الكونغرس يدين تسليم سوريا لروسيا وتركيا وعلاقة واشنطن بالأكراد شارفت على النهاية

TT

الكونغرس يدين تسليم سوريا لروسيا وتركيا وعلاقة واشنطن بالأكراد شارفت على النهاية

بينما كان مجلس الشيوخ الأميركي ينتقد قرار الانسحاب المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من شمال شرقي سوريا، كانت مندوبة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي تشيد بالاقتراح الألماني لإقامة منطقة أمنية في المنطقة، طالبة في الوقت نفسه من الحلفاء الأوروبيين تحمل مسؤولياتهم، مستبعدة أي مشاركة أميركية مباشرة، واستعادتهم رعاياهم الذين قاتلوا مع «داعش» في سوريا.
وقال أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، إن ما جرى سمح لروسيا تعزيز علاقاتها مع تركيا، وأن تتقاسم معها السيطرة على شمال سوريا بالكامل؛ خصوصاً بعد إعلان موسكو رفضها الاقتراح الألماني، لأنه لم يعد مجديا في ظل سيطرتها وتنسيقها العسكري على الأرض مع القوات التركية.
وفي جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حضرها جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، الثلاثاء، اتهم أعضاء جمهوريون وديمقراطيون الإدارة، بتقويض الكثير من أهداف السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وبتمكين خصومها من الاستفادة من هذا الانسحاب وتعريض ما حققته القوات الأميركية من نجاحات في الحرب على تنظيم «داعش» للخطر. وقال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز نائب رئيس اللجنة: «من الواضح أن الولايات المتحدة قد تم تهميشها، روسيا ونظام الأسد القاتل يطلقون النار».
ودافع جيفري عن سياسة إدارة ترمب، قائلاً إن الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقات مع القادة العسكريين الأكراد في أجزاء أخرى من سوريا وإنه يجري النظر في خيارات التعاون. وكان الرئيس ترمب قد أعلن أنه يريد أن يحتفظ بعدد من الجنود لحماية آبار وحقول النفط والغاز في المنطقة التي لا تزال قوات سوريا الديمقراطية تسيطر عليها.
غير أن دفاع جيفري عن سياسة ترمب وإشادته بالعلاقة الجيدة مع الأكراد لا يخفي حقيقة موقفه الشخصي الذي ينقل عنه أنه كان من بين المتصلبين في مواجهتهم. ورفض الثلاثاء إعطاء الوفد الكردي الموجود في واشنطن برئاسة إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، أكثر من 10 دقائق من وقته للحوار معه، فيما نقلت أوساط مطلعة عن الوفد، أن الاجتماع كان فاترا جدا ولم يتجاوب فيه جيفري مع أي طلب.
وكرر جيفري موقفه أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب التي عقدت جلسة مماثلة الأربعاء، لمناقشة «خيانة الولايات المتحدة للشركاء الأكراد»، بحسب عنوان الجلسة.
في هذا الوقت أكدت تلك المصادر ما نشر عن أجواء التوتر في الاجتماع الذي عقد أيضا بين الوفد الكردي ونائب مساعد وزير الخارجية والمبعوث الخاص إلى سوريا جويل رايبورن في مبنى الوزارة؛ حيث قام الأخير بكسر قلم الرصاص في وجه المترجم، وهو أميركي من أصل سوري، عندما اتهمه الوفد بأنه يضغط عليهم للحوار مع الجماعات المتشددة.
ووصفت وسائل إعلام أميركية ما جرى في قمة سوتشي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، بأنه نجاح روسي تركي لتقاسم النفوذ في سوريا، بعد انسحاب القوات الأميركية وتراجع قوة واشنطن في المنطقة. وقالت إن روسيا نجحت في جذب تركيا حليفتنا في الناتو، إلى مدارها، وهي خطوة قد تزعج إيران التي أدانت الهجوم التركي على الأكراد وتمددها في سوريا، الذي قد يكون تهديدا لها على أي حال.
وفي إشارات أخرى عن تدهور العلاقة بين واشنطن وحلفائها الأكراد الذين يشكلون القوة الرئيسية في مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، ألغت إدارة «فندق ترمب» في واشنطن، نشاطا كان من المقرر أن تقيمه مجموعة ضغط وإغاثة مسيحية، لتكريم الشعب الكردي والصلاة من أجله.
وقال أعضاء في منظمة «فرونتير ألاينس إنترناشيونال»، وهي منظمة مدنية غير ربحية تقدم مساعدات طبية في الشرق الأوسط، وترعى النشاط بالتنسيق مع مجموعات مسيحية أخرى من المنطقة، إن المنظمة تلقت رسالة من إدارة الفندق تشير إلى إلغاء النشاط، لكن الأسباب التي أوردتها ضبابية.
وقال دالتون توماس مؤسس المجموعة، إن الأسباب وراء الإلغاء «ضبابية، وكل ما نعرفه أنهم ألغوا النشاط». وقالت مسؤولة أخرى إن موظفي «فندق ترمب الدولي»، أعربوا عن «مخاوف أمنية، قائلين إنه لا يمكنهم توفير ما يكفي من الأمن».
غير أن متحدثة باسم شرطة العاصمة واشنطن، قالت: «لم نتلق أي معلومات بشأن تهديدات أمنية محتملة أو مخاوف بشأن هذا الحدث».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.