منذ أغسطس (آب) الماضي، حيث يوجد مركز التحكم والمراقبة الجوي الرئيسي لكل المنافذ الجوية بالبلاد، كما تسيطر على مطارات معيتيقة بطرابلس ومصراتة وسرت (شرق العاصمة) وزوارة غرب.
وأعيد فتح مطار معيتيقة العسكري الواقع شرق العاصمة أمام الرحلات التجارية بعد إغلاق مطار طرابلس الدولي الذي أصيب بأضرار كبيرة خلال الصيف جراء المعارك بين ميليشيات متناحرة.
وتتواصل المعارك في غرب البلاد بين المسلحين، حيث يستفيد أبناء الزنتان من دعم القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا واللواء المتقاعد خليفة حفتر وبينها سلاح الجو.
وتنفذ قوات «فجر ليبيا» غارات جوية باستمرار في الغرب، والمؤلفة من عناصر إسلامية وثوار من مدينة مصراتة (شرق طرابلس).
وقال ناطق باسم مطار معيتيقة إنه تم تعليق الرحلات من وإلى المطار إلى حين إشعار آخر، فيما نقلت وكالة الأنباء المحلية عن مصدر أمني قوله، إن طائرة حربية استهدفت مدرج المطار بصاروخين وقعا بمحاذاة المدرج، وإنه لم تحدث أي أضرار بشرية أو مادية.
وسمع سكان في العاصمة طرابلس دوي القصف على آخر مطار تجاري يعمل في المدينة في الوقت الذي يشتد فيه الصراع على السلطة في الدولة الغنية بالنفط.
وزعمت وكالة الأنباء الموالية لحكومة الحاسي، أن الصواريخ سقطت على عدد من المنازل بشرفة الملاحة، وألحقت بها أضرارا كبيرة دون حدوث أضرار بشرية.
وكان مطار طرابلس الرئيسي لحقت به أضرار جراء القتال خلال فصل الصيف وأغلق منذ يوليو (تموز) الماضي، أي أن الرحلات التجارية كانت تستخدم مطار معيتيقة الواقع إلى الشرق من وسط المدينة.
وبعد 3 أعوام من الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي في انتفاضة شعبية عام 2011 بدعم من حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، ما زالت ليبيا ممزقة بين فصائل متناحرة شكل أحدها حكومة بديلة في طرابلس بعد السيطرة على المدينة في قتال اندلع خلال فصل الصيف.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.