ألمانيا تخشى انتقال الصراع التركي الكردي إلى أراضيها

من عمليات تخريب للمحلات التجارية الى هجمات بالسكاكين وتبادل للشتائم، تخشى ألمانيا حيث تعيش أكبر جاليتين من الشتات التركي والكردي من انتقال النزاع في ِشمال شرق سوريا الى أراضيها.
واليوم (السبت) وصل حوالى 14 ألف متظاهر مؤيد للأكراد إلى كولونيا في غرب البلاد، ضمن يوم من التعبئة في عدة مدن أوروبية، في حين تعرب الشرطة عن خشيتها من وقوع أعمال عنف.
ومساء الاثنين في هيرن، في غرب البلاد، ولدى مرور متظاهرين من الأكراد أدى أتراك «تحية الذئب»، في بادرة تعني الانتماء إلى القوميين اليمينيين المتطرفين يعتبرها خصومهم استفزازاً. وسرعان ما وقع شجار أصيب خلاله خمسة أشخاص بجروح طفيفة.
ويشار الى ان هذه الإيماءة التي تحاكي رأس الذئب، تتساهل حيالها السلطات في ألمانيا لكنها محظورة في النمسا منذ العام 2018.
وفي برلين في اليوم ذاته، تعرض شاب يرتدي سترة مطرّزة بالعلم التركي لهجوم بالسكاكين نفّذته مجموعة من 15 شخصاً.
وغالبا ما تلاقي الأوضاع في تركيا، من محاولة الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب إردوغان في يوليو (تموز) 2016 إلى الهجمات ضد الأكراد، أصداء في ألمانيا حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين تركي وكردي.
وقال خبير الشؤون التركية بوراك كوبور لقناة «زي دي اف»: «نجلس على برميل من البارود. لا يمكن اعتبار الانفعالات هنا بعيدة عما يجري في تركيا، وهو ما ينعكس في ألمانيا».
ويُظهر جزء كبير من الأتراك في ألمانيا تعاطفاً مع النظام في أنقرة. وقد وصل التوتر الى ملاعب كرة القدم حيث قلد خمسة لاعبين من فرق إقليمية ألمانية الجنود الأتراك وقدموا تحية عسكرية بعد تسجيل هدف.
ويتّهم الأكراد الألمان شبكة المساجد التي تمولها أنقرة بتشجيع الكراهية ضد الأكراد. الا ان أن هذه الشبكة الدينية التركية القوية نفت في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية «التخطيط بأي شكل من الأشكال» لحملة في هذا الاتجاه.
ويعرب سيزيل ويدات (43 عاما) الذي يدير مكتب سفريات إلى تركيا في برلين عن الأمل في حل النزاع في شمال سوريا قريبا. وقال في هذا الصدد: «أعود إلى البلاد مرة واحدة في العام، أما أصدقائي الأكراد فلا يعودون بالوتيرة ذاتها. نحن هنا في حال جيدة. فليجلسوا إلى طاولة واحدة ليجدوا حلا ويتركونا وحدنا نعيش بهدوء في ألمانيا».