اتهامات لبلجيكيين وسبعة فرنسيين بتمويل جماعة إرهابية والمشاركة في أنشطتها

TT

اتهامات لبلجيكيين وسبعة فرنسيين بتمويل جماعة إرهابية والمشاركة في أنشطتها

وجّهت سلطات التحقيق القضائي في كل من بلجيكا وفرنسا، اتهامات إلى تسعة أشخاص، تتضمن هذه الاتهامات تمويل الإرهاب، والمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية. وكانت تحريات أمنية أعقبتها عمليات مداهمة واعتقالات جرت في مدن بلجيكية وأخرى فرنسية، وذلك في إطار تنسيق أمني وقضائي بين بروكسل وباريس في هذا الملف، وحسبما جرى الإعلان عنه في بروكسل، فإن التنسيق بين الأجهزة المعنية في كل من بلجيكا وفرنسا، منذ فترة أي قبل الهجوم العسكري التركي على شمال شرقي سوريا، حيث معسكرات وسجون تضم رجال ونساء وأطفال «الدواعش»؛ ففي بلجيكا وجّهت السلطات القضائية، في إطار تحقيق منفصل لكنّه على صلة بالتحقيق الفرنسي، إلى شخصين، تهمة «المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية». وضبط المحقّقون البلجيكيون بحوزة الموقوفين مبالغ نقدية كبيرة تراوح بين 8 آلاف و10 آلاف يورو. ووفقاً لمكتب المدّعي العام الفيدرالي البلجيكي، فإنّ الأموال التي جُمعت في فرنسا وبلجيكا، كانت ستسمح لعدد من الداعشيات (لم يحدّد عددهن) بدفع أموال لمهربين للفرار من أماكن احتجازهن في سوريا.
وقبل أيام قليلة، كشفت وسائل إعلامية في بروكسل عن عمليات مداهمة واعتقالات، قامت بها الشرطة البلجيكية، منتصف الأسبوع الماضي، على خلفية تحقيقات جارية منذ فترة، من خلال تنسيق أمني وقضائي بين الأجهزة المعنية في كل من بلجيكا وفرنسا، ويتعلق الأمر بإرسال أموال إلى شمال شرقي سوريا، لتسهيل تهريب نساء من عائلات «الدواعش» من معسكرات الأكراد هناك. وأكد المدعون العامون الفيدراليون في بلجيكا أن الاعتقالات التي أعقبت عمليات تفتيش المنازل لمساكن المشتبه بهما في لييج وبروكسل، وجاء ذلك بعد أن أعلنت وكالة أمنية بلجيكية عن هروب عنصرين من «داعش» و3 نساء من سجن للدواعش الأسرى بشمال سوريا.
وأعلن رئيس الجهاز التنسيقي لتحليل المخاطر البلجيكي، باول فان تيغيلت، أمام لجنة برلمانية، الأربعاء الماضي، أن رجلين و3 نساء، يُعتقد أنهم مواطنون بلجيكيون أو على علاقة ببلجيكا، هربوا من سجن للقوات الكردية، حيث كانوا محتجَزين منذ عام 2017.
وفي باريس، وجّه القضاء الفرنسي، مساء الجمعة الماضي، إلى سبعة موقوفين، تهمتي «تمويل الإرهاب» و«تشكيل عصبة أشرار»، وذلك لجمعهم أموالاً بهدف إرسالها إلى داعشيات معتقلات في سوريا لمساعدتهن على الفرار، بحسب ما أفادت به مصادر قضائية، أول من أمس.
والمتهمون السبعة أوقفوا، الثلاثاء الماضي، وقد حصل واحد منهم فقط على إطلاق سراح مشروط في حين أنّ ثلاثة آخرين أُودِعوا سجن فالانس، جنوب شرقي فرنسا.
واعتقل السبعة في مداهمة نفّذتها المديرية العامة للأمن الداخلي في إطار تحقيق أولي يتولّاه مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب. وضبط المحقّقون بحوزة المتهمين هواتف ومفاتيح ذاكرة ضوئية «يو إس بي». وتأتي هذه التحقيقات وسط فوضى أمنية يشهدها شمال شرقي سوريا، منذ الهجوم العسكري الذي شنّته تركيا في 9 أكتوبر (تشرين الأول)، ضدّ الوحدات الكردية التي تسيطر على المنطقة.
ومنذ أطلقت تركيا هجومها، تخشى الدول الغربية فرار 12 ألف متطرف محتجزين لدى الأكراد بينهم 2500 - 3000 أجنبي. والسبت الماضي، حذّر قاضي التحقيق، ديفيد دو با، وهو منسّق قسم مكافحة الإرهاب في محكمة باريس، من أن عدم إعادة المتطرفين الفرنسيين المحتجزين في سوريا «يشكل خطراً على الأمن العام» في فرنسا. وقال القاضي في تصريح غير مسبوق، في وقت ترفض السلطات الفرنسية إعادة هؤلاء المتطرفين، إنّ «عدم الاستقرار السياسي وسهولة اختراق ما تبقى من مخيمات الأكراد يثيران الخشية من أمرين: هجرة غير منظمة لمتطرفين إلى أوروبا مع خطر حصول هجمات ينفّذها متشددون من جهة، وإعادة تشكيل مجموعات إرهابية مقاتلة مدرّبة في المنطقة من جهة أخرى».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.