التكنولوجيا ساعدت آسيا على إدارة الأزمة بشكل أفضل

كوريا الجنوبية من بين الدول الأكثر نجاحاً في إدارة أزمة كورونا من خلال استغلال التكنولوجيا (أ.ف.ب)
كوريا الجنوبية من بين الدول الأكثر نجاحاً في إدارة أزمة كورونا من خلال استغلال التكنولوجيا (أ.ف.ب)
TT

التكنولوجيا ساعدت آسيا على إدارة الأزمة بشكل أفضل

كوريا الجنوبية من بين الدول الأكثر نجاحاً في إدارة أزمة كورونا من خلال استغلال التكنولوجيا (أ.ف.ب)
كوريا الجنوبية من بين الدول الأكثر نجاحاً في إدارة أزمة كورونا من خلال استغلال التكنولوجيا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير صادر عن شركة «ماكينزي» للاستشارات الدولية أن وسائل التكنولوجيا الحديثة المتطورة ساعدت دول القارة الآسيوية في اتخاذ رد فعل سريع لمواجهة انتشار فيروس كورونا، ومن ثم إدارة الأزمة بشكل أفضل مقارنة بغيرها.
وأوضح التقرير الذي بثته شبكة «سي إن بي سي» الأميركية أن دوائر صنع القرار بدول آسيوية عدة سارعت بالاعتماد على وسائل التكنولوجيا في سبيل تأمين صحة مواطنيها وتحجيم التداعيات السلبية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، وهو ما مكنها من احتواء الأزمة بشكل أفضل نسبيا.
ورصد التقرير بعض الأوجه التي تم بها تطويع سبل التكنولوجيا الحديثة في خدمة هدف مكافحة وباء كورونا، وعلى رأسها تسهيل إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس وتتبع حالات الإصابة المحتملة والحالات المخالطة لها، ومن ثم عزل جميع الأفراد المشتبه في إصابتهم من أجل منع الفيروس من الانتشار في المجتمع.
وأشار التقرير إلى تجربة سنغافورة في هذا الصدد عبر طرح الحكومة أحد التطبيقات على الهاتف المحمول بهدف تتبع انتشار الفيروس من خلال تقنية «بلوتوث»، كما سارعت كوريا الجنوبية منذ بدء انتشار الفيروس عالميا بإقامة - في عدة مدن - محطات لإخضاع المارين بالطرق لاختبار الفيروس وهو ما ساعدها على إجراء كم هائل من الفحوصات لتحديد مدى انتشار المرض.
ولفت تقرير شركة «ماكينزي» إلى أن تجربة سنغافورة وكوريا الجنوبية نموذجان فقط من بين نماذج آسيوية أخرى التي سمحت بأداء أفضل على مستوى الاختبارات والتتبع، حتى ذهبت بعض دول القارة إلى استخدام تقنية نظام تحديد الموقع العالمي (جي بي إس) من أجل مراقبة الحظر المفروض وبقاء المواطنين في منازلهم حسب الإرشادات.
وأضاف التقرير: «كما ساعدت التكنولوجيا كثيرا في رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة لمرضى كورونا وإجراء فحوصات عبر وسائل الإنترنت فائق السرعة»، مشيرا إلى تجربة الصين في استخدام مراكز التشخيص عن بعد لتتبع الحالات بمدينة ووهان، بؤرة انتشار الفيروس، ومشاركة فرق طبية من مختلف أنحاء البلاد لمتابعة أوضاع المرضى عبر الإنترنت.
وأوضح أن من بين المجالات التي أسهم استخدام التكنولوجيا في تحسين أداء الحكومات الآسيوية للأزمة هو تبادل ومشاركة البيانات المتعلقة بالفيروس بشكل أكثر شفافية وأكثر دقة، حيث أتاحت ما يقرب من 22 ألف صيدلية في كوريا الجنوبية بيانات سمحت للحكومة بإطلاع مواطنيها على عدد أقنعة الوجوه المتوفرة لدى كل صيدلية من أجل تجنب حدوث تجمعات، فيما عمدت دول مثل أستراليا وسنغافورة إلى تزويد المواطنين بأحدث تطورات الفيروس عبر قنوات على تطبيق «واتساب».
وسلط التقرير الضوء على تحول الحكومات الآسيوية خلال أزمة كورونا إلى «رقمنة» جميع الخدمات التي يحتاج المواطنون إليها، ومن بينها التسوق عبر الإنترنت والتعليم عن بعد، ومباشرة الموظفين أعمالهم من المنزل دون الضرورة للوجود في مقر الشركة.
وقال إن دول آسيا استطاعت تطوير وتحديث بنيتها الرقيمة بشكل لافت وكبير خلال العقد الأخير، وقد استحوذت المنطقة على أعلى حصة من النمو العالمي في مجالات مثل إيرادات شركات التكنولوجيا، وتمويل رأس المال الاستثماري، والبحث والتطوير.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

