مدة بقائه وعوارضه والوقاية منه... ماذا يعرف العلماء عن كورونا حتى الآن؟

قبل 3 أشهر من الآن، لم يكن معظمنا يعرف شيئاً عن فيروس كورونا، ولم يكن لدينا أي فكرة عن الطريقة التي سيغير بها حياتنا، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
واليوم، هناك أكثر من مليون شخص مصاب بالفيروس في جميع أنحاء العالم. وما زلنا لا نعلم متى ستنتهي هذه الجائحة وستعود الحياة إلى طبيعتها.
وفي الوقت نفسه، يتقدم فهم العلماء للفيروس بوتيرة ملحوظة. إذن، ما الذي تعلمونه عن الفيروس التاجي حتى يومنا هذا؟
- الابتعاد مسافة مترين عن الآخرين
ينصح كثير من العلماء بالابتعاد مسافة مترين عن الأشخاص الذين لا نعيش معهم. ويعتقد أن هذه القاعدة تستند إلى تجارب من ثلاثينات القرن العشرين، وتشير إلى أن الرذاذ الذي يتم إطلاقه من السعال والعطس يمكن أن ينتقل على بعد متر أو مترين. لكن هذا المفهوم قد عفا عليه الزمن.
وفي برنامج تلفزيوني جديد يبث يوم الخميس على قناة «بي بي سي 2»، يستكشف الأطباء البارزون أحدث المعلومات حول الفيروس، وكيف ينتشر، ومتى قد يكون لدينا لقاح لحمايتنا منه.
وفي تجربة سيتم عرضها هذا الأسبوع، سيعرض مجسم طبي يدعى «فيوليت» رسماً بيانياً توضيحياً لمدى سهولة انتشار جسيمات الفيروس التاجي عبر المسافات.
ويقوم «فيوليت» بسعال سائل مغطى بصبغة ملونة تكشف مدى انتشار جزيئات الفيروس التاجي في الهواء.
وتقول الدكتورة جودي سينغ، طبيبة الأطفال في لندن: «ترى آلاف القطرات تخرج من الفم، وبعضها يصل إلى السقف والجدار الذي يبعد أكثر من مترين عن الشخص».
وتابعت: «بعض هذه القطرات تجلس على يدي، على الرغم من أنني لست في الخط المباشر للسعال. إذا احتوت هذه القطرات على الفيروس، فسأصاب. إنه معدٍ بشكل لا يصدق».
وأضافت: «تبين لي التجربة لماذا نحتاج إلى تباعد اجتماعي لا يقل عن مترين».
وأشار بحث جديد نُشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية إلى أن مترين قد لا يكونان كافيين بما فيه الكفاية؛ حيث إن جزيئات الفيروس التاجي يمكن أن تسافر حتى 8 أمتار عبر العطس و6 أمتار عند السعال.
- هل يحمي قناع الوجه من الفيروس أم لا؟
هناك كثير من الجدل حول قيمة أقنعة الوجه وأهميتها في الحماية من كورونا.
ويشكك كثير من العلماء في ما إذا كان ارتداء الأشخاص الأصحاء للقناع ضرورياً، أم لا. وهناك مخاوف بشأن تلوث أيدي الناس عندما يرتدون الأقنعة ويخلعونها.
بالإضافة إلى ذلك، لا يزال بإمكان الفيروس الدخول من خلال أي فجوات على جانبي الأقنعة ولا تزال عيون الشخص (نقطة دخول محتملة للفيروس) مكشوفة.
وقال كريس فان توليكين، طبيب أمراض معدية إنه غير مقتنع بأن الأشخاص الأصحاء بحاجة إلى ارتداء الأقنعة.
