حكومة الثني: اتفقنا مع القاهرة على تأهيل الكوادر العسكرية الليبية في الأكاديميات المصرية

هروب مائة ألف من القتال قرب طرابلس.. والجيش يدك معاقل المتطرفين في بنغازي

حكومة الثني: اتفقنا مع القاهرة على تأهيل الكوادر العسكرية الليبية في الأكاديميات المصرية
TT

حكومة الثني: اتفقنا مع القاهرة على تأهيل الكوادر العسكرية الليبية في الأكاديميات المصرية

حكومة الثني: اتفقنا مع القاهرة على تأهيل الكوادر العسكرية الليبية في الأكاديميات المصرية

كشفت الحكومة الانتقالية في ليبيا النقاب رسميا، أمس، عن أن جلسة المباحثات التي أجراها رئيسها عبد الله الثني، في القاهرة، مع الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، تناولت إعداد وتأهيل الكوادر العسكرية الليبية في مراكز التدريب والأكاديميات العسكرية المصرية، إلى جانب الاستعانة بالكوادر المصرية في إعادة بناء الجيش.
ولم توضح الحكومة في بيان بثته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أي تفاصيل حول هذا الاتفاق، لكنها قالت في المقابل إن المحادثات التي جرت، بحضور خبراء من البلدين، تطرقت إلى سبل دعم وتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة في مصر وليبيا، في مختلف المجالات، خاصة في مجالي مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة.
وأوضح البيان أن الثني أكد على ما وصفه بـ«المواقف المصرية الداعمة للحكومة الانتقالية، في ظل ما يواجهها من تحديات كبيرة لاستعادة وحدة الصف، وتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا».
عسكريا، تجددت، أمس، الاشتباكات بين الجيش الوطني الليبي والجماعات المتشددة، في مدينة بنغازي، بشرق ليبيا. وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرات التابعة لسلاح الطيران الليبي قصفت، مساء أمس، مواقع تابعة للجماعات المتطرفة في مدينة بنغازي، بالإضافة إلى قصف استهدف مقر ميليشيا درع ليبيا بمنطقة عمارات حي السلام في المدينة.
واندلعت معارك لاحقا بين قوات الجيش المدعومة بسلاح الطيران والجماعات المنضوية تحت ما يُسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي»، بينما أعلن الجيش أنه ما زال يسيطر على مطار بنينا وقاعدتها الجوية والمنطقة المحيطة بهما.
وطلبت القوات الخاصة (الصاعقة والمظلات) التابعة للجيش، من الهلال الأحمر التدخل الفوري لنقل جثث متحللة لمقاتلين قالت إنهم سقطوا من الجماعات المتطرفة، خلال المواجهات التي دارت على مدى اليومين الماضيين.
إلى ذلك، قُتل شخص وجُرح آخر في أحدث عملية إرهابية تشهدها بنغازي، حيث انفجرت سيارة مفخخة بساحة الشهيد عبد السلام المسماري، المقابلة لفندق «تيبستي»، أمس، بالمدينة.
وبموازاة ذلك، لاحظت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان أصدرته، أمس، أنه «مع تصاعد القتال بين الجماعات المسلحة المتناحرة في عدد من مناطق ليبيا، نرى نزوحا متزايدا يُقدر الآن بنحو 287 ألف شخص في 29 مدينة وبلدة، في شتى أنحاء البلاد».
ولفتت إلى أن المنطقة الرئيسة التي شهدت عمليات نزوح في الآونة الأخيرة كانت منطقة ورشفانة، التي تبعد نحو 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس، بينما نزح 15 ألفا آخرون بسبب القتال حول بنينة، وهي منطقة خارج بنغازي.
ويقيم معظم النازحين مع عائلات في المناطق التي ينزحون إليها، لكن آخرين ينامون في مدارس وحدائق ومبان غير سكنية تحولت إلى ملاجئ طارئة.
وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز إنه من الصعب الوصول إلى النازحين، والحصول على معلومات عنهم، وليس من الواضح إن كان النازحون سيعودون إلى بيوتهم قريبا، لكن مناطق سكنية كثيرة غير قادرة على استيعاب النازحين المتدفقين عليها.
وقالت المفوضية إن مدينة العجيلات التي تبعد 80 كيلومترا غرب طرابلس يسكنها مائة ألف نسمة، بينما نزح إليها 16 ألف شخص، وتواجه الهيئات الصحية بها صعوبات جمة لتقديم الخدمة الصحية.
على صعيد آخر، أعلنت وكالة الأنباء المحلية أن المعتصمين بحقل أبو الطفل النفطي بجالو رفضوا استقبال موسي اكريم، مبعوث مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له.
ونقلت الوكالة عن لجنة الاعتصام أن عضو مجلس النواب لا يملك أي فرصة للحل، وليس مخولا في مثل هذه الأمور، مشيرة إلى أن طلبات المعتصمين تتمثل في إيجاد فرص عمل لهم بالحقل.
وطالب المعتصمون بحضور الطرف المخول والأهم لمفاوضتهم، وهو وزارة النفط والمؤسسة الوطنية للنفط، ورأوا أنه لا فائدة من أي تفاوض طالما يتغيب هذا الطرف.
من جهة أخرى، تعرض عدد من المقرات الإدارية التابعة لفرع وزارة الاتصالات بالمنطقة الجنوبية في مدينة سبها بجنوب البلاد إلى الحرق والتخريب، من قبل مجموعات وصفها مسؤول محلي بأنها خارجة عن القانون.
وقال المسؤول إن المقر المستهدف سبق أن تعرض، خلال الأسبوع الماضي، لعملية سطو ونهب لجميع الأجهزة والمعدات الإلكترونية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.