مقاهي جدة الجديدة... قهوة وفن وثقافة

لمقاهي جدة تاريخ طويل؛ إذ كانت قديماً محطة المسافر، ودائماً مكاناً للراحة ولقاء الأصدقاء. ولا تزال المقاهي الشعبية في جدة تحتل الريادة رغم غزو السلاسل الأجنبية لـ«عروس البحر الأحمر» وغيرها من مدن السعودية. لكن هناك الآن موجة جديدة من «المقاهي» تمزج بين القهوة والفن والغناء والثقافة.
«الشرق الأوسط» زارت واحداً من هذه المقاهي الجديدة لقضاء أمسية في أجواء لطيفة شابة. عندما تصل إلى مقهى «بوهو» تلاحظ زحاماً خفيفاً خارج المكان حيث يجلس عدد من الشبان والشابات على مقاعد يتحدثون بحيوية وارتياح. تدلف للداخل فتجذبك أنغام موسيقية جميلة. ترى الفرقة الصغيرة في ركن المكان تعزف إحدى الأغاني الشهيرة، وتدور بالبصر في المكان لأخذ لمحة للمقهى المزدحم.
الديكور لطيف جداً، لمسات فنية مختلفة من التماثيل الموضوعة على الأرض أو على الطاولات. تلحظ لوحات على الحوائط، وترى واحدة منها للفنان النمساوي غوستاف كليمت، وتماثيل من الأبنوس الأسود على جانبي الباب. تتدلى نباتات صناعية ومصابيح مختلفة الأحجام من السقف، وفي المؤخرة تجد ركن القهوة حيث أرفف لعرض الساندوتشات وأنواع الكعك المختلفة. يعمل فريق سعودي صغير خلف الكاونتر، شباب وشابات يأخذون الطلبات ويحضرون القهوة والمشروبات.
ينطلق المغني الشاب بأغنية شهيرة للمغني الأميركي فرانك سيناترا. نتوقف عن الحديث ونتابع الغناء، الشاب اسمه عبد الله العمودي يغني بحساسية جميلة، صوته دافئ ويبدو منسجماً مع أغنيته، يستغرق الأمر دقائق لاستيعاب ما يحدث حولنا، جمهور المقهى مختلط، يتابع الموسيقى وتخفت الأحاديث لحد كبير.
...المزيد