وأوضح أن وجود شيء ما على وجهك قد يجعلك ترغب في لمسه أكثر. وأضاف: «إذا ابتعدت مسافة مترين عن أي شخص آخر بالخارج، فلن تحتاج إلى قناع وجه». ومع ذلك، يجادل آخرون بأن الأقنعة يمكن أن توفر حاجزاً مادياً للقطرات التي تنشر الفيروس، خصوصاً من الأشخاص المصابين وليس لديهم أي أعراض.
- معضلة «الموزعين الصامتين»
يعد انتشار «كوفيد-19» من قبل أشخاص لا تظهر عليهم أعراض أحد أسباب خطورة الفيروس. وخلصت دراسة نشرت في مجلة «ساينس» العلمية إلى أن 86 في المائة من الحالات إما ليست لها أعراض أو أعراض خفيفة فقط.
وأبلغت دول مثل آيسلندا وكوريا الجنوبية عن عدد كبير من «الموزعين الصامتين». في كوريا الجنوبية، وقع 40.2 في المائة من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 في هذه الفئة.
ومن غير المعروف سبب عدم ظهور الأعراض على بعض الأشخاص، ولكن قد يكون ذلك بسبب الاختلافات في جيناتهم.
- إلى متى يبقى الفيروس على الأسطح؟
يمكن أن تبقى القطرات التي تحمل الفيروس التاجي لساعات عديدة على الأسطح المختلفة التي قد نلمسها بعد ذلك، كما تقول الدكتورة سينغ.
وكشفت دراسة حديثة أن الفيروس يمكن أن يبقى معلقاً في الهواء لمدة تصل إلى 3 ساعات. ويمكن أن يبقى على الورق المقوى لمدة 24 ساعة وعلى البلاستيك لمدة 72 ساعة.
- العوارض
أصبح من المعروف أن العوارض الرئيسية لكوفيد -19 هي ارتفاع في درجة الحرارة وسعال مستمر. وفي الواقع، أظهرت البيانات التي جمعتها منظمة الصحة العالمية في فبراير (شباط)، من أكثر من 55 ألف حالة مؤكدة في الصين أن الحمى هي أكثر الأعراض شيوعاً، حيث تحدث في 87.9 في المائة من الحالات، يليها السعال الجاف (في 67.7 في المائة).
وشملت الأعراض الأخرى المذكورة التعب والتهاب الحلق والصداع والإسهال والقيء.
وفي الأيام العشرة الأخيرة من الوباء، ظهرت أعراض جديدة للفيروس وهي فقدان حاسة الشم.
- الشباب أيضاً في خطر
يعدّ كبار السن ومن يعانون من حالات مرضية مثل داء السكري من النوع 2 وأمراض القلب والرئة، أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا. وأظهر تقرير نشرته مجلة «ذا لانسيت» الأسبوع الماضي، حيث قام باحثون من إمبريال كوليدج لندن بتحليل البيانات من الصين كيف أن مخاطر الأمراض الخطيرة والوفيات ترتفع بشكل حاد مع تقدمنا في العمر. ويُعتقد أن هذا سببه ضعف جهاز المناعة لدى الكبار بالسن.
وفي حين أن هناك احتمالاً ضيئلاً يبلغ 1 في المائة يتحدث عن إمكانية أن يحتاج شاب في العشرين من العمر لعناية في المستشفى بسبب الفيروس، فإن الخطر يرتفع إلى نحو 4 في المائة لشخص في الأربعينات من عمره؛ و8 في المائة لشخص في الخمسينات من العمر؛ و19 في المائة لمن تجاوزوا الثمانينات.
ومع ذلك، فإن الشباب يعدّون معرضين لخطر الوفاة أيضاً. وتظهر البيانات في بريطانيا أنه في حين أن الغالبية العظمى من حالات الوفاة التي بلغت 4897 كانت لأشخاص في سن الستينات، فإنه قد توفي 396 شخصاً ممن هم تحت سن الستين بسبب فيروس كورونا.
وقال د. فان توليكين: «هذا شيء يجب على الشباب تناوله بعناية».