إسرائيل تسلم جثمان أسير فلسطيني إلى الأردن

الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك
الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك
TT

إسرائيل تسلم جثمان أسير فلسطيني إلى الأردن

الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك
الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك

قامت السلطات الإسرائيلية بتسليم جثمان الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك (36 عاما) إلى السلطات الأردنية، بعد أن كانت رفضت تسليمه إلى ذويه في الضفة الغربية. وتم التسليم عبر جسر الملك حسين، أمس الجمعة، بعد أن طلب ذلك والداه اللذان يحملان الجنسية الأردنية إلى جانب الفلسطينية. وكان أبو دياك قد توفي في سجون الاحتلال الإسرائيلي في 26 من الشهر الماضي، بعد مرض تم التعامل معه عبر سلسلة من الأخطاء والإهمال.
وروى رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، قدري أبو بكر، قصة أبو دياك، قائلاً إنه «من سكان بلدة سيلة الظهر في قضاء مدينة جنين. وقد اعتقل بتاريخ 17 يوليو (تموز) 2002، وهو شاب في العشرين من عمره، بتهمة قتل ثلاثة مستوطنين. وحكم عليه بالسجن المؤبد لثلاث مرات وثلاثين عاماً، أمضى منها 17عاماً. ومنذ 2015 تعرض أبو دياك لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، في بئر السبع، فتم استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر عربة السجون (البوسطة)، بتسمم في جسده تفاقم إلى فشل كلوي ورئوي. وعقب ذلك خضع لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقاً إصابته بالسرطان، وبقي يقاوم السرطان والسّجان إلى أن فارق الحياة بعد 17 عاماً من الاعتقال».
وقال أبو بكر إنه مع «استشهاد أبو دياك، يكون عدد شهداء الحركة الأسيرة قد ارتقى إلى 222 شهيداً منذ عام 1967، وخلال العام الجاري 2019 استشهد خمسة أسرى، من بينهم أبو دياك، إضافة إلى الأسير فارس بارود، وعمر عوني يونس، ونصار طقاطقة، وبسام السايح».
وتمت عملية التسليم عبر جسر الملك حسين بين الأردن وإسرائيل.
وهذه هي المرة الأولى التي تسلم إسرائيل جثة فلسطيني يتوفى داخل سجونها إلى الأردن، خاصة أن أبو دياك كان محكوما بالسجن المؤبد ثلاث مرات إضافة إلى 30 عاما. وقال أبو بكر في بيانه إن هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية طالبت بتسليمها جثة أبو دياك لكن سلطات الاحتلال رفضت ذلك، علما بأنه منذ 2015 عمدت إسرائيل إلى الاحتفاظ بجثث الأسرى الذين يتوفون في السجون وعدم تسليمها لأهاليهم حتى انقضاء مدة الحكم.
ولد أبو دياك في بلدة سيلة الظهر، جنوب جنين في الضفة الغربية، غير أنه يحمل الجنسية الأردنية إلى جانب الجنسية الفلسطينية مثله مثل آلاف الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية والحاصلين على الجنسية الأردنية إلى جانب الفلسطينية. وقال نادي الأسير الفلسطيني إنه ما زال هناك جثث أربعة معتقلين فلسطينيين محتجزة لدى إسرائيل.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.