مورينيو والدموع والتحدي... قصة الثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان

موسم 2009 - 2010 أصبح جزءاً من الماضي لم يتكرر بعدما انتهت حقبة المدرب البرتغالي مع النادي الإيطالي

مورينيو وكأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ عام 2010 (الغارديان)
مورينيو وكأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ عام 2010 (الغارديان)
TT

مورينيو والدموع والتحدي... قصة الثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان

مورينيو وكأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ عام 2010 (الغارديان)
مورينيو وكأس دوري أبطال أوروبا بعد فوز إنتر ميلان على بايرن ميونيخ عام 2010 (الغارديان)

كان موسم 2009 - 2010 استثنائياً بالنسبة لنادي إنتر ميلان الإيطالي، الذي توّجه بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، على حساب بايرن ميونيخ الألماني، على ملعب «سانتياغو برنابيو» بهدفين دون ردّ. وقد شهدت هذه المباراة وما بعدها كثيراً من الصور والاحتفالات التي لا تُنسى، من جانب لاعبي إنتر ميلان، مثل المشهد الشهير للنجم الأرجنتيني دييغو ميليتو، وهو يركض نحو الجماهير فاتحاً ذراعيه، وخافيير زانيتي، وهو يضع كأس البطولة الأقوى في القارة العجوز على رأسه.
لكن خارج الملعب، كان هناك مشهد آخر سرق الأنظار من الجميع، فبينما توجه لاعبو إنتر ميلان إلى حافلة الفريق بعد نهاية المباراة، كان المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو يتجه نحو سيارة خاصة به، ثم قفز مباشرة نحو ماركو ماتيراتزي واحتضنه، قبل أن ينخرط الاثنان في البكاء. لقد صنع إنتر ميلان التاريخ في ذلك الموسم، بعدما أصبح أول نادٍ إيطالي يفوز بالثلاثية، المتمثلة في الدوري الإيطالي الممتاز، وكأس إيطاليا، ودوري أبطال أوروبا. والآن أصبح ذلك الموسم جزءاً من التاريخ، بعدما انتهت حقبة مورينيو مع النادي الإيطالي.
قد يكون من التعسف وعدم الإنصاف أن نلقي الضوء على تاريخ نادٍ عريق، مثل إنتر ميلان، من خلال موسم واحد، لكن موسم 2009 - 2010 قد يكون بمثابة استثناء لهذا الأمر، لأنه موسم استثنائي رائع شهد كثيراً من الأحداث المثيرة، علاوة على أن إنتر ميلان لم يفز بلقب الدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا مرة أخرى منذ ذلك الحين. وبدأت قصة هذا الموسم الاستثنائي مع فترة الانتقالات الصيفية لعام 2009؛ حيث تعاقد إنتر ميلان مع عدد من اللاعبين الرائعين الذين لعبوا دوراً بارزاً في قيادة النادي للحصول على هذه الثلاثية التاريخية، كان أبرزهم ميليتو وتياغو موتا وصامويل إيتو وليسيو وويسلي شنايدر. وكان المدير الفني «الاستثنائي» جوزيه مورينيو قد وصل للنادي قبل ذلك بعام، ليقود النادي للحصول على لقب الدوري الإيطالي الممتاز في أول موسم له على رأس القيادة الفنية للفريق. وكان النجاح المحلي سهلاً بالنسبة لإنتر ميلان منذ فضيحة التلاعب في نتائج المباريات، والمعروفة باسم «فضحية كالتشوبولي» في عام 2006. والتي أدت إلى هبوط يوفنتوس من الدوري الإيطالي الممتاز، وفرض عقوبات أخرى ضد ميلان وفيورنتينا ولاتسيو.
وفي الموسم الأول لمورينيو مع إنتر ميلان لم يكن هناك كثير من المؤشرات على أنه سيقود هذا النادي إلى آفاق ومستويات أعلى؛ حيث أنهى الفريق دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا في المركز الثاني خلف باناثينايكوس اليوناني، قبل أن يودع البطولة من دور الستة عشر. وكان المدير الفني البرتغالي قد طلب من مجلس إدارة النادي التعاقد مع جناحين على مستو عالٍ حتى يتمكن من اللعب بطريقة 4 - 3 - 3 التي ساعدته على تحقيق نتائج رائعة في تجربتيه السابقتين مع كل من بورتو البرتغالي وتشيلسي الإنجليزي، لكن مانشيني وريكاردو كواريزما فشلا أن يكونا على مستوى التوقعات ولم يقدما الأداء المتوقع منهما.
