إجراءات واعتقالات في السودان تحسباً لانقلاب يقوده أنصار النظام السابق

حددوا ساعة الصفر لتتزامن مع الذكرى الأولى للاعتصام أمام مقر قيادة الجيش

إجراءات واعتقالات في السودان تحسباً لانقلاب يقوده أنصار النظام السابق
TT

إجراءات واعتقالات في السودان تحسباً لانقلاب يقوده أنصار النظام السابق

إجراءات واعتقالات في السودان تحسباً لانقلاب يقوده أنصار النظام السابق

أبلغت مصادر رفيعة «الشرق الأوسط»، عن تحركات يقوم بها إسلاميون موالون لنظام الرئيس المعزول عمر البشير، لتدبير «انقلاب عسكري» يعيدهم للسلطة مرة أخرى، بالتزامن مع الذكرى الأولى للاعتصام الشهير الذي أدى للإطاحة بحكمهم، ويتوافق مع يوم غد السادس من أبريل (نيسان)، مؤكدة أن السلطات الحكومية قررت تبعاً لذلك، اتخاذ إجراءات احتياطية تتضمن اعتقالات وإنهاء إجازات ضباط وجنود، منحت لهم بدواعي وباء كورونا، وفرض حراسات مشددة على بعض الأماكن الاستراتيجية والشخصيات البارزة.
وتحدث أكثر من مصدر رفيع في الحكومة وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المرجعية السياسية للسلطة الانتقالية، لـ«الشرق الأوسط»، قائلين إن الجهات الرسمية تلقت تقارير بتحركات مكثفة يقوم بها عناصر من النظام المعزول، تهدف للقيام بانقلاب عسكري مساء يوم غد (الاثنين)، بالتزامن مع ذكرى وصول الاحتجاجات الشعبية إلى مقر القيادة العامة للجيش في 6 أبريل (نيسان) 2019، التي أدت لإسقاط حكم الإسلاميين وتنحية الرئيس المعزول عمر البشير في 11 أبريل، عن طريق الاعتصام الشهير.
وأبلغت المصادر «الشرق الأوسط»، أن المجلس المركزي لـ«قوى إعلان الحرية والتغيير» وهو أعلى هياكل التحالف الحاكم، كون لجنة لاتخاذ إجراءات استباقية خلال الساعات المقبلة، لإفشال أي محاولة للانقلاب على الحكومة الانتقالية.
وذكر المصدر أن بعض رموز النظام المعزول من قادة الإخوان والإسلاميين، خططوا لانتهاز مناسبة منح إجازة لأعداد من قوات الجيش والدعم السريع بسبب جائحة كورونا، لتنفيذ انقلابهم على الحكومة الانتقالية والعودة للحكم مجدداً.
وأوصى الاجتماع بإلقاء القبض على بعض رموز الإسلاميين ونشطائهم، واستدعاء القوات المجازة للعمل، وفرض حراسات مشددة على بعض المواقع الاستراتيجية، وتأمين الشخصيات المهمة، تحسباً لما قد يحدث من فوضى قد يتسبب فيها الإسلاميون.
وينتظر أن تعقد اللجنة الخاصة عدداً من الاجتماعات اليوم، مع المجلس السيادي، والقوات الأمنية لوضع الخطط لمواجهة احتمالات إحداث الإسلاميين للفوضى في ذكرى انتصار ثورة الشعب السوداني، مستغلين في ذلك انشغال الدولة بجائحة كورونا.
وأعلن الإسلاميون ورموز نظام المعزول عمر البشير، في وقت مبكر، تنظيم وقفة احتجاجية أمام القيادة العامة، وحشد مناصريهم لإسقاط الحكومة الانتقالية، تزامناً مع ذكرى اعتصام القيادة الشهير الذي يوافق يوم غد (الاثنين).
ولمحت صفحات ومواقع محسوبة على بعض رموز النظام المعزول، إلى احتمالات تنفيذهم عملية ضد الحكومة الانتقالية، وشددت على فشل الحكومة الانتقالية واحتمالات انهيارها، في وقت يسعون فيه لتشديد الخناق على الدولة من خلال سيطرتهم على الموارد الاقتصادية وأسواق العملات الموازية.
وتظاهر السودانيون منذ ديسمبر (كانون الأول) 2018 ضد حكم الإسلاميين في السودان، وتوجت المظاهرات باعتصام الملايين أمام القيادة العامة للجيش في 6 أبريل 2019، مطالبين بعزل البشير، وبعد 5 أيام من الاعتصام، وتحديداً في 11 أبريل، أعلنت قيادة الجيش تنحية البشير، وتكوين مجلس عسكري انتقالي بقيادة نائبه ووزير دفاعه عوض بن عوف.
بيد أن المعتصمين رفضوا وجود بن عوف على رأس المجلس العسكري، وتمت إقالته وتعيين رئيس مجلس السيادة الحالي عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي.
وتواصل الاعتصام حتى قامت قوات من الجيش والأمن والدعم السريع وخلايا الإسلاميين، بفضه وقتل أكثر من مائة معتصم وفقدان وإصابة العشرات، ما أدى إلى تعثر المفاوضات التي كانت جارية بين قوى إعلان الحرية والتغيير لتكوين الحكومة الانتقالية.
وبوساطة من الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا، توافق العسكر والمدنيون على تكوين حكومة انتقالية، مكونة من مجلس سيادي برئاسة رئيس المجلس العسكري الانتقالي السابق عبد الفتاح البرهان، ومجلس وزراء برئاسة عبد الله حمدوك، وهي الحكومة التي تقود السلطة في البلاد منذ أغسطس (آب) 2019.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.