المهام العسكرية تتطلب جهدا جسديا، ونحن لا نتحدث هنا عن جنود في ساحة المعركة، لأن ثمة مواقع وأوضاعا تتطلب فعلا قوة وجهدا ومهارة. ولنأخذ البحرية الأميركية على سبيل المثال، التي تحتاج طبعا إلى سفن وبوارج، فضلا عن بنائها وصيانتها. وهو عمل مرهق ابتداء من عمليات السفع الرملي، والبرشمة، وجرش المعادن الزائدة. وأحيانا قد يتطلب الأمر حمل معدات يزيد وزنها على 30 رطلا (الرطل يساوي 453 غراما تقريبا). ثم هنالك الكثير من التآكل بفعل الاستعمال الطويل، كما يقول الأدميرال أدم ميلر مدير المبادرات الجديدة في شركة «لوكهيد مارتن»، «فالعمال الماهرون يمكنهم القيام بهذا العمل لمدة 3 إلى 4 دقائق ثم يحتاجون إلى الخلود إلى الراحة».
وكان ميلر خلال السنتين الماضيتين يقود فريقا من المهندسين والمصممين لإنتاج 1 من الهياكل الخارجية لأغراض الاستخدام الصناعي يدعى «فورتيس» FORTIS القادر على تحمل عدد وأدوات تبلغ زنتها 36 رطلا، ونقلها من أيادي العمال إلى الأرض. والهدف من وراء ذلك تخفيف العبء على العمال، وجعلهم أكثر إنتاجية في أعمالهم. وكانت البحرية الأميركية قد اشترت 2 من هذه الهياكل لغرض تجربتهما خلال الستة أشهر المقبلة للتأكد من كيفية استخدامهما في الأغراض الصناعية.
* هيكل بسيط
* يعد «فورتيس» هيكلا بسيطا مقارنة بما بشبه «تالوس» TALOS التي تعني اختصارا «بزة التشغيل الهجومية التكتيكية الخفيفة»، التي هي عبارة عن هيكل خارجي يعمل بالكومبيوتر المراد منه تحويل المقاتل إلى رجل حديدي،. ويزن هذا الهيكل المصنوع من الألمنيوم المؤند والألياف الكاربونية 30 رطلا. وهو مزود بمفاصل تقع عند مفاصل جسد الإنسان، مع القدرة على الانثناء عند الخصر. ويقول ميلر إن الهيكل هذا مصمم للبيئات المعقدة، مما يمكن العامل أو الجندي صعود السلالم، والقرفصاء، والقيام بالأعمال المعتادة. أما العدد والأدوات التي يحملها «فورتيس» أمامه، فيجري توجيهها عبر المفاصل لدى الورك نزولا إلى الأرض، لتخفيف الجهد عن كامل الجسم، بما في ذلك القدمان والكاحلان.
وكان التصميم قد بدأ عن طريق مراقبة الإنسان وهو يسير «والنظر إلى الآليات البيولوجية للشخص أثناء وقوفه وسيره»، وفقا إلى ميلر. وقد صمم «فورتيس» بحيث يمكنه الوصول إلى حذاء العامل، وهذا أمر مهم لكون القدم هي أول من تؤشر إلى التعب والإرهاق أشبه بالعدو بحذاءين من النوع الرديء، مما يؤثر على الجسم برمته. والكثير من الهياكل الخارجية تنقل الوزن إلى أخمص القدم، وتلك مشكلة بحد ذاتها، لأن الوزن يتركز هناك، كما يقول ميلر، مما يساهم في عدم الراحة والثبات. لذا يستخدم «فورتيس» معززا مرتبطا بالأخمص، لإراحة القدم وجعلها تستقر على الأرض كالمعتاد.
وأظهرت الاختبارات الأولية أن الهيكل الخارجي زاد من إنتاجية العمل بين ضعفين إلى 27 ضعفا، وفقا إلى طبيعته، وأتاح للمشغلين العمل مدة 30 دقيقة بصورة متواصلة، أو أطول من دون فترات راحة.
وتقوم «لوكهيد مارتن» بتطوير مثل هذه الهياكل وتقنياتها منذ 5 سنوات. أما الأنواع الأخرى من هذه الهياكل مثل «هلك» HULC، فهي هيدرولية يمكنها دعم 200 رطل. و«هلك» مصمم للاستخدام في ساحات المعارك. وقد جرى التقليل من قدرات «فورتيس»، لكن التركيز على حركيته، يعني إمكانية استخدامه في الصناعات الأخرى، كالبناء والتنقيب عن المعادن، أو في البيئات المعقدة، وفقا إلى ميلر.