تقرير: 26 عملية إطلاق نار في المدارس الأميركية عام 2019

تُعتبر عمليات إطلاق النار في المدارس كابوساً للآباء والأمهات والطلاب والمعلمين على حد سواء، وآفة وطنية لا يبدو أن لها نهاية، بحسب تقرير نشرته شبكة «إيه بي سي نيوز».
ومنذ أن رسمت مجزرة مدرسة كولومبين في ولاية كولورادو الأميركية عام 1999 صوراً مروعة بشكل دائم في الوعي الوطني قبل عقدين من الزمن، ظهر المشهد مجدداً مراراً وتكراراً. وقد فرضت المناطق التعليمية في أنحاء البلاد نفسها على هذا السيناريو المخيف، وأجرت تدريبات، واستأجرت حراساً مسلحين وأعدت خطط السلامة لمواجهة هذه الجرائم.
ووفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، كان هناك 42 حادثة إطلاق نار في 12 مدرسة خلال الفترة بين عامي 2000 و2018، التي يعرفها المكتب بأنها «فرد يشارك بنشاط قتل أو محاولة قتل أشخاص في منطقة مأهولة بالسكان». وتشمل هذه الحوادث البارزة تلك التي حصلت في مدرسة ساندي هوك الثانوية ومدرسة في باركلاند بولاية فلوريدا.
أما عام 2019، فحصل أكثر من 24 حادث إطلاق نار في مدارس مختلفة، أثرت على الطلاب والمدرسين والمجتمعات حيث حدثت.
وتمثل عمليات إطلاق النار في المدارس مجرد جزء ضئيل من جرائم الأسلحة النارية في الولايات المتحدة؛ حيث كان هناك أكثر من 185 ألف اعتداء باستخدام سلاح ناري في عام 2018 وحده، وفقاً لبيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي. وكان أثر هذه العمليات «مدمراً على العائلات والمدارس وكامل المجتمعات» وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وقال المركز إن الأطفال الذين يتعرضون للعنف يمكن أن يعانوا من «مجموعة واسعة من السلوكيات والنتائج الصحية السلبية، بما في ذلك تعاطي الكحول والمخدرات والانتحار، إلى جانب أي إصابات جسدية أخرى».
وخلال الأسبوع الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) وحده، استجاب ضباط الأمن لجرائم من هذا النوع على السواحل الشرقية والغربية للبلاد: في بليسانتفيل، نيو جيرسي؛ حيث قُتل طفل في العاشرة من عمره خلال إحدى مباريات كرة القدم، وفي سانتا كلاريتا بكاليفورنيا، حيث فتح مراهق النار على زملائه، مما أسفر عن مقتل اثنين وجرح آخرين في مدرسة ساغوس الثانوية.
ومع عدم وجود تعريف مقبول وطنياً، يصعب فرز ما يشكل عملية إطلاق نار في المدارس الأميركية. وأفادت «أورتاون»، وهي مجموعة مستقلة غير هادفة للربح تدرس عنف السلاح، بأنها رصدت 99 حادثاً حصل خلاله إطلاق نار في المدارس في عام 2019 وحده، حتى 11 ديسمبر (كانون الأول)، بما في ذلك ثلاث حالات انتحار و63 إصابة.
واستعرضت «إيه بي سي نيوز» قاعدة البيانات من منظمة «غان فايولانس آرشيف»، وحددت عملية إطلاق النار في المدرسة على أنه حادث يقوم فيه المهاجم المزعوم بالدخول على ممتلكات مؤسسة تعليمية، خلال ساعات الدراسة أو خلال نشاط ضمن العقار، وبإطلاق النار على شخص آخر.
واستناداً إلى التقارير الإخبارية والبيانات التي جُمعت، عثرت «إيه بي سي نيوز» على 26 عملية إطلاق نار من هذا القبيل منذ يناير (كانون الثاني) وقع نصفها أيام الجمعة. وكان الشهر الأكثر عنفا هو سبتمبر (أيلول)؛ حيث تم الإبلاغ عن 7 حوادث إطلاق نار في المدارس الثانوية في ولاية بنسلفانيا وساوث كارولينا وتكساس وفرجينيا. وكان يوليو (تموز) هو الشهر الأكثر أماناً، وفقاً للتقرير.
ومن بين أكثر من عشرين حادثاً، قُتل ستة أشخاص وأصيب 44 آخرون.
ووجد التحليل أيضاً أن غالبية الحوادث، أي 57.6 في المائة منها، كانت في نهاية أو أثناء الأحداث الرياضية، وتحديداً مباريات كرة السلة وكرة القدم.