المغرب: افتتاح مدينة الابتكار في أغادير تنفيذاً لمخطط التسريع الصناعي

المشروع كلف 4.3 مليون دولار

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال تدشينه مدينة الابتكار مساء أول من أمس في أغادير (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال تدشينه مدينة الابتكار مساء أول من أمس في أغادير (ماب)
TT

المغرب: افتتاح مدينة الابتكار في أغادير تنفيذاً لمخطط التسريع الصناعي

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال تدشينه مدينة الابتكار مساء أول من أمس في أغادير (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال تدشينه مدينة الابتكار مساء أول من أمس في أغادير (ماب)

افتتح بمدينة أغادير جنوب المغرب مدينة الابتكار «سوس - ماسة»، الموجهة للمستثمرين وحاملي المشروعات، وكذا الطلاب والباحثون؛ حيث سيستفيد هؤلاء من فضاء ملائم للابتكار والاستثمار.
ويندرج هذا المشروع، الذي أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس على تدشينه مساء أول من أمس في إطار مخطط التسريع الصناعي لمنطقة سوس ماسة، الذي أطلق في يناير (كانون الثاني) 2018.
وتمكن مدينة الابتكار سوس - ماسة، التي تقع داخل حرم جامعة ابن زهر، من تزويد الجهة (المنطقة) ببنية تحتية تقنية للاستقبال، لتشجيع روح المبادرة المقاولاتية، وإحداث مقاولات ناشئة مبتكرة عبر عملية الاحتضان، وتثمين نتائج البحث العلمي لفائدة القطاعات الاقتصادية والأنظمة الصناعية للجهة، ونقل التكنولوجيا والتقريب بين المقاولات وبنيات البحث والتطوير.
ويشتمل هذا المشروع الرائد، الذي كلف 42 مليون درهم (4.3 مليون دولار) على حاضنة للمقاولات والمقاولات الناشئة المبتكرة، ومركز للبحث والتطوير، يحتضن مختبرات «تحديد وتحليل الوحدات الطبيعية» و«التكنولوجيا العضوية والصحية»، و«تحليل المخلفات»، و«التغيرات المناخية والتنمية المستدامة»، و«الماء والطاقة والطاقات المتجددة»، و«الصناعة بالمختبرات».
كما يحتوي على قاعات للاجتماعات والندوات والمعلوميات والتكوين، وفضاء للعمل المشترك، وآخر للتوثيق، بالإضافة إلى شباك موحد لتسهيل العمليات الإدارية للمقاولات.
وعرفت هذه المدينة، التي تم تزويدها بتجهيزات من الجيل الجديد، إنجاز 20 بنية، منها 14 مقاولة ناشئة، و3 مجموعات شركات «Agadir Haliopôle، Agrotech، Logipôle»، و3 بنيات للمواكبة (شبكة المقاولة - أكادير، جمعيات مبادرات سوس - ماسة).
وإلى جانب مدينة الابتكار، يشمل التنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي إنجاز حاضرة تكنولوجية (تيكنوبارك) بمبلغ 55 مليون درهم (5.6 مليون دولار)، موجهة للمقاولات الصغرى والمتوسطة، والمقاولات الناشئة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والتي تضع رهن إشارتهم مرافق جاهزة للاستعمال ومواكبة ملائمة. وتجري حالياً أشغال بناء هذه الحاضرة؛ حيث تم إنجاز 95 في المائة من الأشغال.
وفي إطار تنفيذ التنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي، توجد بنيات تحتية خاصة بالاستقبال، ومكيفة مع خدمات مستثمري روح المبادرة المقاولاتية قيد التوزيع، وتمثل وعاء عقارياً يناهز 380 هكتاراً، 305 هكتارات منها مخصصة لمنطقة التسريع الصناعي. وقد تم إنجاز الشطر الأول لهذه المنطقة، التي تبلغ مساحتها 64 هكتاراً بنسبة 80 في المائة؛ حيث سينطلق استغلال هذا الشطر في يوليو (تموز) المقبل. وسيوفر للمستثمرين بنية تحتية ذات مواصفات عالمية وبأسعار تنافسية. كما تم تخصيص أراضٍ لـ3 مشروعات صناعية توفر 2016 منصب شغل مباشر، واستثماراً قدره 461 مليون درهم (47.7 مليون دولار).
من جهة أخرى، ستستفيد منطقة التسريع الصناعي من مشروع الطريق السريع المداري الشمال - الشرقي، الذي سيتم إنجازه في إطار برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020 - 2024؛ حيث ستمكن هذه الطريق من ربط مباشر بين مطار أكادير المسيرة ومنطقة التسريع الصناعي وميناء أكادير، ما سيسهل انسيابية تدفقات النقل.
وستعزز البنية التحتية الصناعية على الخصوص، عبر تطوير مركب صناعي مندمج، انطلقت أشغال التهيئة الخاصة بشطره الأول (35 هكتاراً) في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وكذا بإطلاق الشطر الرابع بالقطب الفلاحي سوس - ماسة.
وإلى حدود اليوم، تتم متابعة أزيد من 211 مشروعاً صناعياً، مع توفير 29 ألفاً و222 منصب شغل مباشر، و187 مشروعاً، منها عملية أو قيد التنفيذ، أو ملحقة بالمناطق الجديدة المهيأة؛ حيث ستمكن من خلق 19 ألفاً و346 منصب شغل مباشر، أي 81 في المائة من الأهداف المسطرة.
وفي أغادير أيضاً أعطى العاهل المغربي انطلاقة أشغال إنجاز مدينة المهن والكفاءات، التي سيتم إحداثها على مساحة 15 هكتاراً. وستوفر هذه المدينة 3 آلاف مقعد و88 شعبة للتكوين بمستويات مختلفة، منها تقني متخصص وتقني وعامل مؤهل، كما ستوفر 400 سرير بداخليتها، وستغطي قطاعات جديدة، توفر مناصب للشغل، ولا سيما مهن الصحة والفلاحة والصيد البحري، والصناعة التقليدية والرقمنة، والذكاء الاصطناعي والسياحة.



