الصين تحظر كلياً تجارة الحيوانات البرية وأكلها

قررت الصين اليوم (الاثنين) وبشكل فوري فرض «حظر شامل» على تجارة الحيوانات البرية وأكلها، التي يُشتبه في أن تكون السبب في تفشي فيروس كورونا المستجدّ، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
واجتمعت اللجنة الدائمة في البرلمان الصيني اليوم وصادقت على اقتراح بفرض «حظر شامل» على تجارة الحيوانات البرية و«إلغاء العادة السيئة بالاستهلاك المفرط للحيوانات البريّة وحماية صحة الشعب وحياته بشكل فعال»، وفق ما نقل التلفزيون الحكومي.
وحظرت وزارة الزراعة الصينية في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، جميع شحنات الحيوانات البرية من ووهان. كما دعا إلى تكثيف عمليات التفتيش وزيادة الوعي العام حول مخاطر تناولها. وكانت وزارة الزراعة الصينية قد أصدرت أمراً بتشديد الرقابة على التجارة في الحياة البرية، في محاولة للسيطرة على أزمة تفشي فيروس كورونا الذي انطلق من مدينة ووهان الصناعية الكبيرة.
وكان تفشي فيروس كورونا في الصين قد جدد الدعوات من أجل تطبيق القوانين التي تحظر الاتجار في الأنواع الغريبة من الحيوانات البرية وأكلها. وناشدت جمعية الحفاظ على الحياة البرية ومقرها نيويورك وضع حد لأسواق الحياة البرية في كل مكان، وليس فقط في الصين.
والأمراض حيوانية المنشأ، أو تلك التي يصاب بها البشر والتي نشأت في أنواع أخرى، مسؤولة عن نسبة كبيرة من الأمراض المعدية البشرية. ولا يأتي جميع تلك الأمراض من تجارة الحياة البرية، فمثلاً داء الكلب مستوطن في الكثير من الأنواع، وهو واحد من أكبر أسباب الوفاة في العالم النامي، حسب تقرير سابق لوكالة «أسوشييتد برس».
ولم يحدد بشكل رسمي حتى الآن السبب في تفشي فيروس كورونا المستجد، في حين ذكرت دراسة جديدة أجراها فريق من العلماء الصينيين أن فيروس كورونا لم ينشأ في سوق للمأكولات البحرية في مدينة ووهان وسط الصين، كما كان يُعتقد في بادئ الأمر. وحسب الدراسة، التي نُشرت في الموقع الإلكتروني للمعهد الصيني لأبحاث المخ الخميس الماضي، أشار تحليل إلى أن فيروس كورونا تم استيراده من خارج السوق.
وفي سياق متصل، قال مسؤول في لجنة الصحة الوطنية الصينية اليوم، إن أكثر من ثلاثة آلاف من العاملين في قطاع الصحة في الصين أصيبوا بفيروس كورونا.
وقال المسؤول ليانغ وان نيان أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع بوريس أيلوارد رئيس وفد منظمة الصحة العالمية في الصين، إن أغلب حالات الإصابة ظهرت في إقليم هوبي مركز انتشار المرض الذي أودى بحياة نحو 2600 شخص في بر الصين الرئيسي حتى الآن.
وأضاف، أن الإصابات وقعت على الأرجح بسبب الافتقار للمعدات الوقائية وبسبب الإرهاق.
وأدى الفيروس إلى إصابة أكثر من 74 ألفاً في الصين، ووصل إلى قرابة 30 دولة في سائر أنحاء العالم.