العراق يدعو أوروبا إلى دعمه في مواجهة الإرهاب

دعا كل من الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، دول الاتحاد الأوروبي، إلى موقف أكثر جدية في محاربة الإرهاب.
واستقبلت بغداد أمس، رئيسة وزراء النرويج أرنا سولبيرغ، التي تزور العراق في إطار جولة لها في المنطقة لحشد مزيد من الدعم الدولي لمحاربة الإرهاب بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا الذي أنعش آمال «داعش». وقال الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله سولبيرغ إن «العراق يتطلع إلى العمل مع الأشقاء والأصدقاء لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وتخفيف حدة التوترات وتجنب التصعيد المتزايد الذي يقوض فرص السلام إقليمياً ودولياً». ودعا صالح إلى «أهمية إيجاد حل للمشكلة السورية بعيداً عن التدخلات الخارجية والعمليات العسكرية والسعي لتقديم المساعدات والدعم العاجل للاجئين والنازحين بسبب التوغل التركي شمال سوريا».
من جهته، أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته النرويجية إلى حاجة العراق إلى الدعم الدولي ضد الإرهاب. وقال إن «النصر على الإرهاب حال دون انتقال الجماعات الإرهابية من المنطقة إلى بقية دول العالم». وأضاف أن «العراق بحاجة إلى الدعم في مواجهة الإرهاب وتحقيق التعاون في علاقاته الاستراتيجية للحفاظ على السيادة واستقلال الدول».
من جانبها، أكدت رئيسة وزراء النرويج الالتزام بالشراكة مع العراق في محاربة الإرهاب.
وأضافت: «ناقشنا الحلول اللازمة لإنهاء الصراع في سوريا والمنطقة». وأكدت أن «السلام والعدالة هما أساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلد».
إلى ذلك، كشف مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن دخول القوات الأميركية المنسحبة من سوريا إلى إقليم كردستان العراق، كان بالتنسيق مع الحكومة. وقال مصدر في المكتب في تصريح، إن عبد المهدي بحث مع السفير الأميركي لدى العراق، ماثيو تولر، هذا الملف، مشيراً إلى «عدم السماح لأي قوة أميركية بالدخول إلى العراق دون موافقة».
ودخلت القوات أميركية عبر معبر سحيلة الواقع في محافظة دهوك طبقاً لما أفادت به وكالة «رويترز». وقالت الوكالة إن أكثر من 100 مركبة عبرت الحدود السورية - العراقية إلى إقليم كردستان.
وتتزايد مخاوف العراق من إمكانية عودة تنظيم داعش ثانية في حال لم تتم السيطرة على السجون التي يقبع في داخلها ضمن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عشرات آلاف الإرهابيين. وفيما تم تداول أنباء عن دخول أعداد منهم إلى نينوى في محاولة لإعادة سيناريو عام 2014 وبالتزامن مع الأزمة السياسية الناجمة عن الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، نفى محافظ نينوى منصور المرعيد ذلك. وقال المرعيد في بيان إن «المعلومات المتداولة بخصوص دخول عناصر (داعش) الإرهابي إلى أراضي المحافظة غير دقيقة ولا صحة لها». وأضاف: «لن نسمح بأي شكل من الأشكال أن يكون للدواعش أي وجود على أرض نينوى».
وفي هذا السياق، يقول الدكتور معتز محيي الدين رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك اتفاقاً ضمنياً بين الحكومتين الأميركية والعراقية يتضمن نقل القوات الأميركية الموجودة في سوريا إلى العراق، علماً أن أقرب نقطة إليها القواعد غرب العراق لا سيما (عين الأسد) التي تعدّ أكبر قاعدة أميركية عسكرية في الوقت الحاضر». وأضاف أن «هناك مشروعاً أميركياً آخر تم الاتفاق بموجبه مع العراق والاتحاد الأوروبي على حماية النازحين من أكراد سوريا الذين سينزحون إلى إقليم كردستان وتم إسكان من وصلوا منهم جنوب مدينة دهوك»، مشيراً إلى «تسلل آخر للدواعش حدث مؤخراً في سهل نينوى».
من جهته، أكد أستاذ الأمن الوطني الدكتور حسين علاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «أي قوات أميركية تدخل العراق ستدخل بعلم الحكومة العراقية وقيادة العمليات المشتركة»، مبيناً أن «الوضع في سوريا كان يمثل تحدياً للولايات المتحدة، وبما أن العراق دولة صديقة فمن الممكن بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي استضافة عمليات الدعم اللوجيستي لنقل هذه القوات أو استخدامها بعد موافقة السلطات العراقية لتدريب القوات العراقية المشتركة».