«السيادي» السوداني يرشح وزيراً جديداً للدفاع خلفاً للراحل عمر

أعلن في بيان توافقاً على إقالة وزير الصحة... ثم عاد وسحبه

TT

«السيادي» السوداني يرشح وزيراً جديداً للدفاع خلفاً للراحل عمر

رشح المكون العسكري داخل مجلس السيادة الانتقالي السوداني، اللواء الركن، ياسين إبراهيم ياسين وزيراً للدفاع في الحكومة الانتقالية، وفي غضون ذلك رفضت كيانات في تجمع المهنيين السودانيين الاعتراف بالقيادة الجديدة.
وذكر بيان صادر عن مجلس السيادة، أن العسكريين بالمجلس توافقوا بشكل نهائي على ترشيح «ياسين» للمنصب، وأنه تم تسليم الترشيح لرئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، لتعيينه ومن ثم اعتماده رسميا بواسطة مجلس السيادة وفقا لما نصت عليه الوثيقة الدستورية.
وتوفي وزير الدفاع السابق، جمال عمر، في مارس (آذار) الماضي، بأزمة قلبية بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان خلال قيادته وفد الحكومة المفاوض للترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة.
وكان المجلس ذكر في بيان آخر على موقعه على الإنترنت، أن اجتماعا ثلاثيا عقد في السادس من مايو (أيار) الحالي، ضم رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، وعددا من أعضاء السيادة، ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وممثلي قوى إعلان الحرية والتغيير، وأقر بالإجماع أن يتخذ رئيس الوزراء الخطوات الدستورية اللازمة لإقالة وزير الصحة أكرم علي التوم من منصبه.
وأثار البيان ضجة كبيرة في الأوساط الحكومية والسياسية، ما دفع المجلس إلى سحبه البيان من الصفحة الرئيسية للمجلس على جميع منصات التواصل الاجتماعي. ومن جهته أثنى مجلس الوزراء، على الجهود المقدرة التي تقوم بها وزارة الصحة والكوادر الطبية في درء وباء «كورونا» وحماية المواطنين.
وقال المتحدث باسم الحكومة، وزير الإعلام والثقافة، فيصل محمد صالح، في تصريحات صحافية أمس، إن المجلس تداول الحديث حول التدابير التي اتخذتها الوزارة لمجابهة الوباء خاصة ما يتصل بالمواطنين العالقين بالخارج. وأكد صالح أهمية ما تم اتخاذه من قرارات بتمديد الإجراءات الاحترازية، ورؤية مجلس الوزراء، حيال التعليم وإغلاق المستشفيات الخاصة. ومن جهة أخرى، أعلن كيانات وأجسام نقابية مؤثرة داخل تجمع المهنيين السودانيين، رفضها القاطع للعملية الانتخابية التي أسفرت عن انتخاب قيادة جديدة للتجمع، داعية إلى تصحيح الأوضاع عبر العمل المشترك مع مكوناته المختلفة.ويعتبر تجمع المهنيين من القوى الرئيسية التي قادت الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، حتى إسقاطه في أبريل (نيسان) 2019. واتهمت تلك الكيانات بعض المجموعات داخل التجمع بالتكتل الحزبي الواضح والتنسيق بين مناديب عدد من الأجسام، والتي تعد مخالفة واضحة للوائح ومواثيق تجمع المهنيين، وكشفت عن تآمر مجموعة تنتمي لأحد الأحزاب بالاتفاق على قائمة وتمريرها. وعقدت بعض الأجسام النقابية (الأحد) الماضي اجتماعا خرجت منه بانتخاب سكرتارية جديدة للتجمع من عشرة أعضاء، سيطرت عليها كوادر الحزب الشيوعي السوداني.
من أبرز الكيانات التي أعلنت موقفا رافضا لما تم وفقا للعملية الانتخابية الأخيرة، لجنة الأطباء المركزية، وهي من الأجسام المؤسسة لتجمع المهنيين، وتحالف المحامين الديمقراطيين ولجان المهندسين والبيطريين والبيئيين.
وأوضحت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان أن لائحة التجمع حددت انتخاب سكرتارية جديدة ومناقشة خطابي الدورة والميزانية في أغسطس (آب) 2020.
وأشار البيان إلى اتفاق سابق داخل التجمع على وجهة سياسية عامة للتجمع وتكليف فريق لصياغة مسودة الرؤية السياسية تحت خطوط عامة للمطلوبات في الفترة القادمة على أن تتم إحالتها للأجسام من أجل المراجعة النهائية.
وقال البيان إنه تم تجاوز كافة المقترحات من الأجسام المختلفة المنادية بمناقشة خطابات الدورة والميزانية والرؤية السياسية واللائحة قبل أي خطوة لإعادة الهيكلة. وكشفت لجنة الأطباء عن تجاوز الاجتماع ورفض الطعون في العملية الانتخابية، وحال ذلك دون أي مراجعة للإجراءات المعيبة ومعالجتها بصورة داخلية. وأشارت الأجسام الرافضة إلى أن العملية أثبتت وجود تكتل حزبي سيؤدي إلى المزيد من الضعف في تجمع المهنيين، ويجعل منه واجهة حزبية وليس تجمعا نقابيا مهنيا.
وأكدت الأجسام رفضها العملية ككل وما أسفرت عنه من نتائج، مجددة التأكيد على أن التجمع جسم يعبر عن كافة الأجسام المهنية، ولا يمكن أن يرتهن لإرادة حزب، متجاوزاً القطاعات المهنية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».