مراكش تحتضن مؤتمر المستثمرين في شمال أفريقيا

TT

مراكش تحتضن مؤتمر المستثمرين في شمال أفريقيا

بمشاركة مستثمرين دوليين يمثلون آسيا وأوروبا وأميركا وأفريقيا والشرق الأوسط، تحتضن مراكش المغربية المؤتمر الثاني للمستثمرين في شمال أفريقيا يومي 22 و23 يناير (كانون الثاني) الجاري.
وأشار بنك الأعمال الروسي «رينيسنس كابتال» (رينكاب)، صاحب مبادرة تنظيم المؤتمر، إلى أن فعاليات هذه الدورة ستتمحور حول مواضيع التنافسية والتصنيع في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مع تركيز خاص على فرص الاستثمار والنمو في المغرب ومصر.
وأوضح «رينكاب» في بيان له أن هذه الدورة ستعرف مشاركة مستثمرين كبار من جزر موريس وسنغافورة وجنوب أفريقيا والسويد وسويسرا والإمارات وبريطانيا وأميركا ودول أخرى، مشيراً إلى أن إجمالي الأصول المالية تحت التدبير للمستثمرين المشاركين في المؤتمر تناهز تريليوني دولار. وقال «رينكاب» إن رجال أعمال وشركات من مصر والمغرب حجزوا 200 موعد أعمال مع المستثمرين المشاركين في المؤتمر. وصرح عَمْر هلال، الرئيس التنفيذي لمنطقة شمال أفريقيا لمجموعة «رينكاب»، بأن اختيار المغرب لهذه الدورة الثانية للمؤتمر جاء على أساس التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال التصنيع، إضافةً إلى كونه من أكثر البلدان استقراراً في المنطقة، سواءً على الصعيد السياسي أم الاقتصادي. وقال: «نتوقع أن يعرف المغرب نمواً اقتصادياً بين 4 و6% خلال العقد الحالي. الشيء الذي سيوفر فرصاً استثمارية مؤكدة، خصوصاً بالنظر إلى سير استراتيجية المغرب في مجال التصنيع. كما نتوقع نمواً مماثلاً في مصر بالنظر إلى النمو الديموغرافي وتقدم برنامج الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي بدأت تؤتي أُكلها».
وأشار هلال إلى أن المؤتمر سيعرف أيضاً تنظيم ندوة دولية حول موضوع «مرافقة التصنيع في إطار مقاربة اقتصادية جديدة»، والتي سيشارك فيها أصحاب القرار السياسي والصناعي بالمنطقة ورجال أعمال وشخصيات مرموقة على المستوى الإقليمي والدولي. وسيتميز المؤتمر أيضاً بالمحادثة التي ستجري بين عبيد عمران، رئيس الصندوق السيادي المغربي «إثمار كابيتال»، وأيمن سلمان، رئيس الصندوق السيادي المصري.
وسبق لمجوعة «رينكاب» أن نظّمت الدورة الأولى لمؤتمر المستثمرين في شمال أفريقيا أبريل (نيسان) الماضي في جنوب أفريقيا، والذي تركز بشكل خاص حول مصر، التي افتتح فيها بنك الأعمال الروسي مكتباً قبل عام.
ويعد بنك الأعمال «رينيسانس كابيتال» (رينكاب)، من أكبر البنوك الاستثمارية الروسية، ويملكه الملياردير الروسي ميخائيل بروخوروف (52 عاماً)، مالك فريق كرة السلة الأميركي بروكلين نتس، والذي كوّن ثروته في مجال الخدمات المالية وقطاع التعدين والطاقة ووسائل الإعلام.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.