وشهد الموسم التالي تغييرات خططية وتكتيكية كبيرة للغاية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو؛ كم من هذه «الثورة الخططية والتكتيكية»، إن جاز التعبير، كان مخططاً له مسبقاً؟ وكم منها كان ناتجاً عن الظروف التي مرّ بها الفريق؟ لقد كان مورينيو مُصراً على أن يلعب الفريق بطريقة الضغط العالي والمتواصل على الفرق المنافسة، وقال في تصريحات صحافية العام الماضي إن هدفه مع إنتر ميلان كان يتمثل في أن يجعل خط الدفاع يتقدم للأمام بنحو 20 متراً. وبالتالي، كان التعاقد مع المدافع البرازيلي لوسيو، الذي يتميز بالحركة المستمرة والقدرة على التمرير الدقيق، خطوة مدروسة من جانب المدير الفني البرتغالي، لكن يمكن القول إن الصفقات الأخرى التي أبرمها النادي في تلك الفترة كانت تخضع للفرص والظروف المتاحة.
لم يكن إنتر ميلان يرغب في التخلي عن خدمات العملاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي كان هدافاً للدوري الإيطالي الممتاز في موسم 2008 - 2009. لكن برشلونة قدم عرضاً للحصول على خدمات اللاعب مقابل 46 مليون يورو، بالإضافة إلى النجم الكاميروني صامويل إيتو، وبالتالي لم يتمكن النادي الإيطالي من رفض هذا العرض. ومع وصول ميليتو من جنوا، أصبح لدى مورينيو الآن مهاجمان من العيار الثقيل، في ظل وجود وفرة مالية لإبراز مزيد من التعاقدات من أجل تدعيم صفوف الفريق.
ووصل النجم الهولندي ويسلي شنايدر في 28 أغسطس (آب)، ودخل على الفور في التشكيلة الأساسية للفريق وقاده لسحق ميلان برباعية نظيفة بعد يوم واحد من وصوله النادي. وربما كان يتعين على مسؤولي إنتر ميلان أن يوجهوا الشكر مرة أخرى لنادي برشلونة، فبعدما حصل النادي الإيطالي على خدمات إيتو، فإن فوز العملاق الكتالوني بالثلاثية التاريخية في موسم 2009 قد أثار حفيظة منافسه التقليدي ريال مدريد، الذي فتح خزائنه وتعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا، اللذين سبق لهما الفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، وهو ما جعل النادي الملكي لا يعتمد بشكل دائم على كل من شنايدر والجناح الهولندي الطائر أريين روبن.
وبالتالي، تمكن إنتر ميلان من ضم لاعبين عالميين بأقل من سعرهم بكثير، وقد كان ذلك أمراً مهماً للغاية، لأن هؤلاء اللاعبين كانوا يمتلكون موهبة كبيرة للغاية من جهة، كما كانوا يرغبون في إثبات أنهم ما زالوا قادرين على العطاء، وأن الأندية التي تخلت عنهم كانت مخطئة من جهة أخرى. ومن الناحية التكتيكية، قام مورينيو ببعض الأخطاء في البداية؛ حيث بدأ الفريق الموسم باللعب بطريقة 4 - 3 - 1 - 2 مع التركيز على المهارات والقدرات الفردية لشنادير. صحيح أن الفريق حقق كثيراً من الانتصارات على المستوى المحلي، لكنه حقق نتائج كارثية على الصعيد الأوروبي، وظهر الفريق مهلهلاً من الناحية الدفاعية أمام الفرق الكبرى. وتعادل إنتر ميلان في أول 3 مباريات له في دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وبدا وكأنه في طريقه للخروج من المسابقة، قبل أن يقدم شنايدر لمحات من مستودع موهبته الكروية في غضون 5 دقائق فقط، ويقود الفريق لتحويل تأخره بهدف دون رد للفوز بهدفين مقابل هدف وحيد على نادي دينامو كييف الأوكراني.
