بايرن ميونيخ يتطلع للحصول على لقب الدوري الألماني الثامن على التوالي

استئناف «البوندسليغا» يشكل اختباراً لكرة القدم والرياضة حول العالم

TT

بايرن ميونيخ يتطلع للحصول على لقب الدوري الألماني الثامن على التوالي

استغل نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم فترة توقف الدوري (بوندسليغا) في تجديد عقود هانزي فليك، مدرب الفريق، وتوماس مولر وألفونسو دافيز، لاعبي الفريق، والآن ينتقل تركيزه إلى الملعب حيث يستأنف الفريق مسعاه لإضافة لقب آخر أو حتى ثلاثة ألقاب. وسمحت فترة التوقف بسبب فيروس كورونا التي استمرت لأكثر من شهرين أن يعود روبرت ليفاندوفسكي لجاهزيته البدنية والفنية من جديد. ويستأنف بايرن ميونيخ متصدر الدوري الألماني لكرة القدم وبطل المواسم السبعة الماضية، النشاط المحلي عندما يحل ضيفا على أونيون برلين.
وكان بايرن ميونيخ يتصدر جدول الترتيب بفارق أربع نقاط عن ملاحقه بوروسيا دورتموند عندما توقف الدوري في منتصف مارس (آذار)، وبعد أن حقق الفريق سبعة انتصارات وتعادلا وحيدا بعد انتهاء العطلة الشتوية، كان الفريق يسير بشكل جيد للتتويج بلقب الدوري الثامن على التوالي. ولو كان الفريق قد تمكن من تحقيق هذا في الظروف العادية، لكان قد حقق اللقب واحتفل بصخب كما هو معتاد، أمس السبت والذي كان سيشهد مباريات آخر جولة.
وبدلا من ذلك، يجب أن يثبت الفريق أنه جدير بذلك، ويتعامل مثل الآخرين مع السيناريو الاستثنائي باللعب بدون جمهور في آخر تسع جولات قبل احتمالية الحصول على لقب الدوري يوم 27 يونيو (حزيران). وربما تغيرت الظروف ولكن الطموح لم يتغير في النادي، الذي ما زال ينافس على لقب كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.
وقال فليك في مؤتمر صحافي الجمعة: «نلعب بدون جمهور. إذا لعبنا، نريد أن نلعب بنجاح، مدينون لهذا للجماهير. مهمتنا هي تقديم كرة قدم جميلة وجذابة، ولكن في نفس الوقت يجب أن نحقق الانتصارات». وأضاف: «تتبقى تسع جولات، موسم قوي، بطولة صغيرة. الكل يعاني من نفس الظروف. كل شيء يبدأ من الصفر نتمنى في النهاية أن نحصد نقاط أكثر من المنافسين».
واستطاع بايرن أن يتحول بشكل ملحوظ منذ أن تولى فليك تدريبه في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما جعل المدافع السابق لبايرن ومساعد مدرب منتخب ألمانيا سابقا، يحصل على عقد جديد حتى 2023. خاصة أن مسؤولي النادي أبدوا ارتياحهم لعمله. كما جدد أيضا مولر عقده حتى 2023 والظهير الأيسر الرائع دافيز حتى 2025. وهناك اتجاه أيضا لبقاء تياغو ألكانتارا وديفيد ألابا ومانويل نوير مع الفريق لما بعد2021.
ويملك فليك العديد من الخيارات المتاحة خاصة بعد أن استعاد روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل 25 هدفا، جاهزيته عقب إصابته بكسر في عظمة الساق وهي الإصابة التي كانت ستمنعه من المشاركة أمام يونيون برلين وآينتراخت فرانكفورت، وربما حتى أمام دورتموند، التي تقرر أن تكون يوم 26 من الشهر الجاري، كما أصبح كينغسلي كومان جاهزا أيضا.
وقال فليك: «راض للغاية عن حالة الفريق»، بينما نبه أن هناك حاجة لمجهودات كبيرة للفوز في برلين وفي أي مكان آخر. وقال: «الأمر متعلق بإظهار مميزاتنا في كل مباراة. كل شخص يود اللعب أمام الجماهير. ولكن نفس الأمر يمر به الجميع. أعتقد أننا مستعدون بشكل جيد... أتمنى أن نتكيف مع الظروف سريعا وأن نظهر مميزاتنا». وقال ألابا أن كل من بالفريق «متعطشون للعب» قبل استئناف الدوري، وقال مولر إن هناك رغبة قوية لدى الفريق للمنافسة المعتادة. وقال نوير «بالطبع نحن سعداء أننا سنتمكن من اللعب ولكننا كنا سنفضل اللعب في ظروف أفضل».
ورحب فليك بالقاعدة المؤقتة بإجراء خمسة تبديلات خلال المباراة وقال إن الفريق سيراعي التباعد الاجتماعي وإجراءات الحجر الصحي - لا سيما أنه ظهر في مقطع الفيديو للمؤتمر الصحافي وهو يرتدي قناع أحمر للوجه. ويعلم فليك أنهم قدوة، وأن العالم كله سيتابع البوندسليغا بداية من أمس السبت، ليس فقط من أجل كرة القدم. وقال: «العالم كله يتابع ألمانيا، كيف فعلنا هذا. هذا قد يبعث رسالة لكل الدوريات. ثم يمكن استئناف الرياضة بشكل عام».
وباستئناف منافسات الدوري الألماني، شكل ذلك اختبارا لكرة القدم والرياضة بشكل عام، حيث إنه في حالة سير الأمور طبقا لما هو مخطط له، ربما يفتح ذلك الباب أمام العديد من المسابقات لاستئناف منافساتها. وستبث مباريات الدوري الألماني عبر شبكات تلفزيونية في نحو 200 دولة حول العالم، حيث تحظى باهتمام هائل كما تشكل مؤشرا لإمكانية عودة العديد من الفعاليات الرياضية بعد فترة توقف طويلة بسبب أزمة وباء فيروس كورونا المستجد.
وذكرت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «محرك كرة القدم الأوروبية يتحرك من جديد»، بينما ذكرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية في اليوم التالي ليوم إعلان السلطات الألمانية منح الضوء الأخضر لاستئناف منافسات مسابقتي دوري الدرجتين الأولى والثانية عبر إقامة المباريات بدون جماهير وفي ظل إجراءات صحية ووقائية صارمة «الإشارة التي كانت تنتظرها كرة القدم الأوروبية بأكملها تأتي من ألمانيا».
وقال الألماني توني كروس لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني، في تصريحات إعلامية، إن إسبانيا تشهد اهتماما هائلا بعودة المنافسات في ألمانيا. وقال كروس «الانطباع هنا يفيد بأنه إن لم ينجح الألمان في ذلك، فلن يستطيع أحد الاستمرار. وبالتالي، يتابع الناس كيف تسير الأمور». كذلك أدلى ريفالدو النجم السابق لبرشلونة الإسباني والمنتخب البرازيلي بتصريحات مشابهة، قائلا «البوندسليغا ستشكل نموذجا قد يحتذى به في دول أخرى».
ويعد الدوري الألماني أكبر مسابقة كروية ورياضية بشكل عام تستأنف منافساتها من جديد بعد فترة التوقف، وذلك أملا في استكمال المراحل التسع المتبقية قبل نهاية يونيو (حزيران)، وذلك بعد أن توقفت منذ منتصف مارس (آذار) الماضي. كذلك يخطط مسؤولو مسابقات الدوري الكبرى الأخرى في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا لاستئناف المنافسات في يونيو- حزيران، طبقا لقواعد مشابهة.
ويعتقد أوين هارغريفز اللاعب السابق لبايرن ميونيخ والمنتخب الإنجليزي أن مسؤولي الرياضات البارزة في الولايات المتحدة، المتوقفة في الوقت الحالي أيضا، سيتابعون الوضع عن كثب. وقال هارجريفز في تصريحات لشبكة «بي.تي سبورت»: «بغض النظر عن كرة القدم، العالم بأكمله سيتابع المجريات مطلع هذا الأسبوع للوقوف على سير الأمور. فالدوري الوطني لكرة القدم الأميركية (إن.إف.إل) ودوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (إن.بي.إيه) يترقبان كيف ستسير الأمور». وأضاف: «وإذا نجح ذلك، سنرى كل الناس حول العالم يحاولون تطبيق ذلك».
وذكرت صحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية أنه إن لم تنجح ألمانيا في تحقيق ذلك الأمر، ستستمر حالة الغموض بالنسبة للدول الأخرى لبعض الوقت. وفي ألمانيا، يدرك المسؤولون هذا الوضع، ويتوقع كارل - هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ أن «مليارات» سيشاهدون المباريات، كما وصف شتيفان بيل لاعب ماينز مباريات هذا الأسبوع بأنها جولة «تاريخية». وقال بيل «العالم بأكمله سيتابع كيفية قيامنا بذلك». ولم تعلن رابطة الدوري الألماني حتى الآن عن الأرقام الرسمية لكن مصادر كشفت أن مباريات هذا الأسبوع قد تعرض في أكثر من 200 من الدول الأعضاء في الفيفا. ولم يكن مثل هذا الاهتمام العالمي الهائل بكرة القدم الألمانية، حاضرا إلا في مباريات القمة بين بايرن ميونيخ وغريمه بوروسيا دورتموند. فعادة ما يندرج الاهتمام بالبوندسليغا خلف الاهتمام بمنافسات الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإيطالي والدوري الإسباني، لكن الوضع يبدو مختلفا الآن في ظل الظروف الراهنة.


