الجهاز القضائي يستبعد العفو عن نتنياهو

TT

الجهاز القضائي يستبعد العفو عن نتنياهو

قالت القناة الإسرائيلية (11)، إن مصادر في الجهاز القضائي تستبعد إمكانية منح العفو لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في ملفات التحقيق معه في شبهات الفساد المعروفة بأسماء «ملف 1000» و«ملف 2000» و«ملف 4000».
وقالت مصادر قضائية، إنه مع ذلك ثمة إمكانية لتسوية يعترف بموجبها نتنياهو بجريمة يعتبرها القانون شائنة. وفي مثل هذه الحالة، لن يكون بمقدوره شغل أي منصب عام في إدارة الدولة.
وفي محيط رئيس الوزراء، هناك من يعتقد أنه سيكون من الصواب التوصل إلى اتفاق مع النيابة العامة. وكان نتنياهو أبلغ المحكمة العليا بأنه سيستقيل من جميع مناصبه الوزارية التي شغلها، وذلك في مهلة لا تتجاوز الأول من يناير (كانون الثاني). يأتي ذلك بعدما لمح ماندلبليت، المستشار القضائي للحكومة، إلى نتنياهو، بأنه في حال لم يستقل من هذه المناصب الوزارية، فإنه سيتعرض للإقالة منها. وقالت حركة «الحرص على جودة إدارة الحكم»، رداً على الإعلان، «نحن آسفون لأن رئيس الوزراء اختار انتهاك القانون لعدة أسابيع، وأعلن الاستقالة فقط بعد تقديم الالتماس إلى المحكمة العليا. ندعو المحكمة لأن تأمر رئيس الوزراء بالاستقالة فوراً من جميع مهامه، بما في ذلك منصب رئيس الوزراء. يجب على نتنياهو العمل من أجل براءته كشخص عادي، وليس من مقر رئاسة الحكومة. ويل لنا إذا كان رئيس الوزراء يجر دولة بأكملها معه إلى قفص الاتهام».
كان بيني غانتس، رئيس تحالف «أزرق أبيض»، طرح مبادرة يمنح من خلالها نتنياهو عفواً مقابل اعتزاله الحياة السياسية. وقال غانتس «لا نريد أن نرى رئيس وزراء آخر يدخل السجن. عند الضرورة سننظر في الأمور وفقاً لتوصيات منظومة القضاء. إذا استطعنا تجنب هذا المشهد المخزي فسيكون من الأفضل».
وجاءت تصريحات غانتس مؤيدة لاقتراح أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، بمنح العفو لنتنياهو مقابل انسحابه من السياسة. وأضاف غانتس في إشارة إلى حل الكنيست والذهاب للمرة الثالثة إلى انتخابات خلال عام: «إسرائيل ذهبت إلى الانتخابات، لأن شخصاً واحداً وضع نفسه قبل مواطنيها». كما تطرق رئيس «تحالف العمل»، عامير بيرتس، إلى أقوال غانتس حول العفو قائلاً إنه «لا أحد يريد رؤية رئيس حكومة في السجن، لكن كل مواطن في إسرائيل يجب أن يكون متساوياً أمام القانون. لا يمكن المتاجرة بمنصب رئيس الحكومة».
وتعقيباً على ذلك، أصدر «الليكود» بياناً قال فيه، «رئيس الحكومة نتنياهو وافق على قبول أي تنازل لتشكيل حكومة وحدة، بيني غانتس بذل كل جهد لإحباط حكومة وحدة، وجر الدولة إلى انتخابات. الطريق الوحيدة لإقامة حكومة وحدة واسعة وقوية لدولة إسرائيل هي من خلال التصويت لـ(الليكود)».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.