واشنطن تؤكد «انخراطها» في آسيا رغم تغيّب ترمب عن قمة «آسيان»

نددت بـ«ترهيب» بكين لدول الرابطة في بحر الصين الجنوبي

وزير التجارة الأميركي ويلبور روس (أ.ف.ب)
وزير التجارة الأميركي ويلبور روس (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تؤكد «انخراطها» في آسيا رغم تغيّب ترمب عن قمة «آسيان»

وزير التجارة الأميركي ويلبور روس (أ.ف.ب)
وزير التجارة الأميركي ويلبور روس (أ.ف.ب)

شدَّد وزير التجارة الأميركي، ويلبور روس، اليوم (الاثنين)، على أن بلاده لا تزال «منخرطة بشدة» في آسيا، رغم تخلّي الرئيس دونالد ترمب عن حضور قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).
وكان روس ومستشار الأمن القومي، روبرت أوبراين، أرفع أعضاء الوفد الأميركي المشارك في اجتماعات رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في بانكوك، والتي حضرها قادة كل من الهند وكوريا الجنوبية واليابان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وسبق أن حضر الرئيس الأميركي أو نائبه دورات سابقة من قمة «آسيان»، ولكن ترمب متهم بإدارة ظهره للمنطقة، بعدما أعلن انسحاب بلاده من اتفاق الشراكة الاقتصادية عبر المحيط الهادي، فور تولِّيه السلطة تقريباً.
وحضر ترمب قمة «آسيان» في الفلبين عام 2017، بينما حضر نائبه مايك بنس دورة العام الماضي، ونفى مسؤول رفيع في البيت الأبيض أن تكون واشنطن تجاهلت دورة العام الجاري، مبرراً تغيُّب ترمب وبنس بانشغالهما بالانتخابات لاختيار حكام عدة ولايات.
وأكد روس، خلال منتدى لقادة المال والأعمال عقد على هامش قمة «آسيان»، أن «إدارة ترمب منخرطة بشدة وملتزمة بشكل كامل حيال هذه المنطقة»، وأضاف: «نواصل التفاوض على اتفاقيات تجارية مع دول هذه المنطقة».
وندد بما وصفه «الترهيب» الصيني في بحر الصين الجنوبي، وقال: «بكين استغلت الترهيب في محاولة لمنع دول (آسيان) من استغلال الموارد البحرية، ومنع الوصول إلى 2.5 تريليون دولار من احتياطيات النفط والغاز».
وتلا أوبراين مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض رسالة من ترمب، تدعو زعماء «آسيان»: «للانضمام لي في الولايات المتحدة لعقد قمة خاصة» في الربع الأول من عام 2020.
وتطالب بكين بالسيادة البحرية الشاملة في مياه بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، وأثارت غضب جيرانها بإرسال سفن إلى ذلك الممر المائي المزدحم؛ حيث يطالب أيضاً كثير من دول «آسيان» بالسيادة هناك.
وفي اجتماع بين الولايات المتحدة والدول الأعضاء في «آسيان»، انتهى الأمر بأوبراين وهو يخاطب وزراء خارجية عدة دول من جنوب شرقي آسيا، إثر عدم مشاركة بعض القادة.
ولم يحضر سوى قادة تايلاند وفيتنام ولاوس، رغم أن قادة كثير من الدول حضروا اجتماعات «آسيان» السابقة التي عقدت في عطلة نهاية الأسبوع.
وانتقد ترمب الدول الآسيوية مراراً، جرَّاء الفائض الكبير في ميزانها التجاري مع الولايات المتحدة، وتعهد بإبرام اتفاقيات ثنائية في المنطقة بدلاً من تلك متعددة الأطراف.
ووقع اتفاقاً للتجارة الحرة مع اليابان في وقت سابق هذا العام وأعاد التفاوض على شروط اتفاق تجاري مع كوريا الجنوبية.
وفي هذه الأثناء، لا تزال واشنطن عالقة في حرب تجارية مع الصين، تبادل البلدان خلالها فرض رسوم جمركية مشددة على منتجات بقيمة مليارات الدولارات. واستبعد روس التوصل قريباً إلى اتفاق يخفف بعض هذه الرسوم.
وكان ترمب قد أشار إلى احتمال توقيع الاتفاق قريباً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، ربما في ولاية آيوا الأميركية.



