الأخلاق والمهنية

يبدو أن كلمتي (الأخلاق والمهنية) هما الأكثر تداولا في الساحة الرياضية هذه الأيام.
وبالتأكيد الأخلاق هي أساس ديننا الحنيف، وهي أساس الحياة بشكل عام. أما المهنية فبدونها تكون كل أمورنا ارتجالاً وعبثية...
والأكيد أن الساحة الإعلامية، وتحديداً الإعلام الرياضي (في كل العالم)، هي مجال مفتوح لكل من هب ودب، وفي بعض الدول هناك من يفتح قناته الخاصة على «اليوتيوب» ويبدأ بعرض أفكاره ورؤاه التي لا تخلو من شخصنة وأجندات وحبٍ وكراهية وربما مصالح شخصية.
وشاهدنا حجم وتأثير «السوشيال ميديا» على القرارات الرياضية في بعض الدول مثل العراق، حيث هناك ضغوطات كبيرة على أصحاب القرارات من قبل مستخدمي «الفيسبوك» تحديداً، وبالتالي لم تعد الأمور (الإعلامية) حكراً على الموظفين أو منتسبي المنصات الإعلامية ما بين إذاعة وتلفزيون وصحافة، لا بل صرنا نرى حتى الإعلاميين المحترفين يجدون مساحاتهم الشخصية في التواصل المباشر مع الجمهور من خلال «تويتر» و«إنستغرام» و«سناب شات»، وبالتالي بعضهم بات يسعى لكسب ود هذا الجمهور وكسب المتابعين، فباتت (مهنيته على المحك) لأن مبدأ (الجمهور عاوز كدة) مبدأ قد يلغي المهنية وقد يلغي الأخلاقيات التي تتحكم بالمهنية وتجبر صاحبها على قول الحقيقة حتى لو كانت على نفسه أو على النادي الذي يشجعه ويكرس منصاته الإعلامية لخدمته والإعلاء من شأنه مقابل التقليل والانتقاص من شؤون الآخرين...
الكل يتحدث عن الأخلاق والكل يتحدث عن المهنية فأين الخلل إذاً؟
أعتقد أن الخلل يكمن في الإنسان نفسه، فهو قادر حتى على الالتفاف على القوانين لو أراد فما بالكم بنقاشات رياضية يعتقد الكثيرون أنها بدون قيود ولا ضوابط وأن لكل شخص الحق في الحديث عنها حتى لو لم يكن (فاهما فيها)، ولهذا هناك اتحادات أو لجان أو روابط للإعلاميين تقوم بمتابعتهم وأحياناً محاسبتهم (وهي نادرة جداً في العالم كله) ويبقى القضاء هو الميدان الأول للمتناحرين والمختلفين الذين تصل بهم الأمور إلى حدود التراشق غير المهني أو الأخلاقي، فيقول القضاء وقتها كلمته وأنا أعتقد أننا يجب أن نراعي الله في كلامنا وأفكارنا وتحليلاتنا واتهاماتنا (كأن يتهم أحدهم حكماً بتخسير فريق أو قبض الأموال) أو أن نتهم زميلاً بالتكسب والارتزاق غير المشروع من وراء (مهنته الإعلامية)، ولهذا أتمنى أن تكون هناك حوارات جادة وجدية وطاولات نقاش بين المؤثرين من الإعلاميين ومؤثري «السوشيال ميديا» والقيمين على الرياضة ووسائل الإعلام للوصول لقناعات مشتركة، وهي أن الرياضة تنافس إنساني هدفه نبيل وطرقه يجب أن تكون نبيلة، وأنها تحتاج لمن ينتقد ليبني لا من ينتقد ليهدم أو لمجرد النقد، والكلام مقصود به جل دولنا العربية ومعظم إعلامنا العربي وليس جهة دون غيرها، لأن الأمر عام وليس حكراً على جهة دون غيرها.