الجزائر تبلغ السراج رفضها التدخلات في ليبيا

وزير الخارجية التركي يبدأ زيارة لها تدوم يومين

صورة وزعتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية للقاء  بين تبّون والسراج في العاصمة الجزائرية أمس (أ.ف.ب)
صورة وزعتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية للقاء بين تبّون والسراج في العاصمة الجزائرية أمس (أ.ف.ب)
TT

الجزائر تبلغ السراج رفضها التدخلات في ليبيا

صورة وزعتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية للقاء  بين تبّون والسراج في العاصمة الجزائرية أمس (أ.ف.ب)
صورة وزعتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية للقاء بين تبّون والسراج في العاصمة الجزائرية أمس (أ.ف.ب)

قالت مصادر دبلوماسية جزائرية، إن سلطات البلاد أبلغت رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، وكذلك وزير الخارجية بالحكومة نفسها، محمد الطاهر سيّالة، رفضها الشديد أي عمل عسكري في ليبيا على خلفية قرار تركيا إرسال قوات إلى هذا البلد.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان، أمس، أن الرئيس عبد المجيد تبون استقبل السراج، من دون توضيح ما دار بينهما، في حين أكدت مصادر دبلوماسية، أن الرئيس الجزائري «شدد على رفض الجزائر قيام حرب على حدودها، ورفضها التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي». ونقلت المصادر عنه، أن الجزائر مستعدة للقيام بدور لحل الأزمة الليبية، وأنها تشجع أطراف النزاع الداخلي على حل خلافاتهم بعيداً عن أي تدخل أجنبي.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية، أن السراج زار الجزائر أمس «على رأس وفد رفيع المستوى». وأشارت إلى أن الزيارة تدوم يوماً واحداً. وأكدت أن اللقاء بين تبّون والسراج «يندرج ضمن المشاورات الدائمة والمتواصلة مع الإخوة الليبيين، وسيسمح بتبادل وجهات النظر حول تفاقم الأوضاع في ليبيا، وبحث السبل الكفيلة بتجاوز هذه الظروف العصيبة».
كذلك أعلنت وزارة الخارجية عن زيارة للوزير سيّالة وزميله للداخلية فتحي باشاغا، أمس، وأنهما بحثا أزمة ليبيا والأوضاع الأمنية على الحدود، مع وزيري الخارجية والداخلية الجزائريين، صبري بوقادوم وكمال بلجود.
وفي سياق ذي صلة، أفادت الرئاسة في بيان بأن تبون تلقى دعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لحضور المؤتمر الدولي حول ليبيا المقرر ببرلين نهاية الشهر الحالي. جاء ذلك، بحسب البيان، خلال مكالمة هاتفية جرت أمس بينهما، وأشار إلى «تطابق وجهات نظر الطرفين، حول ضرورة التعجيل بإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، والوقف الفوري للنزاع المسلح ووضع حد للتدخلات العسكرية الأجنبية». وأكد البيان، أن تبون وميركل «استعرضا تطور العلاقات الثنائية، فاتفقا على إعطائها دفعاً جديداً في شتى المجالات، ولا سيما في المجال الاقتصادي». وأضاف بأنه «على الصعيد الخارجي، تبادل الرئيس والمستشارة الألمانية تحليلهما حول الوضع في ليبيا وآفاق إحلال السلام في هذا البلد الشقيق».
وتعتبر الجزائر نفسها من أكثر بلدان المنطقة تأثراً بالأزمة الليبية منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي عام 2011؛ فقد تمت مصادرة مئات قطع السلاح الحربي بالحدود، مصدرها ليبيا، خلال السنوات الماضية، بحسب بيانات لوزارة الدفاع الجزائرية، كما تم اعتقال عدد كبير من المتشددين بينما كانوا متجهين إلى ليبيا أو عائدين منها.
إلى ذلك، أفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، أمس، بأن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، سيبحث مع نظيره الجزائري، خلال زيارة تستمر حتى اليوم الثلاثاء، الملف الليبي، مشيراً إلى أن تركيا والجزائر تتعاونان لتجاوز الأزمة التي تنذر بمخاطر كبيرة على دول المنطقة، حسب ما جاء في البيان.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.