«الإحصاء الروسية»: زيادة متوسطي الدخل مؤشر إيجابي

قالت دائرة الإحصاء الفيدرالية الروسية، إن عدد الأسر التي يكفي متوسط دخلها لتوفير الطعام والألبسة فقط قد ارتفع خلال الفترة الماضية، وأن هذا يُعد تطوراً إيجابياً في مجال دخل الأسرة والمستوى المعيشي في روسيا، نظراً لأن الارتفاع جاء على حساب تراجع حصة الأسر الروسية من فئة متوسطي الدخل لا يكفي لأي شيء آخر سوى توفير الطعام.
وفي بيانات نشرتها أمس على موقعها الرسمي، حول «دخل الأسرة والأنفاق والاستهلاك العام 2019»، قالت الإحصاء إن حصة الأسر التي تكفيها مورادها المالية لشراء الطعام واللباس فقط، ولا تكفي لشراء الاحتياجات الأخرى للاستخدام طويل الأمد، مثل الكومبيوتر أو الثلاثة والأثاث وغيره، قد زادت خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالمؤشر خلال السنوات الماضية، بقدر 0.2 نقطة، حتى 49.2 في المائة من إجمالي الأسر الروسية.
وسجل عدد الأسر بمتوسط دخل يكفي لتوفير الطعام واللباس فقط زيادة جديدة في الربع الثاني بقدر 0.6 نقطة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حتى 49.4 في المائة من إجمالي الأسر الروسية. وعليه خلصت دائرة الإحصاء إلى أن نسبة تلك الأسر ارتفعت على أساس فصلي، وعلى أساس سنوي. وكذلك ارتفعت نسبة الأسر الروسية التي يسمح لها متوسط دخلها بشراء الطعام واللباس وأدوات الاستخدامات طويلة الأمد، بمعدل 1.9 نقطة، حتى 31.7 في المائة في الربع الأول من العام، وبمعدل 2 نقطة، حتى 32.6 في الربع الثاني منها، مقارنة بمؤشرات الفترة ذاتها من العام الماضي. إلا أن تلك الأسر قالت إنها مع متوسط دخلها تواجه صعوبة في شراء سيارة أو شقة، أو منزل ريفي.
ويشكل توفير السكن واحدة من أهم المشكلات التي تواجهها الأسر الروسية. وفي دراسة نشرتها مجلة «دراسات قضايا الاقتصاد» أخيراً، قالت الخبيرة ناديجدا كوساريفا، مديرة صندوق «معهد اقتصاد المدن»، إن أكثر من نصف الأسر الروسية لا يملك إمكانية شراء شقة سكنية، وذلك على الرغم من تراجع أسعار العقارات السكنية، كما وسعر الفائدة على الرهن العقاري، وأحالت هذا الوضع إلى «مستوى الدخل المتدني».
ورأت دائرة الإحصاء الروسية في زيادة عدد الأسر بدخل يكفي للطعام واللباس فقط «توجهاً إيجابياً»، موضحة أنه جاء على خلفية تراجع عدد الأسر بدخل يكفي للطعام فقط من 15.2 حتى 14.1 في المائة من إجمالي الأسر الروسية، وكذلك تراجع أعداد الأسر التي لم يكن دخلها كافياً حتى لشراء الطعام، من 0.8 حتى 0.7 في المائة. أي أن التغيرات في حصص الأسر حسب القدرة الشرائية لمتوسط الدخل جرى على حساب انتقال أسر من فئة «الأقل دخلاً» إلى فئة الأسر مع متوسط دخل أفضل. ويتفاوت توزيع تلك الفئات حسب الوضع الاجتماعي، وبين الأقاليم الروسية. على سبيل المثال لا يسمح متوسط دخل 56.1 في المائة من الأسر الروسية التي يوجد فيها أكثر من طفلين بشراء المنتجات للاستخدامات طويلة الأمد، ولا يسمح بذلك متوسط دخل 58.8 في المائة من الأسر التي يعيش فيها متقاعد واحد، و53.9 في المائة من الأسر التي لا يعيش معها أحد الوالدين (الأم أو الأب). وحسب الأقاليم، تم تسجيل أعلى نسبة للأسر التي يكفي متوسط دخلها لتوفير الطعام والألبسة فقط في جمهورية إنغوشيا، وشكل هؤلاء 78.7 في المائة من إجمالي الأسر في الجمهورية، و70.6في المائة من الأسر في تشوفاشيا وسط روسيا، و69.2 في المائة في إقليم كراسنويارسك على حافة المنطقة القطبية شمال البلاد.
وصدرت هذه البيانات حول التغيرات في فئات الأسر الروسية، وفق متوسط الدخل، وما يوفره من احتياجات، بعد أيام على بيانات أكدت فيها دائرة الإحصاء تحسناً في مجال الدخل الحقيقي للمواطنين لأول مرة منذ عام 2014. وقالت حينها إن دخل الفرد ارتفع في الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بمعدل 7.8 في المائة، حتى 35.1 ألف روبل (545 دولاراً تقريباً). ومع أخذ عامل التضخم بالحسبان، ارتفع الدخل الحقيقي للمواطنين في الربع الثالث بمعدل 3.3 في المائة، والدخل الحقيقي المتاح بمعدل 3 في المائة، على أساس سنوي. ويُعد هذا أعلى معدل نمو فصلي للدخل الحقيقي منذ عام 2014.