فيتنام تتحرك لاستكشاف الفرص الاستثمارية في السعودية

«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)
«مركز الملك عبد الله المالي» في الرياض (الشرق الأوسط)

تتحرك دولة فيتنام حالياً لتعزيز التعاون متعدد الأوجه واستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وقطاعَي العمالة والسياحة في السعودية، حيث تنوي تزويد الوزارات والوكالات والمدن والمحافظات والجمعيات والشركات بنشرة اقتصادية لرفع وعي الجهات المعنية لديها بالسوق السعودية خصوصاً، وأسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عموماً، وفق معلومات لـ«الشرق الأوسط».

وكان رئيس الوزراء الفيتنامي، فام مينه تشينه، الذي زار الرياض في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي للمشاركة في المؤتمر السنوي لـ«مـبادرة مستقبل الاستثمار»، قال إن بلاده تتطلع إلى جذب مزيد من الاستثمارات السعودية، خصوصاً في مجالات التحول الرقمي، والطاقة المتجددة، والحوسبة السحابية، والمدن الذكية، التي توليها اهتماماً خاصاً بصفتها جزءاً من استراتيجيتها التنموية الطموح.

وبلغت صادرات السعودية إلى فيتنام خلال العام الماضي 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، بتراجع 28.2 في المائة عن المستوى الذي كانت قد بلغته، في حين بلغت الواردات من هانوي 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)، بارتفاع قدره 31.9 في المائة.

ووفق المعلومات، فقد أبلغت وزارة الخارجية الفيتنامية سفارة السعودية في هانوي عزمها إصدار النسخة الرابعة من النشرة الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بهدف تعزيز التعاون متعدد الأوجه بينها وبين السعودية وكذلك دول الشرق الأوسط وأفريقيا، لا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والعمالة والسياحة.

الاستيراد والتصدير

ووفق المعلومات، فقد طالب اتحاد الغرف السعودية كل القطاع الخاص في السعودية بالتسجيل عبر رابط مخصص للاستيراد والتصدير في فيتنام ولفرص التجارة (فعالية تجارية ومعارض) خلال النصف الأول من 2025.

يذكر أن صادرات السعودية الرئيسية غير النفطية إلى فيتنام تتمثل في اللدائن ومصنوعاتها، والمطاط، ومنتجات الصناعات الكيماوية وما يتصل بها، وكذلك المعادن، بينما تشمل الواردات من هانوي الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزاءها، والوقود والزيوت والشموع المعدنية، والحديد والصلب (فولاذ).

وبنهاية العام الماضي، حققت فيتنام نمواً إيجابياً في رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر مع السعودية بلغت نسبته 21.3 مليون ريال، مقارنة بنهاية عام 2022 حيث كانت النسبة 18.3 مليون ريال.

من جهة أخرى، تقلّصت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلة إلى الاقتصاد السعودي في العام السابق بـ3.1 مليون ريال؛ أي بنسبة 67.5 في المائة مقارنة بعام 2022.

وفي تلك الفترة، لم تشهد قيمة التدفقات الخارجة لشركات الاستثمار الأجنبي المباشر الموجودة في الاقتصاد السعودي أي تغيير، حيث ظلت ثابتة عند 0.0 ريال سعودي منذ 2022. نتيجة لذلك؛ وصل صافي التدفقات في 2023 إلى 3.1 مليون ريال، قياساً بالعام ما قبل الماضي، حيث بلغ حينئذ 9.4 مليون ريال.

مذكرة تفاهم

وكانت السعودية وجمهورية فيتنام الاشتراكية وقعتا في أكتوبر الماضي مذكرة تفاهم، ترتكز على تعزيز التعاون الاقتصادي في عدد من القطاعات الحيوية. كما تهدف إلى دعم التجارة الثنائية والاستثمار، مع اهتمام خاص بمجالات الاقتصاد الرقمي، والصناعة، والخدمات ذات الصلة، حيث يتمتع كلا البلدين بإمكانات كبيرة للنمو في هذه القطاعات. وتشجع مذكرة التفاهم بناء الشراكات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين.

وسينفَّذ التعاون في إطار هذه المذكرة عبر بناء العلاقات بين المنظمات المهنية، من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض والاجتماعات المشتركة، مما يعزز التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات الاقتصادية.

وتشمل المذكرة أيضاً الترويج لإنشاء مشروعات مشتركة وشراكات اقتصادية، مع التركيز على دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.

وسيعمل الجانبان على تبادل المعلومات حول التجارة والاستثمار، وتكثيف الزيارات والفعاليات المشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، وذلك بما يتماشى مع الأنظمة والقوانين المعمول بها في كلا البلدين.