مقالات ذات صلة

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

رياضة عالمية لايبزيغ هزم ضيفه آينتراخت فرنكفورت (إ.ب.أ)

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

فاز لايبزيغ على ضيفه آينتراخت فرنكفورت 1-2، الأحد، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)
رياضة عالمية لارسن لاعب هوفنهايم (يسار) يسدد الكرة في مرمى دورتموند في وقت قاتل من المباراة (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: هوفنهايم يتعادل مع دورتموند في الدقائق الأخيرة

تعادل هوفنهايم في الدقائق الأخيرة مع مضيفه بوروسيا دورتموند 1 – 1، اليوم الأحد، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية جمال موسيالا صانع ألعاب بايرن ميونيخ (د.ب.أ)

موسيالا يفتح الباب بشأن مستقبله مع بايرن

ترك صانع الألعاب الشاب جمال موسيالا الباب مفتوحاً مرة أخرى بشأن ما إذا كان سيمدد عقده مع ناديه بايرن ميونيخ.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية ماكسيميليان نجم شتوتغارت لدى تسجيله الهدف الأول في مرمى هايدنهايم (أ.ب)

«البوندسليغا»: شتوتغارت يواصل صحوته بالفوز على هايدنهايم

واصل شتوتغارت، وصيف بطل الموسم الماضي، صحوته بتحقيقه فوزه الرابع توالياً في كل المسابقات، وجاء على حساب مضيفه هايدنهايم 3 - 1 الأحد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية بو هنريكسن (أ.ب)

مدرب ماينز: الفوز على بايرن إنجاز هائل... تفوقنا على أفضل نادٍ في ألمانيا

أعرب بو هنريكسن المدير الفني لنادي ماينز عن فخره بفوز فريقه على ضيفه بايرن ميونيخ البطل القياسي لدوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ماينز)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.