إثيوبيا تعلن جمع 9 مليارات دولار لدعم عملية {إصلاحات شاملة}

أعلنت إثيوبيا، أمس (الجمعة)، أنها تمكنت من تأمين تمويل خارجي بنحو 9 مليارات دولار، مخصصة للإصلاحات الاقتصادية الطموحة في البلاد التي يعتبر محللون أنها يمكن أن تدعم التحول السياسي في البلاد، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من أديس أبابا.
وقال بيان صادر عن وزارة المالية إن شركاء تعهدوا بتقديم أكثر من 3 مليارات دولار لدعم برنامج «الإصلاح الاقتصادي» في إثيوبيا الذي تم الكشف عنه في وقت سابق من هذا العام. وأوضح البيان أن هذا يضاف إلى التزامات سابقة تبلغ 3 مليارات دولار من البنك الدولي و2.9 مليار من صندوق النقد الدولي.
وأعرب رئيس الوزراء آبي أحمد على «تويتر» عن «سروره الكبير» لهذه التعهدات، مضيفاً أنها ستخصص لـ«الإصلاحات الاقتصادية الشاملة والبنيوية والقطاعية».
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن آبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام هذا العام، يعتقد أن ضخ حياة جديدة في الاقتصاد الإثيوبي أمر حاسم بالنسبة إلى توقعاته المتعلقة بالانتخابات المقررة العام المقبل.
وبالإجمال، فإن أي فشل في معالجة مشاكل مثل البطالة وضعف العملة من شأنه أن يهدد بتفاقم التوتر في بلد يعاني من تصاعد الاضطرابات العرقية وغيرها من التحديات الأمنية.
وتعد إثيوبيا واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في أفريقيا، لكن معدلات الناتج المحلي الإجمالي المرتفعة كانت مدفوعة إلى حد كبير بالإنفاق الحكومي، ويسعى المسؤولون الآن إلى فتح الاقتصاد أمام الاستثمار الخاص.
وكشف آبي عن برنامج «الإصلاح الاقتصادي المحلي» للمانحين في سبتمبر (أيلول)، واصفاً إياه بأنه «جسرنا للعبور نحو الازدهار»، بحسب ما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية التي أشارت إلى أن الخطة تهدف إلى معالجة مشكلات مثل التضخم ونقص النقد الأجنبي وعجز الموازنة.
وقال المسؤولون حينها إن الخطة ستحتاج إلى نحو 10 مليارات دولار من التمويل الخارجي، وناشد آبي المانحين «الانضمام إلينا في هذا الطريق».
وتم الإعلان عن التمويل من صندوق النقد الدولي قبل أيام. وقال الصندوق، في بيان الأربعاء، إنه توصل إلى «اتفاق» مبدئي لتوفير 2.9 مليار دولار على مدى 3 سنوات لمواجهة التحديات، بما في ذلك «الديون» التي تشكل نقطة ضعف.
وتجب الآن الموافقة على التمويل من قبل المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي.
وأعلنت وزارة المالية الجمعة أنها تتوقع الحصول على تمويل إضافي للإصلاحات من وكالتي الأمم المتحدة وبنك الاستثمار الأوروبي.
في غضون ذلك، اصطف عشرات الآلاف من المواطنين الإثيوبيين في شوارع العاصمة أديس أبابا أول من أمس الخميس لاستقبال رئيس الوزراء آبي أحمد لدى عودته من النرويج؛ حيث تسلم جائزة نوبل للسلام. وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن كثيرين ارتدوا ملابس عليها صورة زعيمهم، ورددوا شعارات تشيد بآبي، الذي شارك في مراسم تسلم الجائزة في أوسلو يوم الثلاثاء.
وقال آبي لدى وصوله إلى مطار بولي الدولي: «لقد تسلمت الجائزة نيابة عن الإثيوبيين والإريتريين».
وأعلنت لجنة نوبل النرويجية للجائزة أن آبي أحمد استحق الجائزة «لمبادرته الحاسمة لحل النزاع الحدودي مع الجارة إريتريا»، وجهوده من أجل «السلام والتعاون الدولي».
ورافقت الخيول موكب آبي الذي شق طريقه وسط حراسة مشددة من عناصر من الحرس الجمهوري، بحسب الوكالة الألمانية. وكان رئيس الوزراء قد تعرض لمحاولة اغتيال بعد فترة وجيزة من توليه المنصب في أبريل (نيسان) 2018.