إثيوبيا: قادرون على نشر ملايين في «حرب سد النهضة»

حذّر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام، من أنه إذا كانت هناك حاجة إلى خوض حرب بشأن سد النهضة محل الخلاف مع مصر، فإن بلاده ستحشد الملايين من الأشخاص، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن المفاوضات وحدها هي القادرة على حل جمود الموقف الحالي، حسب وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.
وتصريحات آبي التي جاءت خلال جلسة استجواب أمام البرلمان، هي الأبرز منذ فوزه بجائزة نوبل للسلام في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
ودافع رئيس الوزراء عن فوزه بالجائزة، والذي عدّه البعض غير مستحَقّ، قائلاً: «بعض الأشخاص يجدون صعوبة في قبول فوزي بجائزة نوبل للسلام. لقد مُنحت بالفعل إلى آبي، ولن يتم أخذها منه. الأمر كذلك! إنها مسألة منتهية! تركيزنا الآن يجب أن ينصبّ على كيفية خلق الدوافع لدى بقية الشباب للفوز بالجائزة. من يواصلون الحديث عن هذه المسألة يضيّعون وقتهم».
وواجه آبي الحاصل  جائزة نوبل للسلام نظراً إلى الإصلاحات السياسية التي قام بها وعمله لإرساء السلام مع إريتريا بعد توليه المنصب العام الماضي، أسئلة المشرعين بشأن عدد من القضايا ذات الحساسية ومن بينها سد النهضة.
وانهارت المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان حول السد الذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار، وهو الأكبر في أفريقيا، واكتمل بناؤه بنحو 70%، ومن المتوقع أن يوفر كهرباء أكثر من التي تحتاج إليها إثيوبيا البالغ عدد سكانها 100 مليون نسمة. لكن مصر تخشى أن يقلص السد حصتها من مياه النيل وتسعى لحمايتها.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أمام البرلمان: «البعض يتحدث عن استخدام القوة، لا بد من التشديد على أنْ لا قوة يمكنها وقف إثيوبيا عن بناء السد». وأضاف: «إذا كانت هناك حاجة لخوض الحرب، فإننا يمكننا تجهيز الملايين. وإذا كان بوسع أحدهم إطلاق صاروخ، فالآخرون يمكنهم استخدام قنابل. لكن هذا ليس في مصلحة أي منا».
كما شدد آبي على أن بلده عازم على إكمال مشروع السد الذي بدأه القادة السابقون ووصفه بأنه «ممتاز».
ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإثيوبي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، غداً (الأربعاء)، في سوتشي على هامش القمة الأفريقية - الروسية.
وكان مسؤولون مصريون قد أكدوا لوكالة «رويترز»، الأحد، أن مصر ستضغط على إثيوبيا هذا الأسبوع كي توافق على الاستعانة بوسيط خارجي للمساهمة في حل خلاف يزداد تعقيداً حول سد النهضة.
وترى مصر في سد النهضة الإثيوبي خطراً وجودياً عليها وتخشى أن يهدد موارد المياه الشحيحة أصلاً في مصر ويؤثر على توليد الطاقة الكهربائية من السد العالي في أسوان.
وتقول مصر إنها استنفدت الجهود للتوصل إلى اتفاق على شروط تشغيل السد وملء الخزان الموجود خلفه بعد محادثات ثلاثية استمرت سنوات مع إثيوبيا والسودان.
وتنفي إثيوبيا تعثر المحادثات الثلاثية وتتهم مصر بأنها تحاول التهرب من المفاوضات.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية المصرية للصحافيين: «نأمل أن يفضي هذا الاجتماع إلى اتفاق فيما يتعلق بمشاركة طرف رابع... يحدونا أمل أن نتوصل إلى صيغة خلال الأسابيع القليلة القادمة».
وقال مسؤولون مصريون إنهم اقترحوا أن يكون البنك الدولي طرفاً رابعاً وسيطاً، لكنهم تركوا الباب مفتوحاً أمام احتمال أن يكون الوسيط بلداً لديه خبرة فنية بشأن مسائل تقسيم حصص المياه مثل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
ورفضت إثيوبيا مقترحات قدمتها مصر في الآونة الأخيرة بأن تكون عملية ملء الخزان خلف السد مرنة وضمان تدفق المياه بنحو 40 مليار متر مكعب سنوياً.
ولم تفضِ جولات المحادثات في القاهرة والخرطوم خلال الشهرين الماضيين إلى اتفاق. وقال مسؤول وزارة الخارجية المصرية إن «الفجوة تتسع».
وتعتمد مصر على النيل في الحصول على كل إمدادات المياه الصالحة للشرب تقريباً وتواجه فقراً مائياً متزايداً مع وصول عدد سكانها إلى نحو مائة مليون نسمة. وتقول مصر إنها تعمل على تقليل المياه المستخدمة في الزراعة.
ويرى خبراء المياه أن البلد يواجه فقراً مائياً إذا قلّ فيه نصيب الفرد عن ألف متر مكعب سنوياً. ويقول مسؤولون مصريون إن نصيب الفرد في مصر يبلغ حالياً 570 متراً مكعباً من المياه سنوياً، وإنه من المتوقع أن يصل إلى 500 متر مكعب بحلول عام 2025 دون وضع الخسائر المحتملة من تشييد سد النهضة في الحسبان.
ومن المتوقع أن تبدأ إثيوبيا ملء الخزان العام المقبل.