البرلمان الليبي يدعو الجامعة العربية إلى تفعيل «الدفاع المشترك»

وسط غضب شعبي عارم، دعت جهات مدنية في ليبيا إلى تنظيم مظاهرات شعبية حاشدة في شرق البلاد، رداً على تهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، ولليوم الثاني على التوالي، بإرسال قوات عسكرية تركية للدفاع عن طرابلس في حال طلبت ذلك حكومة «الوفاق»، التي يترأسها فائز السراج. فيما دعا طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، الجامعة العربية، إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك. يأتي ذلك في وقت أعطى فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني، التوجيهات الأخيرة لقادة قواته في محاور القتال بالعاصمة طرابلس لـ(تحريرها)».
وفيما بدا أنه بمثابة الاستعداد النهائي لحسم معركة «تحرير» العاصمة، قال مكتب حفتر في بيان إنه اجتمع أمس، في مقر القيادة العامة للجيش في بنغازي (شرق)، مع أمراء غرفة عمليات المنطقة الغربية «لمتابعة سير العمليات العسكرية بشكل مُباشر، ولإعطاء التعليمات والتوجيهات لتحرير طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج».
وكان حفتر قد عزز مساء أول من أمس، من حجم، وطبيعة وتسليح قوات الجيش المشاركة في عملية «تحرير» العاصمة، حيث قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش، في بيان مقتضب، إنه «تنفيذاً لتعليمات حفتر فقد تحركت قوة العمليات الخاصة باللواء المُجحفل 106 إلى محاور العاصمة طرابلس»، لكنها لم تذكر المزيد من التفاصيل في البيان، الذي أرفقته بلقطات مصورة لاصطفاف القوات قبل مغادرتها إلى الميدان.
وقال اللواء خيري التميمي، مدير مكتب المشير حفتر، الذي ظهر في اللقطات لتوديع الجنود، إنهم «سيشاركون في تحرير ما تبقى من العاصمة طرابلس، وكل شبر متبقٍّ في ليبيا»، على حد تعبيره.
في المقابل، قالت عملية «بركان الغضب» التي تشنها ميليشيات حكومة السراج، إن مدفعيتها الثقيلة وسرية الهاون التابعة لها، استهدفت أمس، بدقة، تمركزات لقوات «الجيش الوطني» في محيط الخلاطات جنوب طرابلس.
ونقل المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بـ«الجيش الوطني» عن اللواء أبو القاسم الأبعج، آمر مجموع المناطق الجنوبية، أن قوات الجيش سيطرت فجر أمس، على معسكر به قوة تابعة لحكومة السراج في منطقة العوينات، واعتقلت قائده واستردّت الآليات والأسلحة.
إلى ذلك، وفي إطار الرد على تلويح بإمكانية إرسال قوات إلى طرابلس، دعا رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، الجامعة العربية إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، مؤكداً أن ليبيا «لن تكون بوابة الرجوع للدولة العثمانية إلى الوطن العربي». وحث الميهوب في بيان له أمس، الجامعة العربية على «عقد اجتماع عاجل لبحث مواجهة ما وصفه بالغزو التركي لليبيا، داعياً (الجيش الوطني) الليبي إلى استهداف أي تحرك محتمل للقوات التركية داخل المياه الإقليمية، أو الأجواء والأراضي الليبية». وقال إن أي جسم أو مكان يستخدم عسكرياً للجانب التركي «يعد هدفاً مشروعاً لقوات (الجيش الوطني)».
من جانبها، دعت «مجموعة أبناء ليبيا»، و«الحراك من أجل ليبيا» في بيان مشترك، إلى الخروج يوم الجمعة المقبل، في مظاهرات عارمة في كل مدن الشرعية المحررة، ضد الرئيس التركي، وما وصفته بالتمهيد السافر لغزو ليبيا، وعدّت في بيان لها أن هذا «هو أقل ما يمكن القيام به دفاعاً عن وطننا وأهلنا، وحشداً لكل إمكانياتنا وهممنا لصد الغزو وتدمير مؤامراته وتدابيره، كما تم تدمير طائرته المسيّرة ومدرعاته وجميع تدخلاته السابقة».
واعتبر البيان أن «حديث إردوغان مقدمة لغزو ليبيا، وهدفه تكرار ما تقوم به عصاباته وعملاؤه في شمال سوريا من مجازر، قصد تغيير التركيبة السكانية هناك»، مضيفاً: «بعد إذعان (الوفاق) لرغبات سلطانهم ومرشدهم، وإعلانه صراحةً عن نياته للغزو، صار إسقاط حكومة السراج وشرعيته المنقوصة الزائفة واجباً شرعياً وأخلاقياً ووطنياً، وصار سحب الاعتراف به واجباً وطنياً وقومياً وإقليمياً ودولياً».