لمح «البنك المركزي الكوري» إلى إمكانية عقد اجتماع طارئ للسياسة النقدية لإجراء تعديل على سعر الفائدة الأساسي، وذلك وسط الانخفاض الحاد في الأسواق المالية المحلية بسبب تفشى فيروس «كورونا».
وقال مسؤول في «البنك المركزي»، أمس (الجمعة)، إن أعضاء مجلس السياسة النقدية التابع للبنك اتفقوا، مساء الخميس، على ضرورة عقد اجتماع طارئ لتحديد سعر الفائدة الأساسي، مشيراً إلى أن أعضاء المجلس سيتخذون قراراً بشأن عقد ذلك الاجتماع قريباً.
كما لمح البنك إلى أنه قد يتدخل في أسواق السندات والصرف الأجنبي بعد تحليل خلفية انخفاض أسعار الأسهم في الدول الكبرى، ومدى تأثيراته على الأسواق المالية الكورية. وقال البنك إنه يخطط للاستفادة من الوسائل السياسية في مواجهة التقلبات المالية، واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق الاستقرار في الأسواق، إذا لزم الأمر، من خلال إدارة السوق المفتوحة مع الانتباه إلى التطورات التي تحدث في أسواق السندات. كما قال البنك إنه سيتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الاستقرار في سوق الصرف الأجنبية، حيث سجل سعر الدولار الأميركي أمام الوون الكوري ارتفاعاً بنسبة 1.42 في المائة في الساعة 11:45 صباح الجمعة بالتوقيت المحلي، مقارنة باليوم السابق.
كما سجلت سوق الأسهم الكورية تراجعاً كبيراً، أمس (الجمعة)، بعد أن تهاوت مؤشرات الأسهم الأميركية بشكل حادّ في ختام تعاملات الخميس. وافتتحت سوق البورصة الكورية «كوسبي»، على انخفاض قدره 6 في المائة، واستمرَّت في الانخفاض، بنسبة 8 في المائة، مما أدى إلى توقف التداول.
أما سوق البورصة للشركات التكنولوجية «كوسداك»، فشهدت هبوطاً حادّاً أيضاً؛ حيث بدأت التداول بانخفاض نسبته 4.7 في المائة، وأدَّى ذلك إلى توقف التداول لمدة 20 دقيقة في بداية التعاملات. وتُعدّ هذه المرة الأولى على الإطلاق، التي يتم فيها توقف التداول لسوقي «كوسبي» و«كوسداك»، في آن واحد.
ويأتي ذلك فيما يتعرض الاقتصاد الكوري القائم بشكل كبير على الصادرات لضغوط كبيرة... وانخفضت مبيعات السيارات الكورية بنسبة 25 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق، ما يمثل تراجعاً للشهر السابع على التوالي، في الوقت الذي تعاني فيه عمليات التشغيل في المصانع من عدم الثقة جزئياً، وسط تفشي «كوفيد - 19» المستجدّ في جميع أنحاء العالم، وفقا لبيانات صادرة، أمس (الجمعة).
وذكرت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أن صادرات البلاد من السيارات وصلت إلى 123 ألفاً و22 وحدة فقط، الشهر الماضي، وفقاً للبيانات الصادرة من وزارة التجارة والصناعة والطاقة.
ومن حيث القيمة، تراجعت قيمة الصادرات من السيارات كذلك بنسبة 16.6 في المائة في الفترة ذاتها لتصل إلى 2.4 مليار دولار.
ويُشار إلى أن صادرات كوريا الجنوبية من السيارات تظهر انخفاضاً على مستوى سنوي منذ أغسطس (آب) الماضي من حيث عدد الوحدات، بعد أن ارتفعت بنسبة 11.6 في المائة في يوليو (تموز) الماضي.
وطبقا لتقرير صادر عن «المعهد الكوري للتنمية»، الأحد الماضي، بدأ الاقتصاد الكوري الجنوبي يتباطأ على نطاق واسع وبوتيرة سريعة نتيجة لتفشى فيروس «كورونا». وأشار التقرير إلى أن حجم الصادرات الكورية قد شهد انخفاضاً، في شهر فبراير (شباط) الماضي، بسبب تراجع الصادرات إلى الصين الناجم عن انتشار فيروس كورونا، كما أشار إلى أن الاستهلاك المحلي يعاني من الركود بسبب تدهور المشاعر الاقتصادية في البلاد. وقال التقرير إن الوضع الاقتصادي في كوريا الجنوبية كان يتمتع بانتعاش إلى حد ما في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، لكنه بدأ يتدهور منذ بداية شهر فبراير نتيجة للانتشار السريع لفيروس «كورونا» داخل وخارج البلاد.
وشهد حجم الصادرات الكورية زيادة بنسبة 4.5 في المائة في شهر فبراير، إلا أن المتوسط اليومي لحجم الصادرات في فبراير انخفض بنسبة 12.2 في المائة، مقارنة بالشهر الأسبق، وذلك بعد أن كان قد شهد زيادة بنسبة 5.9 في المائة، في يناير الماضي.
«المركزي الكوري» بصدد اجتماع طارئ... وإغلاق مزدوج للبورصة
«المركزي الكوري» بصدد اجتماع طارئ... وإغلاق مزدوج للبورصة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة