مَنَح قطر تنظيم كأس العالم 2022... «ليكيب» تكشف تفاصيل عقد الفساد «العالمي»

أعمال إنشائية في أحد الملاعب المُصممة لاستضافة كأس العالم 2022 في قطر (إ.ب.أ)
أعمال إنشائية في أحد الملاعب المُصممة لاستضافة كأس العالم 2022 في قطر (إ.ب.أ)
TT

مَنَح قطر تنظيم كأس العالم 2022... «ليكيب» تكشف تفاصيل عقد الفساد «العالمي»

أعمال إنشائية في أحد الملاعب المُصممة لاستضافة كأس العالم 2022 في قطر (إ.ب.أ)
أعمال إنشائية في أحد الملاعب المُصممة لاستضافة كأس العالم 2022 في قطر (إ.ب.أ)

يتساءل المحققون العاملون في قضايا الفساد المشتبه بها والمرتبطة بعملية منح تنظيم كأس العالم 2022 لقطر، عن تلك الروابط مع شركة «Veolia»، عملاق الصناعة الفرنسية، التي يستثمر بها صندوق استثماري قطري، ويُعد من المساهمين الصغار.
استثمار قطر في شركة «Veolia» يمكن أن يأتي ضمن التحقيقات الفرنسية في الشكوك المتعلقة بالفساد المرتبطة بملف منح تنظيم كأس العالم 2022 لقطر، وفقاً لما ذكرته صحيفة «ليكيب» الفرنسية.
ووفقاً لمعلومات الصحيفة الشهيرة، فهذه الصفقة المالية المهمة، التي تعود إلى أبريل (نيسان) 2010، «تُثير ما تُثير» و«تطرح الأسئلة» لدى محققي مكتب مكافحة الفساد الفرنسي (OCLCIFF) الذين يعملون على القضية. وأكد مصدر قضائي أنه يُجري دراسة وتقييم الملف بواسطة مكتب المدعي العام المالي الوطني (PNF).
الاستثمار القطري في رأس مال «Veolia Environnement»، عملاق المياه والطاقة وإدارة النفايات، بواسطة صندوق الديار القطري (بما مقداره 5% مقابل 696 مليون دولار)، حدث حين كانت الدوحة في خضمّ حملة ضغط من أجل الترويج لترشحها لتنظيم كأس العالم 2022، وفي الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) 2010 تم إعلان قطر مستضيفةً للحدث.
«الديار»، الشركة التابعة لصندوق الثروة السيادية لهيئة الاستثمار القطرية (QIA)، قامت ببيع حصتها في «Veolia» بالكامل في عام 2018، وعملية الشراء الجزئية في عام 2010 أدت بالضرورة إلى تحويل عمولات سرية ضخمة للملاذات الضريبية، بمبلغ إجمالي قدره 182 مليون يورو (203 ملايين دولار)، وفقًا لما أوردته صحيفة «Libération» الفرنسية في أبريل 2014.
وذكرت الصحيفة أن «ذات الترتيبات المالية، بين قبرص ولوكسمبورغ»، كانت قد اُستخدمت «لشراء أسهم Veolia ولدفع العمولات في آن واحد».
عند مفترق طرق هذه المؤامرات المالية، يبرز رجل الأعمال القطري غانم بن سعد آل سعد. فقد كان يشغل منصب رئيس صندوق الديار القطري آنذاك، قبل أن يُعفى في عام 2012، وهو نفسه من أبرزته صحيفة «ميديا بارت» الفرنسية، في مقال نُشر في يونيو (حزيران) 2015، على أنه الفاسد الرئيسي المزعوم في الترتيبات المالية بين قطر و«Veolia».
وورد اسمه أيضاً في سويسرا، وذلك في إطار التحقيق الذي يُجريه مكتب المدعي العام الاتحادي (MPC) حول «FIFAgate» أو «قضية فساد فيفا» وذات الشكوك المرتبطة بالفساد حول عملية منح تنظيم كأس العالم 2022 لقطر.
السيناريو الشامل للاستثمار العالمي لشركة الديار القطرية في «Veolia» لا يزال قيد التحقيق الأولي من المدعي العام المالي الوطني الفرنسي (PNF)، بالتوازي مع التحقيقات القضائية التي فُتحت في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بشأن وقائع أبرزها «الفساد بأنواعه كافة» في قضية إسناد تنظيم كأس العالم 2022، تحقيقات يقودها اثنان من قضاة التحقيق، تتعلق بوقائع كانت قد ارتُكبت في باريس وقطر وسويسرا خلال عام 2010.
استثمارات «الديار» القطرية في «Veolia»، في ربيع عام 2010، تُغذي أسئلة النظام القضائي حول الأحداث الأخرى المحيطة بتصويت لجنة «FIFA» التنفيذية لصالح قطر في ديسمبر (كانون الأول) 2010 لاستضافة المحفل العالمي. خصوصاً أنه في قلب التحقيق المستمر تم التطرق إلى الغداء الشهير في قصر الإليزيه في 23 نوفمبر 2010، والذي شارك فيه على وجه الخصوص نيكولا ساركوزي، رئيس الجمهورية آنذاك، وميشيل بلاتيني، الذي كان رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حينها، وتميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر المستقبلي.
دفعت هذه العناصر المحققين إلى توسيع نطاق تفكيرهم في الشكوك الناشئة عن القضية المتشعبة هذه. واهتموا أكثر بـ«عقد» يُزعم فساده، يبقى لفترة من الزمان، تشترك فيه جهات فاعلة مختلفة ولهم مصالح مختلفة (مثل الوعود بالوظائف أو الدعم الدبلوماسي)، أكثر من «اتفاق بسيط» بالمعنى الدقيق للكلمة، يقوم على أحكام القانون الجنائي، مما أدى إلى الرشى واللجان الرجعية.
ذلك النوع من الاتفاقات التي في مقابل تعيين قطر كدولة منظمة للمونديال، بات من الممكن شراء نادي «PSG» أو «باريس سان جيرمان» من قبل صندوق قطر الاستثماري الرياضي، في يونيو 2011، ومن ثم إنشاء قناة «beIN Sports» بعد عام.
كما كشفت صحيفة «ليكيب» الفرنسية، عن أن شرطة المكتب المركزي لمكافحة الفساد والجرائم المالية والضريبية (OCLCIFF) قامت بتفتيش مكاتب شركة «Colony Capital Europe»، المالك السابق لنادي باريس سان جيرمان، ومكاتب سيباستيان بازين، الرئيس التنفيذي السابق لها، وذلك في شهري مايو (أيار) ويونيو 2019، وهو القريب من سلسلة «أكور» الفندقية ونيكولا ساركوزي أحد أعضاء مجلس إدارتها.
ووفقاً لمعلومات الصحيفة، يمكن أن يتم الاستماع إلى العديد من الشهود، بدءاً من سيباستيان بازين، في الأسابيع المقبلة.


مقالات ذات صلة

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.