«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
TT

«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)

يعقد «بنك اليابان» آخر اجتماع له بشأن سياسته النقدية لهذا العام الأسبوع الجاري، ليأخذ قراراً بشأن أسعار الفائدة وذلك بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي المتوقع بخفض الفائدة.

فما الذي يمكن توقعه ولماذا يعتبر قرار «بنك اليابان» بشأن الفائدة ذا أهمية خاصة؟

في مارس (آذار) الماضي، أنهى «بنك اليابان» مسار أسعار الفائدة السلبية، ثم رفع هدف الفائدة القصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، مشيراً إلى استعداده لرفع الفائدة مرة أخرى إذا تحركت الأجور والأسعار بما يتماشى مع التوقعات.

وثمة قناعة متزايدة داخل «بنك اليابان» بأن الظروف باتت مؤاتية لرفع الفائدة إلى 0.5 في المائة. فالاقتصاد الياباني يتوسع بشكل معتدل، والأجور في ارتفاع مستمر، والتضخم لا يزال يتجاوز هدف البنك البالغ 2 في المائة منذ أكثر من عامين.

ومع ذلك، يبدو أن صانعي السياسة في البنك ليسوا في عجلة من أمرهم لاتخاذ هذه الخطوة، نظراً لتعافي الين الذي ساهم في تخفيف الضغوط التضخمية، بالإضافة إلى الشكوك المتعلقة بسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي قد تؤثر على الرؤية الاقتصادية المستقبلية، وفق «رويترز».

وسيكون القرار بشأن رفع الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) أو تأجيله إلى اجتماع آخر في 23-24 يناير (كانون الثاني) صعباً، حيث سيعتمد ذلك على مدى اقتناع أعضاء المجلس بأن اليابان ستتمكن من تحقيق هدف التضخم بشكل مستدام.

ناطحات السحاب والمباني المزدحمة في طوكيو (أ.ب)

ماذا قال صانعو السياسة في «بنك اليابان» حتى الآن؟

يحافظ صانعو السياسة في «بنك اليابان» على غموض توقيت رفع الفائدة المقبل. وفي مقابلة إعلامية حديثة، قال الحاكم كازو أويدا إن رفع الفائدة المقبل قريب، ولكنه لم يوضح بشكل قاطع ما إذا كان ذلك سيحدث في ديسمبر.

إلا أن المفاجأة جاءت من عضو مجلس الإدارة تويواكي ناكامورا، الذي أشار إلى أنه ليس ضد رفع الفائدة، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن يعتمد القرار على البيانات الاقتصادية المتاحة.