ومن الناحية النفسية، نجح مورينيو في مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. وكان الأسد الكاميروني صامويل إيتو قد رحل عن برشلونة بسبب عدم تنفيذه تعليمات المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا الذي كان يطالبه بأن يتخلى عن اللعب في مركز قلب الهجوم لإعطاء مساحة أكبر للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. ومع ذلك، تمكن مورينيو من إقناع إيتو بنفس الأمر؛ حيث كان النجم الكاميروني يتجه للعب ناحية اليسار، في ظل اعتماد الفريق على طريقة 4 - 2 - 3 - 1.
وفي ذلك الحين، كان الفريق يعاني بقوة، فخلال الفترة بين 16 يناير (كانون الثاني) و10 أبريل (نيسان)، لم يحقق الفريق الفوز إلا في 5 مباريات فقط، من أصل 14 مباراة لعبها في الدوري الإيطالي الممتاز، في الوقت الذي كان يغرد فيه روما منفرداً في صدارة جدول الترتيب. ومع ذلك، كان الفريق يتمتع بروح التحدي والإصرار، وهي الروح التي ساعدت النادي على التغلب على أوجه القصور الأخرى. ويمكن القول إن مورينيو كان المدير الفني المناسب في الوقت المناسب للاعبين من أمثال شنايدر وإيتو، بالإضافة إلى غوران بانديف، الذي ضمه النادي في فترة الانتقالات الشتوية من لاتسيو، بعدما تم تجميده من رئيس النادي. وأشار مورينيو إلى أن نادي إنتر ميلان، الذي كان قد فاز بلقب الدوري الإيطالي الممتاز في المواسم الأربعة السابقة، كان يقاتل ضد ما أسماه بـ«القوى الغامضة للتحيز المؤسسي».
وهاجم المدير الفني البرتغالي «سوء السلوك الفكري» لوسائل الإعلام الإيطالية، وأشار إلى أن يديه مصفدة بالأغلال بعد القرارات التي صدرت ضد إنتر ميلان عقب مباراته أمام سامبدوريا. وعلاوة على ذلك، كان دائماً ما يوجه انتقاداته اللاذعة لمسؤولي الدوري الإيطالي الممتاز بلا هوادة، لدرجة أنه كانت هناك تقارير تشير إلى أن الحكام قد هددوا بمقاطعة مباريات إنتر ميلان بسبب مورينيو.
لقد كان مورينيو يحاول من خلال هذه الطريقة أن يرفع الضغوط من على كاهل لاعبيه، وأن يساعدهم على التركيز على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب، على أن يتولى هو كل شيء خارجه. وقال شنايدر إنه «سيقتل ويموت» من أجل مورينيو، كما قال ديان ستانكوفيتش إنه «سيلقي بنفسه في النار» إذا طلب منه المدير الفني البرتغالي ذلك. أما الأسد الكاميروني صامويل إيتو فجاء رده داخل المستطيل الأخضر، ويكفي أن نعرف أنه لعب في مركز الظهير لأكثر من ساعة بعد طرد تياغو موتا في مباراة الإياب لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة على ملعب «كامب نو».
ويجب أن نشير أيضاً إلى أن الحظ قد وقف إلى جانب إنتر ميلان في ذلك الموسم، نظراً لأن ثورة بركان «إيافيالايوكل» الآيسلندي قد أجبر برشلونة على السفر إلى ميلانو بالحافلة لخوض مباراة الذهاب، وهو الأمر الذي أدى إلى إرهاق لاعبي الفريق الكتالوني، الذي خسر المباراة بـ3 أهداف مقابل هدف وحيد.
لكن هذا لا يقلل من المجهود الرائع الذي بذله هذا الفريق في ذلك الموسم الاستثنائي، خاصة عندما نعرف أن التاريخ الحديث لإنتر ميلان يعاني من أوجه قصور واضحة ونتائج هزيلة عندما تتزايد الضغوط، ويكفي أن نعرف أن إنتر ميلان هو الفريق الذي خسر لقب الدوري الإيطالي الممتاز في اليوم الأخير من عام 2002. وهو الفريق الذي لم ينافس مطلقاً على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا خلال فترة رئاسة ماسيمو موراتي الممتدة على مدار 15 عاماً، على الرغم من الإنفاق الضخم على انتقالات اللاعبين.
لقد نجح إنتر ميلان بقيادة مورينيو في كسر هذه الصورة النمطية، وبات الفريق يحقق أفضل النتائج في أصعب الظروف، والدليل على ذلك أنه على الرغم من طرد شنايدر بعد مرور 26 دقيقة فقط من مباراة الفريق أمام ميلان في شهر يناير من ذلك الموسم، فإن إنتر ميلان قد فاز في هذه المباراة بهدفين دون رد.
