الرئيس البولندي يهدد بإلغاء زيارته لإسرائيل

TT

الرئيس البولندي يهدد بإلغاء زيارته لإسرائيل

في أزمة ثالثة بين البلدين خلال سنتين، هدد الرئيس البولندي، أنجي دودا، بإلغاء زيارته المقررة إلى إسرائيل بعد أسبوعين، وذلك بسبب الخلاف حول جدول أعمال المنتدى العالمي لذكرى «الهولوكوست» وفعاليات مراسيم إحياء الذكرى السنوية الـ75 لتحرير معتقلي معسكر الإبادة النازي في بولندا، «أوشفتس».
وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس الأحد، إن الرئيس البولندي فوجئ بعدم إدراج اسمه بين الخطباء في المؤتمر الذي سيقام في القدس الغربية يومي 22 و23 من يناير (كانون الثاني) الجاري، بمشاركة ممثلين عن 40 دولة. وقال إنه قرر الحضور إلى إسرائيل والمشاركة في هذا المؤتمر، رغم أن بلاده تحيي ذكرى تحرير «أوشفتس» في 27 من الشهر الجاري. وطلب أن يتم احترام مكانته، كرئيس الدولة التي تحتضن هذا المعسكر وتجعله متحفاً حياً لجرائم النازية. والمعروف أن المنتدى العالمي للهولوكوست يقام في إسرائيل بمبادرة وتنظيم معهد «ياد فاشيم» في القدس، الذي يخلد ذكرى ضحايا النازية ويروي قصة المحرقة. وهذه هي السنة الخامسة التي تتم إقامته فيها، لكن بسبب مرور 75 عاماً على تحرير «أوشفتس» قرروا تحويله إلى مظاهرة عالمية لمناصرة ضحايا النازية. وسيحضره بشكل مؤكد كل من رؤساء فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا، ومسؤولون كبار من 40 دولة. وقال منظمو المنتدى إنهم وفي ضوء كثرة الطلبات من الزعماء الدوليين للتحدث وإلقاء الكلمات، قرروا أن تقتصر الكلمات الخطابية على الزعماء الإسرائيليين وممثلي دول وقوى الحرب العالمية الثانية، ولذلك لم يحسب حساب رئيس بولندا بإلقاء كلمة.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن الرئيس البولندي غضب ليس لعدم إدراج اسمه بين الخطباء بقدر ما غضب من السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإلقاء كلمة. فهو غاضب على بوتين لأنه صرح مؤخراً بأن بولندا تعاونت مع زعيم النازية، أدولف هتلر. بل إنه (الرئيس الروسي) سُمع ينعت سفير بولندا السابق لدى ألمانيا النازية، الذي اقترح نصب تمثال لهتلر لوعده بطرد اليهود إلى أفريقيا، بـ«السافل والخنزير المعادي للسامية». كما أشار بوتين إلى أنه أصيب بالذهول، عندما اطلع من خلال الوثائق الأرشيفية، على الطريقة التي تم خلالها اقتراح حل «المسألة اليهودية» في بولندا. فهذه التصرفات من بوتين، وبقدر ما تغضب البولنديين، تفرح الإسرائيليين. لذلك اختاروا منحه مكانة مميزة في هذه الزيارة.
بالمقابل، بدأ الإسرائيليون يتحدثون عن «أزمة دبلوماسية أخرى» مع بولندا، ستكون الثالثة خلال سنتين. ففي صيف عام 2018، نشبت الأزمة إثر سن قانون بولندي جديد يعاقب بسجن من يقول إن بولندا تعاونت مع النظام النازي في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، علما بأن بولندا كانت تحت الاحتلال النازي حينذاك. وتكررت هذه الأزمة، في أعقاب تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أثناء زيارته وارسو، بأن «البولنديين تعاونوا مع النازيين ولا أعرف شخصا واحدا جرى رفع دعوى قضائية ضده بسبب قول كهذا». وفي حينه جرى الحديث عن إمكانية اعتقال الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، في حال زيارة وارسو ومحاكمته بموجب هذه القانون. وقبل سنة صرح به وزير الخارجية الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، بأن «البولنديين رضعوا معاداة السامية مع حليب أمهاتهم». ورداً على ذلك صرح الرئيس البولندي، قائلا إن إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية عن معاداة السامية في بولندا، وذلك بسبب تصريحات معادية لبولندا أطلقها مسؤولون إسرائيليون.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».