وبينما يركز «بنك اليابان» على رفع الفائدة بحلول مارس المقبل، تشير التصريحات غير الحاسمة إلى أن البنك يترك لنفسه حرية تحديد التوقيت المناسب لهذه الخطوة.

متى تتوقع الأسواق والمحللون رفع أسعار الفائدة التالي؟

أكثر من نصف الاقتصاديين الذين تم استطلاعهم من قبل «رويترز» الشهر الماضي يتوقعون أن يقوم «بنك اليابان» برفع أسعار الفائدة في ديسمبر. كما يتوقع حوالي 90 في المائة من المحللين أن يرفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة بحلول نهاية مارس 2024.

في المقابل، تقوم السوق بتسعير احتمال رفع الفائدة في ديسمبر بحوالي 30 في المائة فقط.

كيف يمكن أن تتفاعل السوق؟

سيأتي قرار «بنك اليابان» بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي»، الذي من المتوقع أن يقوم بتخفيض أسعار الفائدة. وقد يؤدي هذا التباين في التوجهات بين المصرفين المركزيين إلى تقلبات في قيمة الين وعوائد السندات.

ومن المحتمل أن يؤدي رفع الفائدة من قبل «بنك اليابان» إلى تعزيز قيمة الين. أما إذا قرر البنك إبقاء الفائدة كما هي، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الين، على الرغم من أن الانخفاض قد يكون محدوداً إذا قامت السوق بتسعير احتمالية رفع الفائدة في يناير بسرعة.

ما الذي يجب أن تراقبه السوق أيضاً؟

بغض النظر عن قرار «بنك اليابان» بشأن رفع الفائدة أو تثبيتها، من المتوقع أن يقدم محافظ البنك أويدا إشارات بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة ويحدد العوامل التي قد تحفز اتخاذ هذه الخطوة في مؤتمره الصحافي بعد الاجتماع.

وإذا قرر «بنك اليابان» الإبقاء على الفائدة ثابتة، فقد يتجنب أويدا تقديم إشارات حادة لتفادي حدوث انخفاضات غير مرغوب فيها في قيمة الين، مع توضيح العوامل الرئيسية التي سيركز عليها في تقييم توقيت رفع الفائدة.

من ناحية أخرى، إذا قرر «بنك اليابان» رفع الفائدة، قد يتبنى أويدا موقفاً متساهلاً لتطمين الأسواق بأن البنك لن يتبع سياسة رفع الفائدة بشكل آلي، بل سيتخذ قراراته بحذر بناءً على الوضع الاقتصادي.

إضافة إلى قرار الفائدة، سيصدر «بنك اليابان» تقريراً حول إيجابيات وسلبيات أدوات التيسير النقدي غير التقليدية التي استخدمها في معركته المستمرة منذ 25 عاماً ضد الانكماش، وهو ما يمثل خطوة رمزية نحو إنهاء التحفيز الضخم الذي تبناه البنك.

محافظ «بنك اليابان» في مؤتمر صحافي عقب اجتماع السياسة النقدية في أكتوبر الماضي (رويترز)

ومن المتوقع أن يستخلص هذا التقرير أن تخفيضات أسعار الفائدة تظل أداة أكثر فعالية لمكافحة الركود الاقتصادي مقارنة بالتدابير غير التقليدية مثل برنامج شراء الأصول الضخم الذي نفذه المحافظ السابق هاروهيكو كورودا.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

إذا رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن يبقى على نفس السياسة النقدية حتى أبريل (نيسان) على الأقل، عندما ينشر التوقعات الفصلية الجديدة التي تمتد حتى السنة المالية 2027 لأول مرة.

أما إذا قرر البنك الإبقاء على الفائدة ثابتة، فإن انتباه الأسواق سيتحول إلى البيانات والأحداث الهامة التي ستسبق اجتماع يناير، مثل خطاب أويدا أمام اتحاد رجال الأعمال «كيدانرين» في 25 ديسمبر، وظهور نائب المحافظ ريوزو هيمينو في 14 يناير.

ومن المرجح أن يقدم تقرير «بنك اليابان» ربع السنوي عن الاقتصادات الإقليمية، الذي سيصدر قبل اجتماع 23-24 يناير، مزيداً من الوضوح لأعضاء مجلس الإدارة بشأن ما إذا كانت زيادات الأجور قد انتشرت على نطاق واسع في أنحاء البلاد.