انطلاق المفاوضات بين الحكومة السودانية وفصائل مسلحة في دارفور اليوم

مناوي: وثيقة الدوحة واتفاقية أبوجا لا تمثلان مرجعية للمفاوضات

انطلاق المفاوضات  بين الحكومة السودانية  وفصائل مسلحة في دارفور اليوم
TT

انطلاق المفاوضات بين الحكومة السودانية وفصائل مسلحة في دارفور اليوم

انطلاق المفاوضات  بين الحكومة السودانية  وفصائل مسلحة في دارفور اليوم

تبدأ اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا المفاوضات بين الحركات المسلحة في دارفور والحكومة السودانية لأول مرة، وذلك برعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، وأكدت حركتا «العدل والمساواة» و«تحرير السودان»، بقيادة مني أركو مناوي، المشاركة في المحادثات تحت لواء «الجبهة الثورية»، فيما رفضت حركة «تحرير السودان»، بقيادة عبد الواحد محمد نور، المشاركة في أي مفاوضات مع الخرطوم، مشددة على سعيها لإسقاط النظام، في وقت طلبت الخرطوم من البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) الخروج من الإقليم.
وقال نائب رئيس «الجبهة الثورية» رئيس حركة «تحرير السودان» مني أركو مناوي، إن وفدا من «الجبهة الثورية» بفصائلها كافة سيشارك في المحادثات التي بدأت اليوم مع الحكومة السودانية حول تحقيق السلام في دارفور، مشددا على أن استراتيجية فصائل الجبهة هي تحقيق السلام الشامل، بغض النظر عن رؤية الحكومة، وأشار إلى أن الآلية الأفريقية الرفيعة لم تضع أجندة للجلسة المتوقعة، معربا عن أمله أن يتم الوصول إلى اتفاق سلام شامل بين كل الأطراف السودانية للدخول في مرحلة جديدة ببلاده، وقال بهذا الخصوص: «نحن نسعى لإنهاء معاناة الشعب السوداني في كل بقاع البلاد».
وأحال الاتحاد الأفريقي ملف دارفور إلى الآلية الرفيعة التابعة له، بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي، بدلا من الوساطة المشتركة من الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، التي كانت ترعاها دولة قطر، والتي حققت اتفاق سلام بين عدد من المنشقين عن الحركات المسلحة الرئيسية («العدل والمساواة» وفصيلي «تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور) في سنة 2010.
من جانبه، قال جبريل آدم بلال، القيادي بـ«الجبهة الثورية» المتحدث الرسمي باسم حركة «العدل والمساواة»، لـ«الشرق الأوسط» إن المفاوضات بين فصائل الجبهة وحكومة الخرطوم في أديس أبابا هي الأولى من نوعها لمعالجة الأزمة السودانية في دارفور منذ اتفاق الدوحة، الذي وصفه بالفاشل، وأضاف موضحا: «الآن، أصبحت اتفاقية سلام الدوحة في حكم المنتهية، ولن تكون مرجعية لهذه المحادثات، ولم تعد محل نقاش بأي حال من الأحوال»، مشددا على أن «الجبهة الثورية» تسعى للوصول إلى سلام شامل عبر اتفاق طارئ، يتضمن المبادئ العامة للسلام العادل والشامل في السودان، كما أعرب عن أمله أن تستجيب الخرطوم لنداء التسوية السياسة الشاملة، التي قال إنها «أصبحت مطلبا محليا، إقليميا ودوليا، ووجود وفد (الجبهة الثورية) في أديس أبابا دليل على أنها تسعى إلى التسوية الشاملة».
وكان رئيس حركة «تحرير السودان»، عبد الواحد محمد نور، وصف قبول المتمردين بالدخول في مفاوضات مع الخرطوم بـ«الصفقة السياسية»، وشدد على أن حركته ترفض الحلول الجزئية، وتطالب بالحل الشامل للأزمة السودانية.
ويشهد إقليم دارفور في غرب السودان حربا أهلية منذ أكثر من 10 سنوات، وتقول الأمم المتحدة إن عدد الضحايا تجاوز 300 ألف مواطن، مع تسجيل نزوح وتشريد أكثر من 4 ملايين شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق مسؤولين سودانيين، وفي مقدمتهم الرئيس عمر البشير، ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الدولة في الداخلية الأسبق أحمد هارون، إلى جانب زعيم ميليشيا الجنجويد محمد علي كوشيب، بسبب اتهامهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.