«اكتتاب أرامكو» حديث السعوديين الذي أعادهم إلى البنوك

رجلان سعوديان يتفقدان نشرة الاكتتاب العام في «أرامكو» خلال زيارتهما أحد البنوك المحلية (رويترز)
رجلان سعوديان يتفقدان نشرة الاكتتاب العام في «أرامكو» خلال زيارتهما أحد البنوك المحلية (رويترز)
TT

«اكتتاب أرامكو» حديث السعوديين الذي أعادهم إلى البنوك

رجلان سعوديان يتفقدان نشرة الاكتتاب العام في «أرامكو» خلال زيارتهما أحد البنوك المحلية (رويترز)
رجلان سعوديان يتفقدان نشرة الاكتتاب العام في «أرامكو» خلال زيارتهما أحد البنوك المحلية (رويترز)

لم تكن تجربة الاكتتاب في أسهم عملاق النفط السعودي «أرامكو» هي التعامل الأول لمحمد السليمان مع البورصة السعودية، فقد خاض التجربة قبل 15 عاما، لكن الفارق اليوم كان في تنفيذه للعملية خلال احتساء قهوته داخل مقهى شمال الرياض.
وقال السليمان لـ«الشرق الأوسط» :«الفارق اليوم أني بدلاً من الذهاب إلى البنك للاكتتاب، صار بإمكاني ذلك عبر الهاتف المحمول».
وعكست مشاعر السليمان وتعبيره عن سهولة الاكتتاب والزخم الكبير المحيط به الحالة المختلفة والواقع الجديد الذي عاشه السعوديون، تمثل في الطرح العام الأولي لشركة «أرامكو»، في خطوة ترقبها العالم أجمع، ولاقت اهتماماً كبيراً.
وحددت شركة «أرامكو» السعودية، اليوم (الأحد)، النطاق السعري للطرح بين 30 ريالاً سعودياً و32 ريالاً سعودياً للسهم الواحد، وسيكون اكتتاب شريحة المكتتبين الأفراد بالحد الأعلى.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، طغى «الاكتتاب» على حديث المجتمع السعودي بمختلف شرائحه، وبات محور نقاشهم في المنازل والجامعات ومقار العمل والأماكن العامة، وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي.
وساهمت بداية فترة بناء سجل الأوامر لشريحة المكتتبين الأفراد اليوم في عودة السعوديين بمختلف أنحاء المملكة إلى فروع البنوك، بعد غياب طويل سببه تحول معظم الخدمات إلى «إلكترونية»، في ظل الطفرة التقنية والتطورات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وخلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» على عدد من فروع البنوك بمنطقة الرياض، لوحظ توافد أعداد كبيرة من العملاء قبيل بدء العمل حتى نهايته من أجل الاستفسار، والتسجيل لأنفسهم وأسرهم، معتبرين أنها «فرصة ذهبية لا تُفوّت ولا تتكرر» استبقها البعض بادخار جزء من أموالهم، تمهيداً لشراء أسهم في الشركة العملاقة.
وفي ظل الإقبال المتزايد، لجأت البنوك إلى تمديد فترة عملها لساعات إضافية، على غير المعتاد، وذلك لخدمة أكبر قدر ممكن من العملاء، ويتوقع أن يستمر ذلك حتى نهاية فترة الاكتتاب في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) للمكتتبين من فئة الشركات والمؤسسات، والثامن والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي للأفراد.
وفي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تصدّرت «وسوم» عن الاكتتاب قائمة الترند، بينها: «#اكتتاب_أرامكو» و«#تم_الاكتتاب» و«#أرامكو» و«Aramco#»، تحدث خلالها المغردين بشكل أوسع عن هذه الخطوة، وتناقلوا طرق الاكتتاب، بينما أكدت مجموعة من المغردين إتمامهم ذلك عبر فروع البنوك أو مواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها على الهواتف المحمولة، في عملية لا تستغرق سوى بضع دقائق، وسط تمويلات قدمتها البنوك للتشجيع على مضاعفة شراء الأسهم.
وكانت «أرامكو» قد أكدت أن مستهدفها 0.5 في المائة، كحد أعلى من إجمالي أسهم الشركة، البالغ 200 مليار سهم، برأسمال 60 مليار ريال (16 مليار دولار)، لشريحة المكتتبين الأفراد الذين يبلغ الحد الأدنى لاكتتابهم 10 أسهم، ومن دون حد أقصى، مع عدم وجود حد أدنى أو أقصى لعدد أسهم الطرح التي يمكن الاكتتاب فيها من المؤسسات.
ويبلغ حجم الطرح 1.5 في المائة كحجم أساسي من إجمالي أسهم الشركة، التي قيّمها النطاق السعري للاكتتاب بين 1.6 إلى 1.7 تريليون دولار.
ويُتوقع أن يبدأ تداول أسهم الشركة في السوق بعد استيفاء جميع المتطلبات، والانتهاء من جميع الإجراءات النظامية ذات العلاقة، وسيتم الإعلان عن بدء تداول الأسهم على موقع «تداول» الإلكتروني.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».