واشنطن تشدد على إطلاق طهران سراح الأميركيين المحتجزين

قال مصدر أميركي مطلع، إن خطوة تبادل الأسرى التي تمت مؤخرا بين الولايات المتحدة والنظام الإيراني، قد تفتح الباب لخطوات مماثلة لتحرير المزيد من الأسرى مستقبلاً، مشدداً على أولوية هذا الملف.
وأكد المصدر في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة ستستمر في مطالبتها بالإفراج عن جميع المحتجزين ظلماً في إيران والتأكد من عودتهم جميعاً إلى بلادهم». وقال المصدر مفضلا حجب اسمه، إن الرئيس ترمب، لمح إلى أهمية التفاوض لإطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في إيران.
وأطلقت طهران سراح المحتجز الأميركي شيوو وانغ الذي كان في سجون النظام الإيراني مدة 3 أعوام، وأرسلته إلى ألمانيا بوساطة سويسرية، وردت واشنطن على الخطوة بإطلاق سراح الأسير الإيراني مسعود سليماني المحتجز لدى أميركا.
وثمّن المصدر الوساطة السويسرية والجهود الدبلوماسية التي بذلتها عبر سفارتها في طهران بإطلاق سراح الرهينة الأميركي المحتجز، بتهم زائفة في إيران، مشيراً إلى أن بلاده كانت سعيدة بتعاون النظام الإيراني في هذا الشأن.
وأشار المصدر إلى أن رغبة بلاده بمواصلة هذا النوع من التبادل بين الأسرى مع إيران... «ولن ترتاح الولايات المتحدة إلى أن نعيد كل أميركي محتجز في إيران أو في أي دولة أخرى، إلى وطنهم، وسنستمر في المطالبة بالإفراج عن جميع المواطنين الأميركيين المحتجزين ظلما في إيران».
وكان مسعود سليماني الذي احتجز في السجون الأميركية باحثاً في علوم الأحياء، أوقفته الولايات المتحدة بتهمة خرق أنظمة الحظر على إيران وتسريب معلومات علمية.
وكان وزير خارجية إيران جواد ظريف قال في نيويورك في وقت سابق، إن طهران تقبل مبادلة سليماني بوانغ، لكن الأميركيين لم يعلّقوا إيجاباً على الموضوع في تلك الفترة.
وبحسب وسائل الإعلام الأميركية، فإن المحتجزين الأميركيين الباقين في السجون الإيرانية عددهم ستة، بما في ذلك روبرت ليفنسون الذي اختفى خلال رحلته إلى إحدى المدن الإيرانية قبل 12 عاما، وأن إدارة ترمب في المقابل تحتجز ما لا يقل عن 13 إيرانيا، في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين.
وكان مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي قال في مؤتمر صحافي أول من أمس، فيما يخص قضية إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين في إيران، إن بلاده تتابع هذه القضية بشكل خاص، مثمناً إطلاق سراح السجين الأميركي الأسبوع الماضي، «وآمل في أن يؤدي التبادل إلى إطلاق سراح الباقين». وأشار إلى أن بلاده تتابع جهودها وأن هناك مؤشرات عن احتمال حصول تطور إيجابي، بيد أنه لا يريد المبالغة في التوقعات.
كما ذكّر بومبيو بالتحذير من الدرجة الرابعة وهي أعلى درجة للسفر إلى إيران خصوصا للأميركيين من أصول إيرانية، قائلاً إن «احتمال تعرضهم للاعتقال التعسفي وارد في كل لحظة».
بدوره، قال براين هوك المسؤول الأميركي في الملف الإيراني بوزارة الخارجية الأميركية، إن تبادل السجناء مؤخراً بين واشنطن وطهران يعد الخطوة الأولى بين الطرفين وقد أظهرت هذه الخطوة أنه بإمكان الطرفين الوصول إلى اتفاق.
وأكد هوك خلال كلمته في ندوة حول الوضع بإيران نظمتها مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بالعاصمة واشنطن أول من أمس، أن هذه الخطوة الأخيرة قد توصل الطرفين إلى اتفاق في المستقبل، وأن هذا يعد نجاحاً دبلوماسياً يحسب لأميركا ولسويسرا وإيران، متمنياً أن يقود هذا الأمر إلى «حوار بيننا عن طريق العناصر الداعمة وأرجو أن نستطيع من خلاله إخراج كل السجناء والأسرى الأميركيين في سجون إيران».
وأشار إلى أن أميركا لا تزال تقف مع الإيرانيين، الشعب المظلوم والأبرياء، إذ من حق المتظاهرين المطالبة بحقوقهم وحل مشاكل الفساد وترك التدخلات في الدول المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط، ووقف دعم الميليشيات المسلحة والمتطرفة. وأضاف: «نريد ما يريده المتظاهرون: وقف دعم الإرهاب والميليشيات والتركيز على الشعب الإيراني وخلق وظائف لهم وتحسين الاقتصاد، وستظل أميركا داعمة للشعب الإيراني ومواصلة العقوبات على النظام الإيراني ومعاقبة كل من يتعاون مع النظام، وتستهدف مواصلة أقصى أنواع الضغط حتى يتغير سلوك النظام، ولن تعود الحلول والمشاورات الدبلوماسية إلا إذا تغير النظام وترك التدخلات في المنطقة محترماً النظام الدولي، ومهتماً بشعبه... فقط نريد منهم التعامل كدولة وليس ثورة كما هم كذلك منذ 40 عاما».