مثلت المترجمة مريم طه طومسون (61 عاماً) التي كانت تعمل لحساب الجيش الأميركي في العراق، أمام المحكمة الفيدرالية بواشنطن أمس (الأربعاء) لمواجهة تهم في قضية تجسس قال المحققون إنها «عرّضت حياة أفراد عسكريين أميركيين ومصادر سرية للخطر، ومثلت انتهاكاً كبيراً للمعلومات السرية».
وقالت وزارة العدل الأميركية إن «طومسون التي كانت تحتفظ بقائمة بأسماء مخبرين سريين تحت مرتبة سريرها تواجه اتهامات بتسريب القائمة إلى شخص تربطها به علاقة عاطفية ينتمى إلى (حزب الله) اللبناني».
وتعاقدت طومسون من روتشستر مينيسوتا سابقا، للعمل كمترجمة مع القوات الأميركية الخاصة في أربيل (شمال العراق) منتصف ديسمبر (كانون الأول)، وتواجه تهماً جنائية بتسليم شخص لبناني مجهول الهوية، أسماء مصادر بالحكومة الأميركية، وشرحاً عن طبيعة المعلومات التي قدموها. ووفقاً للحكومة، فقد تسارعت الجهود خلال فترة ستة أسابيع من نهاية ديسمبر، عندما استهدفت الغارات الجوية الأميركية القوات المدعومة من إيران في العراق وتفاقمت العلاقات بين البلدين حتى منتصف الشهر الماضي.
ووصف مساعد المدعي العام جون ديمرز، مسؤول الأمن القومي الأعلى بوزارة العدل، السلوك بأنه «عار خاصة بالنسبة لشخص يعمل كمقاول مع جيش الولايات المتحدة»، مضيفا: «ستعاقب على هذه الخيانة للبلاد ولزملائها».
وجاء مثول طومسون أمام المحكمة لفترة وجيزة في تهم يمكن أن تحمل عقوبة السجن مدى الحياة، ومن المقرر أن ينتهي احتجازها بعد جلسة الأربعاء القادم. ولم يرد محاميها على رسالة نصية بعد ذلك.
وكانت طومسون قد اعتقلت الأسبوع الماضي في منشأة عسكرية في أربيل بالعراق، حيث أفاد ممثلو الادعاء بأنها عملت كإخصائية لغوية. وقالت وزارة الدفاع إنها على علم بالاعتقال وتتعاون مع التحقيق.
عقب إلقاء القبض عليها، بحسب ممثلي الادعاء، أقرت طومسون بأنها نقلت معلومات سرية إلى رجل كانت تربطها به علاقة عاطفية، لكنها قالت إنها لم تكن تعلم بعلاقته بـ«حزب الله». وقالت إنها اعتقدت أنه ربما كان على صلة بـ«حركة أمل» في لبنان، وأفادت لاحقا بأنها تعتبر التنظيمين كياناً واحداً.
ووفقاً لإفادة خطية نشرت الأربعاء، فقد أخبرت طومسون عميلاً سرياً بقولها: «لا، لا أعرف شيئا عن (حزب الله). أنا أكره (حزب الله)». وقالت إن أعضاء المجموعة، التي تصفها الولايات المتحدة بأنها منظمة إرهابية أجنبية «إرهابيون ومثل الأخطبوط، يمكنهم الوصول إلى أي شخص».
كما أفادت طومسون بأنها «سربت معلومات سرية احتفظت بها في ذاكرتها أو كتبتها أو أرسلتها عبر خاصية الفيديو الخاص بتطبيق (المراسلة الآمنة) عبر هاتفها المحمول». وقد أظهرت لقطة شاشة لمحادثة الفيديو التي أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بأنه حصل عليها لطومسون، فيما كانت تعرض لشخص لبناني رسالة باللغة العربية تصف فيها التقنية التي استخدمها المخبر لجمع المعلومات.
بدءاً من أواخر ديسمبر، بحسب المدّعين، بمجرد بدء الضربات الجوية، تمكنت طومسون مراراً وتكراراً من دخول نحو خمسين ملفاً تحوي معلومات عن ثمانية مخبرين حكوميين. تضمنت الملفات أسماء المخبرين وصورهم وبرقياتهم التفصيلية عن المعلومات التي قدمتها المصادر إلى الحكومة الأميركية.
وقال ممثلو الادعاء: «عندما فتش المسؤولون محل سكنها وجدوا مذكرة مكتوبة بخط اليد باللغة العربية مخبأة تحت مرتبتها مع معلومات حول أنظمة الكومبيوتر التي تستخدمها وزارة الدفاع ووجود تحذير من شيء تستهدفه وزارة الدفاع الأميركية».
البدء بمحاكمة مترجمة سربت أسراراً أميركية لـ«حزب الله»
كانت تعمل مع القوات الخاصة شمال العراق
البدء بمحاكمة مترجمة سربت أسراراً أميركية لـ«حزب الله»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة