أرفع لها عقالي

ليس هناك خصلة مجّدها الشعراء العرب أكثر من خصلة الكرم.
ولكن على رسلكم يا قوم، فهذا سو مين لونغ وهو مالك مطعم (لوتس هارت) في تايبيه، قال: إن شاباً أتى إلى المطعم، وأعطاني 15 ألف دولار أميركي وطلب مني مقابل النقود طهو وجبات لعشرة آلاف شخص، وقد دعوت الأسر ذات الدخل المنخفض وأطفال الملاجئ للحضور وتناول الطعام، لكن لا يزال عدد من قدموا أقل بكثير عن العشرة آلاف؛ لذا اتصل المتبرع بإحدى الصحف وطلب نشر دعوة وجبات مجانية من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى التاسعة مساء كل يوم على مدى ثمانية أسابيع متعاقبة، وسوف يكرر ذلك الفعل طوال أيام حياته.
وأشار مالك المطعم إلى أن الشاب الذي تبرع بقيمة الوجبات رفض ذكر اسمه أو سر كرمه هذا - انتهى.
وأنا أنصح كل من يذهب إلى تايبيه، أن يأكل في ذلك المطعم ليتأكد من صدقي ويدعو لي، كما أنني أستغل هذه الفرصة لكي أتساءل: أيهما أكثر كرماً يا ترى، هل هو حاتم الطائي الذي تتحدث عنه الركبان، أم هو ذلك الشاب التايواني غير المعروف اسمه؟!
***
ما أكثر الغرائب في حياة البشر! فهذا مذيع تلفزيوني من نيبال، أجرى برنامجاً حوارياً، استمر أكثر من 62 ساعة و12 دقيقة متواصلة محققاً رقماً قياسياً جديداً، في سباق أطول برنامج تلفزيوني.
وقال برافين باتيل وهو عضو في لجنة (غينيس العالمية) التي تبت في الأرقام القياسية في معرض تسليمه الشهادة للمذيع: لقد حققت رقماً قياسياً عالمياً جديداً، ومن الصعب أن يكسر أحد رقمك هذا.
وقد بدأ البرنامج صباح الخميس وانتهى ليل السبت. وخلال البرنامج، كان لاميتشهان - وهذا هو اسمه - يتناول الطعام في موقع التصوير، ويأخذ خمس دقائق فقط استراحة بين المقابلات التي يجريها مع الضيوف، وأجرى مقابلات مع ساسة ومشاهير وصحافيين، وتلقى مكالمات من خلال «سكايب» من نيباليين في جميع أنحاء العالم، حيث كانوا يناقشون مواضيع دينية وسياسية وقضايا اجتماعية.
وأغرب من هذا هي تلك الراقصة الأسترالية جيني التي أرفع لها عقالي، فقد دخلت موسوعة (غينيس) أيضاً بعد نجاحها في أداء رقصة (هولا هوب) الشهيرة، لمدة 75 ساعة مع فترة توقف للراحة لمدة 5 دقائق فقط كل ساعة.
وإنني أتحدى كل من يقرأ كلامي هذا، أن يرقص ليس 75 ساعة، ولكن 75 دقيقة متواصلة دون أن يفح أو يكح أو ينخ أو (......).
***
هذه نصيحة أقدمها لكل من يقرأ هذا الكلام: توكل على الله، وأغلق بابك جيداً.