أنقرة تخطط لإنشاء نقاط مراقبة في مناطق «نبع السلام» شرق الفرات

TT

أنقرة تخطط لإنشاء نقاط مراقبة في مناطق «نبع السلام» شرق الفرات

أعلنت تركيا أنها تعتزم إقامة نقاط مراقبة في منطقة عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا، بدعوى الحفاظ على سلامة المدنيين في تلك المناطق التي انتزع الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة الموالية له السيطرة عليها من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية، مؤكدة في الوقت ذاته استمرار الأعمال التمهيدية لإقامة المنطقة الآمنة.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن القوات التركية ستنشئ نقاط مراقبة على طرق مناطق عملية «نبع السلام» في سوريا، لمنع استهداف الوحدات الكردية للمدنيين بالسيارات المفخخة.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن قوات «نبع السلام» ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن المدنيين في المناطق التي سيطرت عليها من «قسد»، مشيرة إلى أن هذه القوات دمرت عدداً من الأنفاق التي حفرتها الوحدات الكردية بمدينة رأس العين في شمال شرقي سوريا، عثرت عليها بداخل مدرسة، واكتشفت أنها تمتد إلى الأبنية المجاورة. كان القوات التركية والفصائل المتحالفة معها، نقلت بواسطة سيارات غرفاً مسبقة الصنع من قرية السفح ومحيطها إلى قرى عنيق الهوى وخربة جمو والمحمودية التابعة لناحية أبو راسين بريف الحسكة الشمال الغربي، للبدء في إنشاء نقاط عسكرية هناك. كما يقوم الجيش التركي بإنشاء نقطة عسكرية جديدة في قرية تل عطاش بريف رأس العين في المحافظة ذاتها.
من جهة ثانية، دخلت 20 شاحنة أميركية، ليل السبت، عبر الحدود العراقية - السورية إلى داخل الأراضي السورية، متجهة إلى الحسكة.
وشهدت المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية، وفصائل ما يسمى بـ«الجيش الوطني السوري» المتحالف معها في شمال الرقة والحسكة، أكثر من 10 تفجيرات بعربات مفخخة أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
واتهمت وزارة الدفاع التركية، في بيان صدر ليل الأحد - الاثنين، «قسد»، بالتعاون مع عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، معتبراً أن ذلك يعد «عاملاً رئيسياً للفوضى» في منطقة شرق الفرات.
وقال البيان إن تركيا هي الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي حاربت «داعش» وجهاً لوجه، خلال عملية «درع الفرات»، وإنه رغم التزام تركيا بمسؤوليتها حول مكافحة «داعش»، وفق الاتفاق التركي الأميركي في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلا أن الوحدات الكردية أطلقت سراح سجناء «داعش» أمام أنظار العالم.
وأضاف البيان أن أنقرة اتخذت جميع التدابير لمكافحة إرهابيي «داعش»، خلال عمليات «درع الفرات»، و«غصن الزيتون»، و«نبع السلام»، التي جرت في إطار التعاون مع الحلفاء (داخل الناتو)، وتبادل المعلومات معهم.
وتابع: «التعاون بين (داعش) والوحدات الكردية، والدعم المقدم للأخيرة (في إشارة إلى الدعم الأميركي)، يعد عاملاً رئيسياً في الفوضى بمنطقة شرق الفرات، واستمرار وجود (داعش) فيها».
وقال البيان، إن تركيا ستتمكن من التغلب على جميع الصعوبات في مكافحة الإرهاب، عبر تجربتها في تأسيس المنطقة الآمنة، وقوتها، ومقاربتها الإنسانية، إضافة إلى مشروعاتها على الأرض. واعتبر البيان أن الهدف من هجمات «داعش» والوحدات الكردية التي تصاعدت أكثر ضد تركيا بعد سوريا والعراق، هو حلف «الناتو».
في سياق متصل، قالت مصادر محلية إن اشتباكات اندلعت، ليل الأحد - الاثنين، على محاور بريف مدينة منبج شمال شرقي حلب بين الفصائل الموالية لتركيا من جهة، ومجلس منبج العسكري من جهة أخرى.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، نقلاً عن المصادر، أمس، إن الاشتباكات تركزت على محور قرية يالشلي، وترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة.
إلى ذلك، بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مع رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة، أورسولا فون دير لاين، مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وذكرت مصادر في الرئاسة التركية، أن إردوغان وفون دير تناولا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك في مكالمة هاتفية جرت بينهما ليل الأحد، بينها سبل دعم اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، وتهيئة الظروف لعودة السوريين الطوعية إلى المنطقة الآمنة التي تقيمها تركيا شمال سوريا.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.