«نيوم» تتبنى ريادة تقنية «القبة الشمسية» لمشروع تحلية مياه مستدامة

كشفت مدينة «نيوم» السعودية، أمس، أنها ستعتمد على تقنية تُعدّ الأولى من نوعها للطاقة الشمسية في إنتاج مياه نظيفة عذبة منخفضة التكلفة، وبطريقة مصادقة للبيئة ومحايدة للكربون، كخطوة لتعزيز مكانة «نيوم» كوجهة عالمية جديدة ومركز واعد للابتكار والحفاظ على البيئة.
ووقّعت شركة «نيوم» اتفاقية مع شركة «سولار واتر المحدودة»، التي تتخذ من بريطانيا مقرّاً لها، لبناء أول محطة لتحلية المياه بتقنية «القبة الشمسية»، شمال غربي المملكة، حيث يُعدّ المشروع ثورة في عملية تحلية المياه، للمساعدة في حل واحدة من أكثر مشكلات العالم إلحاحاً، وهي الوصول إلى المياه العذبة.
ومعلوم أن «نيوم» تأسست كشركة مساهمة مقفلة في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي (2019)، وهي مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، في وقت كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد سبق أن أعلن المشروع الحالم في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017.
وسيبدأ العمل في إنشاء أول «قبة شمسية» في شهر فبراير (شباط) المقبل، ومن المتوقّع الانتهاء منها بحلول نهاية عام 2020. بينما ستكون تكلفة إنتاج المياه عبر تقنية «القبة الشمسية» 0.34 دولار (1.27 ريال) للمتر المكعب، أقل بشكل كبير من التكلفة المرتبطة بمحطات تحلية المياه باستخدام طرق التناضح العكسي المعمول بها حالياً.
وستقلّص التقنية بشكل كبير من التأثير البيئي لعملية تحلية المياه، من خلال إنتاج كميات أقل من المحلول الملحي، وهو ناتج ثانوي لاستخراج المياه يمكن أن يضرّ بالأنظمة البيئية الطبيعية المجاورة.
من ناحيته، قال وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي إن «تبني (نيوم) لهذا البرنامج بنسخته التجريبية يدعم أهداف الاستدامة التي وضعتها وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، كما هو موضّح في الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030. ويتماشى تماماً مع أهداف التنمية المستدامة المحددة من قبل الأمم المتحدة».
وبحسب بيان صدر، أمس، قال نظمي النصر الرئيس التنفيذي لشركة «نيوم»: «تتميز (نيوم) بسهولة الوصول إلى مياه البحر الوفيرة وموارد الطاقة المتجددة بالكامل الأمر الذي يعني أن (نيوم) في وضع مثالي لإنتاج مياه عذبة منخفضة التكلفة ومستدامة، من خلال تحلية المياه بالطاقة الشمسية. وإن هذا النوع من التقنية هو دليل على التزامنا طويل الأمد بدعم الابتكار، والدفاع عن البيئة، والحفاظ على نقائها، لتوفير عيش رغيد وحياة استثنائية. من خلال العمل والتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة يمكننا جلب هذه التقنية إلى المناطق خارج (نيوم)».
ويمثل نهج شركة «سولار واتر المحدودة» المبتكر، الذي تم تطويره في جامعة كرانفيلد بالمملكة المتحدة، أول استخدام على نطاق واسع لتقنية الطاقة الشمسية المركّزة (CSP) في تحلية مياه البحر، حيث يتم ضخ مياه البحر لتتدفق إلى «قبة شمسية» هيدرولوجية مصنوعة من الزجاج والحديد الصلب، قبل أن يتم تسخينها وتبخرها، ومن ثم ترسبها في النهاية كمياه عذبة.
وترتكز عملية تحلية المياه عن طريق تقنية «القبة الشمسية»، التي يمكن أن تعمل أيضاً في الليل بسبب الطاقة الشمسية المخزنة المتولدة، على مدار اليوم، على التقليل من إجمالي كمية المحلول الملحي الذي يتم إنشاؤه أثناء عملية استخراج المياه. وكما هو معلوم، فإن تركيز الملح العالي في المياه المالحة يجعل المعالجة أكثر صعوبة ومكلفة. إلى جانب ذلك، تساهم تقنية «القبة الشمسية» في الحيلولة دون حدوث أي ضرر للحياة البحرية، حيث إنه لا يتم تصريف المحلول الملحي في البحر حال استخدام هذه التقنية.
ومن جهته، لفت ديفيد ريبلي، الرئيس التنفيذي لشركة «سولار ووتر» المحدودة إلى أن آلافاً من محطات تحلية المياه في العالم تعتمد اعتماداً كبيراً على حرق الوقود الأحفوري لاستخراج المياه، الذي يؤدي إلى تسميم المحيطات بالمحلول الملحي الزائد، موضحاً أن لدى الشركة التقنية لتحلية المياه بطريقة مستدامة كلياً ومحايدة كربونياً، بنسبة 100 في المائة.