وفي أبريل، عندما وجد الفريق نفسه مهدداً بالخروج من المنافسة على درع الدوري، بينما كان متعادلاً بدون أهداف حتى الدقيقة 75 من مباراته أمام يوفنتوس، الذي عاد للخلف ليلعب بدفاع محكم مكون من فابيو كانافارو وجورجيو كيليني، ومن خلفهما الحارس العملاق جيجي بوفون، تمكن مايكون من فكّ طلاسم دفاعات «السيدة العجوز» بتسدية صاروخية، محرزاً هدفاً من أفضل أهداف ذلك الموسم، ليستعيد الفريق فرصه في المنافسة ويحصد اللقب في نهاية المطاف، في موسم استثنائي شهد حصول الفريق على الثلاثية التاريخية.
بعد الإنجاز التاريخي مع إنتر ميلان، رحل المدير الفني البرتغالي عن النادي الإيطالي، وانضم مورينيو إلى ريال مدريد. وبعد دموع الفرح مع الفريق الإيطالي، بدأ المدرب البرتغالي رحلة أخرى في إسبانيا حفلت بالأفراح، وأيضاً بالأحزان. مورينيو كشف مؤخراً أنه بكى عندما أخرج فريق بايرن ميونيخ الألماني في 2012 ريال مدريد، الذي كان يدربه وقتها، من دوري أبطال أوروبا. وقال مورينيو: «هذه الليلة هي الوحيدة التي بكيت فيها بعد مباراة في كرة القدم». وأضاف: «أتذكرها جيداً، أنا وأيتور كارنكا (مساعد مورينيو)، أوقفنا السيارة أمام منزلي وبكينا».
وأكد: «كان من الصعب تقبل الهزيمة، خاصة أنه في هذا الموسم 2011 - 2012 كنا أفضل فريق في أوروبا». ويصادف مطلع الأسبوع الماضي مرور 8 سنوات، منذ أنهى مورينيو سيطرة فريق برشلونة، بقيادة جوسيب غوارديولا، على كرة القدم في إسبانيا، من خلال الفوز بلقب الدوري بعدما حصد 100 نقطة، وهو رقم قياسي. ولكن مورينيو أيضاً كانت أمامه فرصة للفوز بما كان يمكن أن يكون اللقب العاشر لريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، ولكنه خسر بركلات الترجيح أمام بايرن ميونيخ في الدور قبل النهائي؛ حيث أهدر كل من كريستيانو رونالدو وكاكا وسيرخيو راموس ركلات الترجيح التي قاموا بتسديدها.
وقال مورينيو: «هذه أيضاً كرة قدم. كريستيانو، كاكا، سيرخيو راموس، إنهم وحوش في كرة القدم، لا يوجد شك في هذا. ولكنهم أيضا بشر». وعن التفكير في الفوز بالدوري الإسباني، قال مورينيو: «كان هذا لقبي الثالث، إذا أبعدنا البرتغال. أردت الفوز بألقاب الدوري في إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا. وما زلت المدرب الوحيد الذي فعل هذا».


مقالات ذات صلة

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ب)

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه أظهر كثيراً من نقاط الضعف في آخر مباراتين، ويجب أن يجد التوازن الصحيح بين الدفاع والهجوم.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ب)

غوارديولا: أتحمل عبء إثبات نفسي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه يتحمل عبء إثبات أنه يستطيع تصحيح مسار الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على لقب البريميرليغ

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه الشاب لا ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: ما زال بإمكاننا التحسن

تلقى أتلتيكو مدريد دفعة معنوية هائلة بعد الفوز في ست مباريات متتالية، لكن المدرب دييغو سيميوني قال إن فريقه لا يزال لديه مجال كبير للتحسن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية محمد صلاح سينتهي عقده مع ليفربول بنهاية الموسم (إ.ب.أ)

صلاح ودي بروين... متى نقول وداعاً؟

لمدة عقد تقريباً، كان أحد ألمع النجوم في سماء الدوري الإنجليزي، ويُصنف على أنه ربما يكون أفضل لاعب في جيله.

The Athletic (لندن)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