تونس نحو «حكومة وحدة وطنية» جديدة

الخبيران حكيم بن حمودة والفاضل عبد الكافي الأكثر ترشيحاً لرئاستها

TT

تونس نحو «حكومة وحدة وطنية» جديدة

يبدو أن المشاورات التي يقودها رئيس الجمهورية في تونس قيس سعيّد، مع الأحزاب الممثلة في البرلمان، لتشكيل حكومة جديدة، تؤكد التوجه نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتفيد المعطيات بأن هذه الحكومة المرتقبة سيشارك فيها مختلف الأطراف السياسية، بما فيها «حركة النهضة» التي سعت أحزاب سياسية عدة لإقصائها من خلال رفض التصويت لفائدة حكومة الحبيب الجملي، الذي كانت رشحته «النهضة» لرئاسة الحكومة، قبل أن يرفضها البرلمان.
وكان الجملي قد اقترح تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة من خارج الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ولم يحظَ اقتراحه بدعم عدد من الأحزاب السياسية، على غرار «النهضة» التي قبلت الاقتراح على مضض، ووُجّهت لها انتقادات.
ودعا راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي، لدى افتتاحه أمس المؤتمر الرابع لشباب «حركة النهضة» التي يرأسها، إلى ضرورة اعتماد سياسة الحوار بين العائلات السياسية الإسلامية والدستورية واليسارية، لتجاوز الخلافات التاريخية التي لا تخدم أي طرف سياسي، على حد تعبيره. وأكد الغنوشي أن البلاد تتجه نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما جعل حركته ترشح أسماء لرئاستها من داخل الحزب وخارجه.
ومن المنتظر أن يحسم الرئيس سعيّد في اسم رئيس الحكومة المكلف الجديد، بعد لقاءات شملت حكيم بن حمودة، والفاضل عبد الكافي، وهما الاسمان الأكثر ترشيحاً من قبل الأحزاب، إضافة إلى إلياس الفخفاخ، مرشح «حزب التيار الديمقراطي» الذي يتزعمه محمد عبو، وحركة «تحيا تونس» التي يتزعمها يوسف الشاهد.
ويرى مراقبون من خلال ما يدور من لقاءات وما يرشح من تسريبات، أن المنافسة على رئاسة الحكومة انحصرت بين بن حمودة وعبد الكافي، وهما شخصيتان مختصتان في مجال الاقتصاد، الذي يعد إحدى أولويات الحكومة المقبلة. ويؤكد هؤلاء أن الرئيس سعيّد قد يدعم ملف بن حمودة، على أن تبقى كل الاحتمالات الأخرى واردة.
وكان كل من حكيم بن حمودة وفاضل عبد الكافي قد التقيا الرئيس سعيّد، وكشف بن حمودة عن تقديم التصورات الكبرى للبرنامج الحكومي الذي يحمله، وأشار إلى أن التحدي الأساسي في تونس يتمثل في إعادة بناء العقد الاجتماعي. وأفاد بأنه استعرض ستة تحولات كبرى يتم عبرها إعادة بناء العقد الاجتماعي، مؤكداً أهمية المسألة الاجتماعية، ووضع سياسات نشيطة من أجل الخروج من حالة التهميش والفقر، وإعادة الأمل للتونسيين، والخروج من حالة الإحباط، والتركيز على مسائل عودة النمو ودفع الاستثمار، على حد تعبيره. ويحظى كل من بن حمودة وعبد الكافي بدعم وترشيح من عدد من الكتل البرلمانية. يذكر أن عبد الكافي كان قد اقترحه الحبيب الجملي لتولي حقيبة التخطيط والتنمية والتعاون الدولي، في الحكومة التي لم تنل ثقة البرلمان، كما أنه تقلد في حكومة يوسف الشاهد السابقة حقيبة الاستثمار والتنمية والتعاون الدولي، إضافة إلى وزارة المالية بالنيابة.
في غضون ذلك، انتقد أمين محفوظ أستاذ القانون الدستوري (اختصاص الرئيس سعيّد نفسه) إعراض رئيس الجمهورية عن استقبال ممثلي الأحزاب السياسية خلال فترة العشرة أيام المخصصة لاختيار «الشخصية الأقدر» لرئاسة الحكومة، قائلاً: «لم أفهم سبب انزعاج رئيس الجمهورية من الأحزاب السياسية». وأشار محفوظ إلى أن الفصل 89 من الدستور التونسي قد تضمن إجراء قيس سعيّد مشاورات مع الأحزاب والائتلافات والكتل البرلمانية، في حين أن الرئيس التونسي اشترط على الأحزاب إرسال مقترحات كتابية محددة بتوقيت زمني محدود.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.