فرنسا تسلّم «جزار الحرب القذرة» إلى الأرجنتين

تستعد الأرجنتين، اليوم (الاثنين)، لوصول مسؤول سابق في الشرطة الأرجنتينية على صلة بعملية قتل المئات خلال ما تعرف بـ«الحرب القذرة» التي عاشتها البلاد (1976 - 83) إلى بوينس آيرس بعدما سلمته فرنسا إلى الأرجنتين لتتم محاكمته على خلفية اختفاء طالب.
واعتُقل ماريو ساندوفال في منزله، الأربعاء، قرب باريس بعدما سمحت السلطات الفرنسية بتسليمه في ختام معركة قضائية استمرت ثمانية أشهر.
وقال محام عن الأرجنتين: «كل شيء حصل كما كان متوقعاً»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأُعيد المسؤول السابق (66 عاماً) - والمقيم في فرنسا منذ 1985؛ حيث حصل على الجنسية الفرنسية في ظل عدم معرفة كثيرين لهويته الكاملة - على متن طائرة غادرت باريس نحو منتصف ليل أمس (الأحد).
وهرب ساندوفال، الذي نفى الاتهامات بحقه، من الأرجنتين بعد سقوط النظام العسكري.
ورغم أنه مواطن فرنسي فإنه يمكن تسليمه، إذ وقعت الجريمة قبل حصوله على الجنسية.
وتشتبه الأرجنتين بأن ساندوفال شارك في أكثر من 500 عملية خطف وتعذيب وقتل عندما اختفى نحو 30 ألف شخص خلال الحكم العسكري في الأرجنتين لكن تسليمه تم فقط بناء على عملية الخطف المفترضة في 1976 لهرنان أبرياتا، وهو طالب هندسة معمارية لم يُعثر قط على جثته.
واعتقل أبرياتا في مدرسة تدريب سيئة الصيت تابعة للبحرية الأرجنتينية في بوينوس أيرس حيث تعرّض نحو خمسة آلاف شخص للاحتجاز والتعذيب بعد انقلاب 1976، وألقي الكثير منهم من الطائرات في البحر أو في نهر «بليت».
وقالت المحامية بالنيابة عن دولة الأرجنتين صوفي ثونون، إن والدة أبرياتا البالغة من العمر 92 عاماً «تنتظر بفارغ الصبر» مثول ساندوفال أمام قضاء بلاده.
وتشير السلطات الأرجنتينية إلى أن لدى المحققين عدة إفادات ربط الشهود فيها ساندوفال (المعروف في بلاده بـ«جزّار» النظام الديكتاتوري) بعملية قتل أبرياتا.
وأشار محامو ساندوفال إلى أنه لن يحظى بمحاكمة عادلة في الأرجنتين، حيث قد يتعرّض إلى التعذيب أو الاعتقال في ظروف سيئة، لكن مناشداتهم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للنظر في قضيته فشلت.