مفوضية حقوق الإنسان في العراق توثق الانتهاكات والاختفاء القسري

TT

مفوضية حقوق الإنسان في العراق توثق الانتهاكات والاختفاء القسري

أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أنها قررت تعليق الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وقالت المفوضية في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إنه «بالنظر للظروف الحرجة التي يمر بها شعبنا العراقي خلال الشهرين المنصرمين، واستمرار التظاهرات الشعبية السلمية التي تشهدها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، وما رافقها من تطورات وأحداث مؤسفة تسببت في استشهاد وإصابة عدد من المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية، وما تبعها من انتهاكات جسيمة للحقوق والحريات الدستورية، فقد قرر مجلس المفوضين وبالإجماع تعليق كافة مظاهر الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان (الذي يصادف اليوم) وتوشيح شعار المفوضية باللون الأسود، حداداً على أرواح شهداء المظاهرات في العراق».
إلى ذلك، كشفت المفوضية أنها تعد تقريراً في ملف الاختفاء القسري والانتهاكات في الحريات خلال التظاهرات. وقال بيان للمفوضية إن «المفوضية تولي اهتماماً كبيراً في متابعة تنفيذ التزامات العراق تجاه الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، وقطعت أشواطاً كبيرة في هذا الشأن، وإن المفوضية بصدد إصدار تقرير خلال الأيام المقبلة حول الإجراءات التي نفذتها الحكومة تجاه الاتفاقية».
وفيما يتعلق بحقوق الأقليات، أعلنت المفوضية أن «التشريعات العراقية ضمنت حقوق جميع الأقليات ومعتقداتهم؛ لكن المشكلة تكمن في عدم تنفيذ هذه التشريعات، وكذلك وجود إعلام وجهات مغرضة تحرِّض على انتهاك حقوق الأقليات، مثلما حدث قبل دخول (داعش) لعدد من المحافظات واستهدافه للأقليات»؛ مبينة أن «المفوضية تواصل جهودها لضمان حقوق الأقليات، وحققت إنجازات عدة، مثل متابعة حماية ذوي البشرة السمراء من التمييز، وكذلك التدخل لدى الجهات الحكومية والضغط عليها لمنح الغجر حق الحصول على الجنسية العراقية، أسوة ببقية المواطنين».
وبينما بينت المفوضية أنها «تواصل متابعة الأوضاع الإنسانية، ومعاناة النساء في مخيمات النازحين اللاتي لم يتمكن من العودة إلى مناطقهن منذ سنوات، كونهن إما أرامل ليس لديهن معيل وإما يخشين عمليات الثأر لكون أزواجهن أو أبنائهن كانوا منتمين إلى (داعش)» فإنها أكدت قيامها برصد «التظاهرات من خلال نشر فرق في ساحات التظاهر لرصد وتوثيق المؤشرات والانتهاكات؛ حيث أصدرت حتى الآن ثلاثة تقارير بخصوص التظاهرات وما رافقتها من أحداث، وهي مستمرة في مواكبة التظاهرات في بغداد والمحافظات الأخرى».
وفي هذا السياق، يقول الدكتور فاضل الغراوي، عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المفوضية تواصل لقاءاتها مع المسؤولين الدوليين، ومن بينهم ممثلة الأمم المتحدة في العراق؛ حيث نقلنا لها جهود المفوضية في توثيق الانتهاكات الخاصة بحقوق الإنسان، فضلاً عن رؤيتها هي لهذا الأمر». وأضاف الغراوي أنه «تم الاتفاق على أن يكون هناك دور أساسي للمنظمات والجمعيات والناشطين والنخب الإعلامية والفكرية، في أن يكون لها دور في إعادة الأوضاع إلى طبيعتها على صعيد حقوق الإنسان في العراق، وتعزيز السلم المجتمعي». وأوضح الغراوي أن «الأمم المتحدة مهتمة جداً بهذا الأمر، وهو ما يجعل المفوضية في حالة تنسيق دائم معها» مبيناً أن «المشهد العام لحقوق الإنسان في العراق لم تتوفر الفرصة بشأنه حتى الآن للتأكد فيما إذا كانت هناك قرارات دولية بهذا الشأن أو تدخل دولي، استناداً إلى الفصل السابع، لا سيما أن ما يحصل ربما يكون فيه جنبة قانونية؛ خصوصاً ضد الجهات المتهمة بانتهاك حقوق الإنسان في العراق».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.