وزير الدفاع العراقي يعلن إصابة البغدادي بغارة أميركية في الموصل

أوباما: زيادة عدد مستشارينا في العراق مؤشر للانتقال إلى استراتيجية هجومية

وزير الدفاع العراقي يعلن إصابة البغدادي بغارة أميركية في الموصل
TT

وزير الدفاع العراقي يعلن إصابة البغدادي بغارة أميركية في الموصل

وزير الدفاع العراقي يعلن إصابة البغدادي بغارة أميركية في الموصل

تضاربت الأنباء بشأن إصابة زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة جوية أميركية استهدفت الليلة قبل الماضية اجتماعا لقادة التنظيم في قضاء القائم غرب العراق. وفي رواية أخرى، رتلا من عربات التنظيم قرب الموصل.
ففيما قالت القيادة الوسطى للجيش الأميركي في بيان إن التحالف شن سلسلة ضربات على «تجمع لقادة تنظيم داعش بالقرب من الموصل» مساء الجمعة دمرت قافلة مؤلفة من «10 شاحنات مدرعة» تابعة للتنظيم لكنها غير متأكدة مما إذا كان البغدادي ضمنها، أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي مساء أمس عن إصابة البغدادي في الغارة.
وكتب العبيدي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «تأكدت إصابة أبو بكر البغدادي في الغارة الجوية لقوات التحالف على اجتماع لأبرز قادة التنظيم الإرهابي في مدينة الموصل ليلة الجمعة الماضية ومقتل نائبه وساعده الأيمن أبو مسلم التركماني.. اللهم لا تشفيه وعجل بهلاكه».
من جهته، قال مسؤول رفيع في الاستخبارات العراقية رفض كشف اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية أمس: «لغاية الآن لم تتوفر معلومات دقيقة» عن البغدادي، مضيفا أن المعلومات عن مقتل الأخير هي «من مصادر غير رسمية ولم يتم تأكيدها إلى حد الآن، ونحن نعمل على ذلك».
بدوره، قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى، لـ«الشرق الأوسط» إن البغدادي أصيب قبل أكثر من 20 يوما في رأسه جراء قصف لطيران التحالف الدولي على منشاة الكمدي شمال الموصل، مستبعدا وجود البغدادي ضمن الرتل الذي استهدف مساء الجمعة. وتابع مموزيني أن البغدادي أصيب برأسه إصابة بالغة نقل على أثرها إلى سوريا ومنها إلى دولة أخرى، لم يسمها. واستبعد مموزيني أن يكون البغدادي ضمن الرتل، موضحا أن «البغدادي لن يخرج في رتل كبير قط، وحسب المعلومات الواردة إلينا من داخل الموصل فإنه طيلة فترة وجوده في الموصل كان يقود سيارته بنفسه أو يتجول برفقة سائق واحد فقط لكي لا يتم التعرف إليه، فضلا عن أنه حلق لحيته».
لكن شاهدي عيان أبلغا وكالة «رويترز» بأن ضربة جوية استهدفت منزلا كان يجتمع فيه كبار قادة «داعش» قرب بلدة القائم الحدودية بمحافظة الأنبار الغربية. وأضافا أن مقاتلي «داعش» أخلوا مستشفى حتى يتسنى علاج جرحاهم. وقال الشاهدان إن المتشددين استخدموا مكبرات الصوت لحث السكان على التبرع بالدم.
من ناحيته، أكد فارس إبراهيم، عضو مجلس العشائر المنتفضة ضد «داعش» في الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأنباء المؤكدة التي وردتنا أن الغارة الأميركية أوقعت خسائر كبيرة منها مقتل عدد من قيادات تنظيم داعش بالإضافة إلى تدمير العشرات من الآليات والمصفحات»، مشيرا إلى أنه «في الوقت الذي لا نستطيع فيه التأكيد بشأن إصابة البغدادي لكنه وحينما جيء به إلى مستشفى القائم لم يسمحوا لأحد برؤيته مكتفين بالقول إنه شخصية مهمة جدا ومن ثم تم نقله إلى سوريا وهو ما يجعلنا نرجح فرضية أن يكون المصاب هو البغدادي نفسه».
من ناحية ثانية, قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن قراره بمضاعفة عدد المستشارين العسكريين الأميركيين في العراق يمثل مرحلة جديدة في الحملة ضد تنظيم داعش وليس دلالة على أن استراتيجيته في المنطقة باءت بالفشل.
وأضاف أوباما في حديث لمحطة «سي بي إس» أمس أن المرحلة الأولى تمثلت في تشكيل حكومة عراقية تتمتع بالمصداقية ولا تقصي أحدا. ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله إن إرسال 1500 جندي أميركي إضافي يشير أيضا إلى تحول من استراتيجية دفاعية إلى استراتيجية هجومية. وأضاف أن الضربات الجوية «كانت فعالة للغاية في إضعاف قدرات (داعش) وإبطاء التقدم الذي يحرزونه.. نحتاج الآن إلى قوات برية.. قوات برية عراقية تستطيع البدء في صدهم». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، لم يستبعد أوباما إرسال مزيد من القوات مستقبلا، إلا أنه أكد أن الخطة الحالية تقضي بتراجع عدد الجنود في العراق مع مرور الوقت.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».