اعتقالات وتهديد... الصين حاولت منع انتشار الأخبار حول تفشي «كورونا»

في الوقت الذي ترتفع فيه عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في ووهان بالصين وفي أماكن أخرى حول العالم، تواجه الحكومة الصينية أسئلة حول اتخاذها تدابير بحق كل من ساهم بنشر معلومات عن هذا الفيروس الجديد.
وفي أوائل يناير (كانون الثاني)، قالت شرطة ووهان إنها ألقت القبض على ثمانية أشخاص متهمين بنشر «إشاعات» حول ما كان آنذاك التهاباً رئوياً غامضاً يسبب مضاعفات خطيرة لدى المرضى، بحسب تقرير لموقع «بزنس إنسايدر».
وعندما تصدر فيروس كورونا عناوين الصحف الوطنية، بدأ عدد متزايد من الصحافيين في التحدث عن قيام السلطات الصينية باعتقالهم أو تهديدهم بالاعتقال بسبب نشرهم معلومات وتقارير عن تفشي هذا الفيروس.
وأعاد تفشي فيروس كورونا ذكريات وباء السارس الذي ظهر بالصين في أوائل العقد الأول من القرن العشرين، والذي حاولت الحكومة الصينية التستر عليه. ويعتبر الفيروسان من العائلة نفسها، التي تشمل أيضاً نزلات البرد والالتهاب الرئوي.
وفي حين كانت الحكومة تواجه مع المجتمع الدولي بدء تفشي الفيروس، فإن تصرفاتها في قمع المعلومات في الداخل قد تركت بعض الخبراء يشعرون بالقلق من أنها جعلت الوضع أكثر سوءاً.
وبصرف النظر عن تصرفات الحكومة الصينية، يقول إريك تونر، العالم البارز في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، إن الفيروس نفسه لا يزال لديه الكثير من الخصائص المجهولة التي يحتاج المسؤولون الصحيون إلى اكتشافها.
وقال تونر لـ«بيزنس إنسايدر»: «المعلومات القادمة من الصين حتى الآن غير مكتملة... هناك الكثير من الأمور التي لا نعرفها بعد».
وقام المسؤولون الصينيون أولاً بإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن تفشي المرض في 31 ديسمبر (كانون الأول). بعد أربعة أيام فقط، قالت شرطة ووهان إنها استدعت ثمانية أشخاص متهمين بنشر «إشاعات» عن الفيروس.
ووفقاً لـمنظمة «بوينتر» البحثية، نشر الأشخاص الذين تم اعتقالهم على شبكة التواصل الاجتماعي «ويبو» أو تطبيقات المراسلة الأخرى معلومات تفيد أن «سارس» قد عاد.
وكانت هناك أيضاً مخاوف بشأن تقارير عن احتجاز أو تهديد الصحافيين بالاعتقال أثناء الإبلاغ عن فيروس كورونا في ووهان.
وذكرت قناة «تي في بي» في هونغ كونغ يوم 14 يناير، أن مجموعة من الصحافيين، بما في ذلك أحد مراسليها، احتجزوا لساعات أثناء تغطيتهم لتفشي الفيروس في مستشفى ووهان الذي يعالج المرضى.
ورغم ذلك، تعتبر الصين اليوم أكثر شفافية مع المجتمع الدولي فيما يتعلق بهذا المرض مما كانت عليه عند تفشي «سارس». لكن عندما يتعلق الأمر بإعطاء المعلومات لشعبها، كانت الصين متحفظة نوعاً ما.
وفي الأيام الأولى من تفشي المرض، قلل المسؤولون من خطورة الفيروس، قائلين إنه تم السيطرة عليه.
وقال المسؤولون في البداية، إن الفيروس جاء من الحيوانات ولا يمكن أن ينتشر بين البشر، وهو ما ثبت لاحقاً أنه غير صحيح.