مرور الرئيس التايواني في أميركا يثير غضب الصين

الرئيس التايواني لاي تشينغ تي يلوّح بيده للحشد في اليوم الوطني للاحتفال بالذكرى السنوية الـ113 لميلاد «جمهورية الصين» وهو الاسم الرسمي لتايوان في تايبيه 10 أكتوبر 2024 (رويترز)
الرئيس التايواني لاي تشينغ تي يلوّح بيده للحشد في اليوم الوطني للاحتفال بالذكرى السنوية الـ113 لميلاد «جمهورية الصين» وهو الاسم الرسمي لتايوان في تايبيه 10 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

مرور الرئيس التايواني في أميركا يثير غضب الصين

الرئيس التايواني لاي تشينغ تي يلوّح بيده للحشد في اليوم الوطني للاحتفال بالذكرى السنوية الـ113 لميلاد «جمهورية الصين» وهو الاسم الرسمي لتايوان في تايبيه 10 أكتوبر 2024 (رويترز)
الرئيس التايواني لاي تشينغ تي يلوّح بيده للحشد في اليوم الوطني للاحتفال بالذكرى السنوية الـ113 لميلاد «جمهورية الصين» وهو الاسم الرسمي لتايوان في تايبيه 10 أكتوبر 2024 (رويترز)

يتوقف الرئيس التايواني، لاي تشينغ تي، خلال أول رحلة له إلى الخارج في هاواي وجزيرة غوام الأميركيتين، وفق ما أفاد مكتبه، الخميس؛ ما أثار غضب بكين التي نددت بـ«أعمال انفصالية».

ويتوجه لاي، السبت، إلى جزر مارشال وتوفالو وبالاو، وهي الجزر الوحيدة في المحيط الهادئ من بين 12 دولة لا تزال تعترف بتايوان.

ولكن يشمل جدول أعمال الرئيس التايواني الذي تسلم السلطة في مايو (أيار) توقفاً في هاواي لمدة ليلتين، وفي غوام لليلة واحدة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولم يُعلن حالياً أي لقاء يجمعه بمسؤولين أميركيين، والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي لتايبيه.

وقال مصدر من الإدارة الرئاسية التايوانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن لاي يريد لقاء «أصدقاء قدامى» و«أعضاء مراكز أبحاث».

ووعد لاي بالدفاع عن ديمقراطية تايوان في مواجهة التهديدات الصينية، فيما تصفه بكين بأنه «انفصالي خطير».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمر صحافي دوري، الخميس: «عارضنا دائماً التبادلات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، وأي شكل من أشكال دعم الولايات المتحدة وتأييدها للانفصاليين التايوانيين».

في السابق، توقف زعماء تايوانيون آخرون في الأراضي الأميركية خلال زيارات إلى دول في أميركا الجنوبية أو المحيط الهادئ، مثيرين غضب بكين.

وتعد الصين تايوان جزءاً من أراضيها، لم تنجح بعد في إعادة توحيده منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949. ورغم أنها تقول إنها تحبّذ «إعادة التوحيد السلمية»، فإنها لم تتخلَ أبداً عن مبدأ استخدام القوة العسكرية وترسل بانتظام سفناً حربية وطائرات مقاتلة حول الجزيرة.

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر في نقطة قريبة من جزيرة تايوان في جزيرة بينجتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

«محاولات انفصالية»

تشهد تايوان تهديداً مستمراً بغزو صيني، لذلك زادت إنفاقها العسكري في السنوات الأخيرة لتعزيز قدراتها العسكرية.

وتتمتع الجزيرة بصناعة دفاعية لكنها تعتمد بشكل كبير على مبيعات الأسلحة من واشنطن، أكبر مورد للأسلحة والذخائر إلى تايوان.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن الجيش الصيني «لديه مهمة مقدسة تتمثل في حماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وسوف يسحق بحزم كل المحاولات الانفصالية لاستقلال تايوان».

ارتفعت حدة التوتر في العلاقات بين بكين وتايبيه منذ عام 2016 مع تولي تساي إنغ وين الرئاسة في بلادها، ثم لاي تشينغ تي في عام 2024.

وكررت الصين اتهامها الرئيسَين التايوانيَين بالرغبة في تأجيج النزاع بين الجزيرة والبر الصيني الرئيسي. ورداً على ذلك، عززت بكين بشكل ملحوظ نشاطها العسكري حول الجزيرة.

وفي ظل هذه الضغوط، أعلن الجيش التايواني أنه نشر الخميس مقاتلات وسفناً وأنظمة مضادة للصواريخ في إطار مناورات عسكرية هي الأولى منذ يونيو (حزيران).

وأفادت وزارة الدفاع التايوانية، الخميس، بأنها رصدت الأربعاء منطادين صينيين على مسافة نحو 110 كلم شمال غربي الجزيرة في منطقة دفاعها الجوي، وذلك بعدما رصدت في القطاع ذاته الأحد منطاداً صينياً مماثلاً كان الأول منذ أبريل (نيسان).

وتحولت المناطيد الآتية من الصين إلى قضية سياسية مطلع عام 2023 عندما أسقطت الولايات المتحدة ما قالت إنه منطاد تجسس.