نتنياهو يواجه المعارضة من داخل حزبه

في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خصوماً سياسيين من غالبية الأحزاب الممثلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، نجح خصومه داخل حزب «الليكود» في إجباره على خوض معركة على رئاسة الحزب. وقد اتفق مع رئيس المجلس المركزي في الليكود، حاييم كاتس، أمس (الأربعاء)، على إجراء هذه الانتخابات في 26 من الشهر الحالي. وسينافسه على المنصب، عضو الكنيست جدعون ساعر.
وسيتم الانتخاب بمشاركة جميع أعضاء الحزب، البالغ عددهم 120 ألفاً. وهذه أول مرة يضطر فيها نتنياهو إلى التنافس على المنصب منذ سنة 2019. وسيلتئم المجلس المركزي للحزب (3000 عضو)، مساء اليوم (الخميس)، لإقرار هذا الموعد بشكل نهائي. وسيتولى رئاسة طاقم نتنياهو الانتخابي، وزير الخارجية يسرائيل كاتس.
ومنافس نتنياهو، ساعر، هو نائب في الكنيست اليوم ووزير سابق. بدأ حياته السياسية في إطار شبيبة «الليكود» ثم عين سكرتيراً لحكومة نتنياهو، وتولى منصب وزير الداخلية مرة، ووزير المعارف في المرة التالية. وهو يحظى بشعبية كبيرة في الليكود، رغم أن نتنياهو يحاول مهاجمته وتحطيمه سياسياً، واتهامه بنكران الجميل. وقد منحته استطلاعات الرأي 40 في المائة قبل أسبوعين. وهو يأمل بأن يلحق هزيمة بنتنياهو، ولكن في حال فشله، يريد أن يثبت وضعيته كخليفة وحيد لنتنياهو في المرة المقبلة.
وساعر هو مثل نتنياهو، يميني راديكالي. يؤيد ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، ومنح السلطة الفلسطينية «حكماً ذاتياً» بلا سيادة. ويقيم علاقات وطيدة مع المستوطنين. وقبل يومين زار منطقة الخان الأحمر الفلسطينية، وانتقد نتنياهو لأنه لم يقم بإخلائها. ومع ذلك، فإن اليسار يفضله على نتنياهو كونه صاحب مصداقية، ولا يدير سياسة ألاعيب. وزوجته صحافية يسارية. وابنته اختارت لها شاباً عربياً زوجاً. وعندما سئل عن ذلك أجاب: إن هذه مسألة خاصة بابنتي. وأنا أرضى بما تختار، وأؤكد لكم أن صديقها شاب لطيف ورائع.
ويعتمد ساعر في دعايته ضد نتنياهو على سياسية نقد ناعمة؛ فيقول: «لا أحد يستطيع أن يشكك في أن نتنياهو رجل عظيم وقائد حقيقي وله سجل تاريخي طافح بالإنجازات. ولكن بقاءه على رأس الحكومة لا يفيد (الليكود) اليوم بل يهدد بأن يخسر معسكر اليمين الحكم. هكذا تشير الاستطلاعات وعلينا ألا نكذبها. فليتفرغ نتنياهو لمحاكمته، وتعالوا لنتمنى له أن يخرج بريئاً، وسنعرف كيف نكرمه بما يليق به».
ورحب ساعر بالاتفاق على موعد الانتخابات الداخلية.
ولكن المقربة منه، وهي النائب في الكنيست ميخال شير، هاجمت معسكر نتنياهو، أمس، واتهمته بنيات خبيثة لتزوير الانتخابات. وقالت أمس، إنها تلقت رسالة من قيادة «الليكود» تعلمها فيها أن اسمها غير وارد في سجل الناخبين كعضو في «الليكود».