جاء قرار القضاء التشيكي بإدانة إمام سابق بدعم منظمة إرهابية، ومعاقبته بالسجن 10 سنوات، ليسلط الضوء من جديد على دور الأئمة، وعلاقتهم بانتشار الخطاب المتشدد، وذلك بعد أن عرفت السنوات القليلة الماضية اتخاذ السلطات المعنية في بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إجراءات ضد عدد من الأئمة، على خلفية علاقتهم بالفكر المتطرف، والترويج لخطاب يحرض الشباب على السفر إلى مناطق الصراعات للانضمام إلى جماعات مسلحة، مثل تنظيم داعش وغيره.
وعلى سبيل المثال، سبق أن قررت السلطات البلجيكية إبعاد أكثر من إمام، من بينهم إمام مغربي يحمل الجنسية الهولندية، وجرى تنفيذ القرار بالفعل، وآخر مصري الجنسية لا يزال القضاء ينظر في قضيته حتى اليوم، وتكرر الأمر في دول أخرى، مثل إيطاليا وغيرها.
وحسب ما ذكرته وكالة أنباء «تشتك» الرسمية، أصدر القاضي حكمه بأن رجل الدين الإسلامي نظّم وموّل رحيل شقيقه إلى سوريا من أجل مشاركته في الصراع هناك. وبمجرد أن وصل إلى سوريا، تواصل مع «جبهة النصرة»، التابعة أصلاً لتنظيم «القاعدة» الإرهابي. وحكم على أخيه بالسجن 11 عاماً، وعلى شريكه التشيكي 6 سنوات، بتهم المساعدة والتحريض. وصدر الحكم عليهما غيابياً.
وفي بلجيكا، عرفت المساجد منذ فترة، وخاصة في أعقاب تفجيرات مارس (آذار) 2016، الاهتمام بدور الأئمة، وإلزام المساجد بترجمة الخطبة إلى اللغة الرسمية، وهو الأمر الذي عده بعضهم يهدف لتسهيل مهمة رجال الأمن الذين يراقبون عمل الأئمة داخل المساجد للتأكد من وسطية الخطاب الديني.
وعن تعرض الأئمة لرقابة أمنية أو تدخل أمني في عملهم لتحديد موضوعات محددة للحديث عنها، وخلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الإمام محمد التوجكاني، رئيس رابطة الأئمة في بلجيكا: «لا بد من جود مراقبة لأنه إن لم تكن هناك مراقبة، فأنت لست في دولة، ولكن لم يتدخل أحد ليجبرنا على الحديث في موضوع أو ألا نتحدث في موضوع آخر، ونحن لنا تقديراتنا، ونعرف ما الذي ينفع المجتمع، وأحياناً قد يكون لنا موقف ربما لا يعجب بعض السياسيين، ولكن هذا لا يهمنا، فالمهم بالنسبة لنا أن يكون موقفنا صحيحاً».
ويضيف: «في هذا الصدد، سبق أن حذرني بعضهم في إحدى المرات من وجود عناصر أمنية في المسجد، فقلت لهم إن الطبيعي أن يوجد هؤلاء. أما إذا غابوا، فهنا يجب أن أستغرب. ولكن نرجو من الجهات المسؤولة أن تتحرى الدقة فيما يأتيها في بعض التقارير لأن بعضهم يعطي تقارير منقوصة».
وعن أوضاع الأئمة، قال التوجكاني إن «الأئمة في أوروبا بصفة عامة، وبلجيكا بصفة خاصة، يعانون، ومسؤولياتهم كبيرة، ومعاناتهم تتكرر، فهم أحياناً يعانون من حيث وضعهم المادي أو الاجتماعي، موضحاً أن الأئمة نوعان: الأول يعمل في مساجد معترف بها رسمياً من الدولة البلجيكية، وهؤلاء يتقاضون مرتبات؛ وهناك النوع الثاني الذي يعمل في مساجد لم تحصل بعد على الاعتراف الرسمي، وهؤلاء يتلقون مكافأة مالية من القائمين على المساجد، وأحياناً يكون إيجار سكن الإمام أعلى من المكافأة التي يحصل عليها. ورغم هذه المعاناة، فعندما تحدث مشكلات، يتم توجيه اللوم للإمام، ويطالبونه بتصحيح الوضع، ويقصده الناس لحل مشكلات الأزواج والأولاد والشباب، ولهذا نقول إن المسؤولية كبيرة، ويجب الوقوف إلى جانبه، والاهتمام به».
إدانة إمام تشيكي بدعم منظمة إرهابية والحكم بسجنه 10 سنوات
يسلط الضوء من جديد على وضعية الأئمة في أوروبا وعلاقتهم بالخطاب المتطرف
إدانة إمام تشيكي بدعم منظمة إرهابية والحكم بسجنه 10 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة