أكد ريتشارد بيفان الرئيس التنفيذي لرابطة مدربي الدوري الإنجليزي أن استئناف موسم كرة القدم مرهون بموافقة الأندية على اللعب في ملاعب محايدة، في وقت شهد تحفظ الكوادر الطبية على الإجراءات الصحية التي ستتبع أملا في استكمال البطولات المتوقفة منذ مارس (آذار) الماضي بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
وتعتزم الأندية التصويت على مقترحات اللعب باستادات محايدة ودون جمهور يوم الاثنين المقبل، وإذا تمت موافقة 14 ناديا من أصل 20، فسيتم اتخاذ قرار باستكمال الموسم بداية من يونيو (حزيران) المقبل. وقال بيفان لشبكة «بي بي سي» إنه إذا رفض هذا المقترح، فربما يتم إلغاء الموسم.
وعارض كثير من الأندية فكرة اللعب على ملاعب محايدة وآخرها أستون فيلا وبرايتون ووستهام التي ترى أنها تتعارض مع تكافؤ الفرص في المنافسة وستضر بنزاهة المسابقة.
وكان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قد دعم فكرة استئناف الموسم الرياضي في بلاده خلف أبواب مغلقة، مؤكدا أنها «سترفع معنويات الأمة». وقال: «وزير الرياضة يعكف حاليا على خطة لإقامة المنافسات الرياضية خلف أبواب مغلقة... إنه أمر تدرسه الحكومة بعناية، وسيتحقق فقط إذا سارت الأمور في أجواء آمنة وقابلة للاستدامة».
لكن أربعة من أطباء أندية الدوري الممتاز لكرة القدم أبدوا تحفظهم على خطط الإجراءات الصحية التي أرسلتها رابطة الدوري إلى الأندية العشرين تحت بند البروتوكول الصحي الذي يجب اتباعه لمعاودة التدريبات.
ووضع الطبيب مارك جيليت، المستشار الصحي للدوري الممتاز، البروتوكول بعد التشاور مع روابط أوروبية أخرى منها إسبانيا وألمانيا، وأبرز نقاطه إخضاع اللاعبين لفحوص (كوفيد - 19) مرتين أسبوعيا.
لكن الأطباء الأربعة أعربوا عن قلقهم بعد اطلاعهم على البروتوكول، قبل أيام من اجتماع للسلطات الكروية سيلي صدور مقررات حكومية بشأن القيود المفروضة في البلاد، وطرحوا سلسلة من الأسئلة والمشكلات المحتملة.
وأبدى الأطباء في رسالة تضمنت 10 عناوين رئيسية، قلقهم من نقاط لم يتم التطرق لها، وأبرزها: الموافقة على المبادئ التوجيهية التي لا تزال تحمل خطر الوفاة، على من تقع المسؤولية التأمين وإخضاع اللاعبين، وأفراد الجهاز الفني وعائلاتهم، وإمكانية انتقال عدوى الوباء من تصبب العرق وقفازات حراس المرمى، والشكوك في تجاهل بعض الأندية لهذه التوجيهات، وقدرة فرق الطوارئ على الوجود في مختلف الملاعب.
وبحسب «سكاي»، تأمل الأندية في معاودة التدريبات الجماعية في 18 مايو (أيار) الحالي، أي بعد أقل من أسبوعين من الآن، وتريد خوض التدريبات لأربعة أسابيع ليكون اللاعبون في أتم الاستعداد بدنيا لمعاودة النشاط، ما يعني أن العودة لن تكون ممكنة قبل منتصف يونيو.
وتوقفت كرة القدم الإنجليزية منذ منتصف مارس بسبب تفشي فيروس «كورونا». وشددت الرابطة والأندية في سلسلة اجتماعات عقدت في الآونة الأخيرة، على استكمال موسم 2019 - 2020 في الدرجات الأربع الأولى.
وتتبقى 92 مباراة في الدوري الممتاز الذي يتصدره ليفربول بفارق 25 نقطة (ومباراة أكثر) عن مانشستر سيتي الثاني. ووفق «مشروع الاستئناف»، ستقام المباريات خلف أبواب مؤصدة بوجه الجماهير، حيث سيسمح بوجود 400 شخص كحد أقصى في الملعب بين لاعبين ومدربين وإداريين وصحافيين، شرط أن تكون نتيجة فحوصهم لـ(كوفيد - 19) سلبية، وفي ملاعب معيّنة للحد من استنزاف الموارد المحدودة للخدمات الطبية.
وفي حال تعذّر إنهاء الموسم، ستكون التداعيات المالية والاقتصادية قاسية جدا على الأندية الإنجليزية. وحول ذلك قال ستيف باريش رئيس كريستال بالاس إن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تخسر أموالا طائلة وستصل أوضاعها المالية إلى «المجهول» لو لم يكتمل الموسم المتوقف.
وأجبرت الخسائر بعض الأندية على منح موظفيها عطلات إجبارية دون رواتب، بينما اتفقت أندية أخرى على تخفيض أجور لاعبيها. وقال باريش إنه «مقتنع أن الخطط الموضوعة لاستئناف البطولة ستوفر السلامة للاعبين والموظفين والحكام، وإن الحالة المالية السيئة للأندية في البلاد لا يمكن تجاهلها عند اتخاذ القرار بشأن استكمال الموسم... يجب علينا كلنا الاهتمام بالمال. سأقول لكم لماذا. لأنه لن يفوز أحد لو حصلت رابطة الدوري على أموال أقل... نواجه خسائر لا يمكن لأحد تحملها ولو لم نكمل الموسم سنصل إلى المجهول».
وأضاف «كرة القدم واحدة من أكثر الصناعات التي تدر أموال الضرائب في بريطانيا... ندفع كلنا نحو 3.3 مليار جنيه إسترليني (4.13 مليار دولار) كضرائب في كل عام والدوري الممتاز هو أكثر من يمول قطاع كرة القدم».
وكان رئيس اللجنة الصحية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) البلجيكي ميشال دهوغ قد أبدى تشاؤمه بإمكانية عودة الدوريات الأوروبية. في المقابل، رأت اللجنة الطبية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، أن استئناف الموسم «ممكن بالتأكيد».
وحتى الآن، أعلنت فرنسا وهولندا إنهاء الموسم بشكل مبكر، بينما تأمل ألمانيا في معاودة المنافسات هذا الشهر خلف أبواب مؤصدة بوجه المشجعين، في حين لا تزال دول مثل إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا من دون خريطة طريق واضحة، رغم أنها تأمل في معاودة المنافسات الشهر المقبل.
رئيس رابطة مدربي إنجلترا: استئناف الموسم مرهون بالملاعب المحايدة
رئيس رابطة مدربي إنجلترا: استئناف الموسم مرهون بالملاعب المحايدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة